عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأوكراني بيترو بروشينكو، قمة حاسمة أمس، بمدينة مينسك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء ضمن مسعى لاحتواء التصعيد المستمر بين موسكو وكييف بسبب حركة التمرد المستمرة في الشرق الأوكراني الناطق سكانه بالروسية. وتصافح الرجلان في أول لقاء بينهما لحظات قليلة بعد بدء الاجتماع الذي وصف ب«الهام" إلى درجة أن الرئيس الأوكراني قال إن "مصير أوروبا والعالم سيحدد خلال هذا اللقاء". وأضاف أن "أوكرانيا دفعت ثمنا غاليا من اجل استقلالها". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، نصح أمس، كييف بالكف عن الانخراط في ما وصفه "الألعاب العسكرية"، وطالبها ب«التخلي عن وهم إمكانية حل الأزمة الأوكرانية عبر تحقيق انتصارات في الحرب ضد الشعب الأوكراني". وقال "إن موقفنا واضح تماما، نريد السلام في أوكرانيا". مشيرا إلى أن "هذا السلام لا يمكن تحقيقه إلا عبر حوار وطني واسع النطاق بمشاركة جميع الأقاليم والقوى السياسية في البلاد". والى جانب الرئيسين الروسي والأوكراني فقد حضر القمة قادة الاتحاد الأوروبي، وممثلون عن الاتحاد الجمركي الذي يضم دول روسيا وبلاروسيا وكازاخستان على أمل التوصل إلى تسوية لأزمة أوكرانية كهربت العلاقات بين كييف وموسكو من جهة، وبين هذه الأخيرة والغرب من جهة ثانية. ولكن الأمل يبقى ضئيلا في إمكانية التوصل إلى تسوية ترضي جميع الأطراف، وتنهي شهورا من الاقتتال في أوكرانيا راح ضحيته إلى حد الآن مئات الأشخاص وتسبب في موجة نزوح وأزمة إنسانية حادة خاصة بالمدن الشرقية التي تشهد حركة التمرد. ويتأكد ذلك خاصة وان القمة انعقدت وسط أجواء مشحونة اثر إعلان كييف أمس، اعتقالها لجنود روس اتهمتهم بدعم الانفصاليين الأوكرانيين في شرق البلاد في مواجهة القوات النظامية. وبثت قيادة الأركان الأوكرانية أمس، شهادات مصورة لعشرة جنود قدمتهم على أساس أنهم مضليون روس ينتمون للفرقة 98 الجوية المتواجد مقرها بروسيا الوسطى. وقالت أنهم تم اعتقالهم بقرية ذزركلي الأوكرانية التي تقع على بعد كيلومترات من الحدود الروسية. وبغض النظر عن نتيجة القمة فالسؤال الذي يطرح هل ستكون قمّة مينسك فرصة للتخفيف من حدة التوتر بين موسكو وكييف المدعومة من قبل الغرب، أم أن التطورات على أرض الميدان ستفرض نفسها على مواقف أطراف مواقفها متباعدة من النقيض إلى النقيض.