أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن السلطات الحالية في كييف تتخذ إجراءات مخالفة لاتفاق جنيف حول تسوية الأزمة الأوكرانية ولا تفعل شيئا لاستئصال جذور الأزمة. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الموزمبيقي أولديميرو بالوي أمس ، إن اتفاق جنيف لم يحدد فترة معينة لتنفيذ البنود، إلا أنه يؤكد على بدء التنفيذ على الفور ويطالب بفرض النظام ووقف نشاط الجماعات المسلحة غير الشرعية ومنع أي تطرف والعفو عن المعتقلين السياسيين والمتظاهرين وإطلاق الحوار حول الدستور، وأعرب وزير الخارجية الروسي عن سخط موسكو بشأن استمرار الاعتقالات السياسية في جنوب شرق أوكرانيا وإعاقة عمل الصحفيين الروس والأجانب في هذا البلد، مشيرا إلى أن أحد بنود اتفاق جنيف يطالب بالعفو عن المعتقلين السياسيين، كما قال لافروف إن إطلاق النار من قبل متطرفين في سلافيانسك بشرق أوكرانيا في عيد الفصح "تجاوز كافة الحدود"، وشدد الوزير الروسي أن على واشنطن أن تعي حقيقة من وصل إلى السلطة في أوكرانيا بفضل دعمها قبل أن تقوم بتهديد موسكو، مؤكدا أن روسيا دولة عظيمة ولا يمكن عزلها، وأوضح لافروف أن الإدارة الأمريكية تحاول تبرير أفعال السلطات الحالية في كييف وتتجاهل الجرائم التي يرتكبها هذا النظام وكذلك المسلحون الذين تعتمد عليهم السلطات في كييف، وقال إن تصريحات كييف حول عدم سريان اتفاق جنيف على "الميدان" في العاصمة الأوكرانية غير مقبولة، مشيرا إلى أن بعض الشوارع في كييف لا تزال مغلقة ولم يتم إخلاء المباني المستولى عليها والفعاليات في ميدان الاستقلال بكييف مستمرة، ساخرا من الكلام عن وجود كمية كبيرة من الأسلحة الروسية في منطقة النزاع قائلا إن كل الأسلحة هناك روسية الصنع، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العثور مؤخرا على أسلحة أمريكية كانت بحوزة جماعة مسلحة غير شرعية هو "الأمر الجديد"، في الشأن ذاته وصل جو بايدن نائب الرئيس الأميركي إلى العاصمة الأوكرانية كييف أمس لإجراء مشاورات بشأن آخر تطورات الوضع بالمنطقة، في حين اتهم رئيس الحكومة الأوكرانية أرسيني ياتسينيوك روسيا ب"تقويض الاستقرار الدولي" مطالبا حلفاءه الغربيين بالدعم والمساعدة، وقال البيت الأبيض إن بايدن سيلتقي الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تيرتشينوف ورئيس الحكومة ياتسينيوك خلال زيارته التي تستمر يومين، وسيناقش نائب الرئيس الأميركي وفق رويترز للأنباء جملة من القضايا أبرزها آخر التطورات بشرق أوكرانيا وخطوات تعزيز أمن الطاقة على المدى القريب والبعيد بأوكرانيا، تأتي هذه الزيارة عقب يوم من مقتل خمسة أشخاص إثر تبادل لإطلاق النار في بلدة بول باسوفكا قرب مدينة سلافيانسك شرقي أوكرانيا والتي يسيطر عليها مسلحون موالون لروسيا، ويزيد الحادث من اشتعال الحرب الكلامية وتبادل الاتهامات بين روسياوأوكرانيا حيث يشكك كل جانب في التزام الطرف الآخر باتفاق أُبرم في جنيف الخميس الماضي بحضور روسياوأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث أعربت الخارجية الروسية في بيان عن استيائها مما وصفته باستفزاز المسلحين، من جهته اتهم رئيس الحكومة الأوكرانية روسيا ب"تقويض الاستقرار الدولي" وطالب حلفاءه الغربيين بالمساعدة لتحديث الجيش الأوكراني، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية، ودعا ياتسينيوك الدول الغربية لدعم بلاده، وقال عشية زيارة بايدن إنه "يجب أن نكون أقوياء لوقف روسيا، ولذلك فنحن بحاجة لدعم فعلي من شركائنا الغربيين" موضحا أن بلاده بحاجة "لدعم اقتصادي ومالي ولتحديث الجيش الأوكراني وإعادة النظر في جميع بنى الدفاع الأوكرانية".