اختتمت بداية الأسبوع الجاري، الدورة الأخيرة من المخيمات الصيفية بولاية بومرداس التي استضافت 2927 طفل من الفئة العمرية 6-14 سنة، توافدوا على مراكز التخييم التسعة بالولاية منذ ال15جوان إلى الفاتح سبتمبر 2014، قادمين من 13 ولاية. تم تأطيرهم من طرف 283 منشط و06 أخصائيين نفسانيين و17 طبيبا عاما و16 ممرضا، إضافة إلى 26 حارس سباحة، واستفاد الأطفال من برامج تربوية وأخرى ترفيهية دون إغفال التحضير النفسي للعودة إلى المدارس. يحمل المخيم الصيفي، مثله مثل المدرسة، أهدافا تربوية وأخرى تثقيفية، بالنظر إلى النشاطات المختلفة التي يتم اختيارها بعد دراسة لجنة متخصصة من المنشطين تسهر على تلقين الأطفال مختلف القيم التربوية، كالانضباط وتحمّل المسؤولية والتعاون وغيرها من الصفات الحميدة. هكذا اتفق أطفال آخر دورة للتخييم بمخيم سوناطراك بغابة قورصو، تحدثوا إلى «المساء»، حيث قالت البنت يسرى بعيج ذات ال 11 سنة من ولاية وهران، بأن هذه خامس مرة تتردد فيها على مخيم صيفي؛ «لقد اعتدت في كل صائفة على الذهاب إلى مخيم معين بولاية معينة.. وتعلمت من خلال المخيم التضامن والتعاون وتعرفت على عدة أصدقاء من ولايات أخرى»، وتقول البنت دعاء مولاي 9 سنوات من ولاية أدرار بأنها تعلمت التعاون مع الغير واحترام الآخرين، خاصة كبار السن، ولم تنس أن تشير إلى أنها كانت خائفة بعض الشيء في بداية المخيم، كونها أول مرة تزور مخيما صيفيا وتبتعد عن أهلها لمسافات طويلة، إلا أن حيوية المنشطين ومختلف البرامج الترفيهية التي شاركت فيها جعلتها تتعايش مع الأمر. أما أكرم بن أعمر ابن 12 سنة من تقرت بولاية ورقلة، فيزور بومرداس لأول مرة، قال بأنه تعلم بفضل المنشطين، تأدية الصلاة جماعة، والانضباط واحترام الكبير والاعتماد على النفس، في الوقت الذي قال الطفل بابا يوسف قرقابي ابن 11 سنة من ولاية أدرار، بأن المخيم سمح له بربط صداقات مع أطفال من عدة ولايات وجعله يغير الجو ويتعرف على وطنه، واتفق الطفل يوسف طبي 12 سنة وصبرينة لعرابي 12سنة من ولاية بومرداس على القول بأن المخيم سمح لهما بتعلم صفات الشجاعة والإقبال على الحياة باحترام الغير. كما لم ينس محدثونا الصغار في حديثهم، الإشارة إلى دنو العودة إلى الأقسام، وبذلك يكونون قد شاركوا في مسابقات فكرية تهدف إلى تنشيط ذاكرتهم حول بعض المعارف التي اكتسبوها في مدارسهم من قبل، ومن ذلك بعض الأحداث التاريخية الخالدة مثل 05 جويلية ذكرى استقلال الجزائر، وأحداث 20 أوت وتلقينهم أسس المواطنة الصحيحة، كما يسمح لهم أيضا معرفة ما يجري في العالم من خلال أحداث غزة الأخيرة التي تابعها الأطفال بمخيمهم وتعلموا معنى التضامن مع الآخر، يشرح لنا عبد الكريم عبو منشط من ولاية أدرار الذي اعتبر المخيم الصيفي مكسبا جديدا للطفل، خاصة ذلك الذي يزوره لأول مرة، ويتعلم بذلك أسس الانضباط والاعتماد على النفس ومساعدة الآخر. وأضاف المنشط الذي أمضى 11 سنة في مجال التنشيط بالمخيمات أن المخيم مفيد ليس فقط للطفل وإنما للمنشطين كذلك، بحيث يسمح لهم بصقل موهبتهم في التعامل الصحيح مع الأطفال، بالتالي تحمل مسؤولية البيت الشخصي لهم مستقبلا، فيما يكسب الطفل مهارات بيداغوجية وأخرى فنية تبعا لمختلف النشاطات المسطرة على مدار 15 يوما، ومن ذلك المسرح والتمثيل والغناء والرقص والقراءة «وهذا ما يسمح لنا باكتشاف المواهب التي سيكون لها شأن في يوم ما»، يقول من جهته المنشط عبد السلام خوخو من ورقلة، إن كل منشط يقوم على رعاية 10 أطفال يلقنهم أسس الحياة اليومية، من اعتماد على النفس إلى معاونة الآخر «وهذا ما سبق لنا تعلمه في الكشافة الإسلامية الجزائرية، إذ تلقينا من روحها الصبر وتحمل المسؤولية وبذلك فنحن نقوم اليوم بدورنا تجاه الوطن بتعليم أطفالنا في المخيم الصيفي أسس الحياة الاجتماعية، ليندمج الطفل مع غيره، بالتالي مع مجتمعه»، يقول المتحدث. تحضير نفسي للدخول المدرسي من جهته، قال السيد بن عمر بوشمال رئيس المخيم الصيفي للأطفال (سوناطراك قورصو)، بأن الدورة الأخيرة من المخيمات الصيفية التي تمت برمجتها بولاية بومرداس لصائفة 2014، عرفت استضافة 219 طفل، منهم 70 بنتا معدل أعمارهم تتراوح بين 8 و12 سنة جاؤوا تحديدا من ولايات الجنوب الكبير، على غرار إليزي وأدرار وورقلة، إضافة إلى ولايات البويرة ووهرانوالجزائر وبومرداس المستضيفة. واستمتع الأطفال بعدة نشاطات ترفيهية وأخرى تربوية منذ 18 أوت إلى 01 سبتمبر 2014، ومن جملة النشاطات تلك الخاصة بالتحضير النفسي للعودة إلى الأقسام من خلال برمجة مسابقات فكرية حول بعض المواد، ومنها على سبيل المثال أسئلة في التاريخ لإنعاش ذاكرة التلاميذ تحسبا لتلقي الدروس قريبا، أو حتى أنشطة ومسابقات تكون فيها الهدايا عبارة عن كتب أو مستلزمات دراسية، كما يؤكده المنشط عبد الكريم عبو الذي أشار كذلك إلى استضافة المخيم للمكتبة البلدية المتنقلة لمدة 3 أيام، كانت بمثابة الخروج من الروتين من أنشطة المصيف والاستجمام. جدير بالذكر أن ولاية بومرداس عرفت خلال صائفة 2014، فتح 9 مراكز للتخييم بزيادة 5 مراكز عن صائفة 2013. والمراكز ال 9 استضافت 2927 طفل منهم 458 بنت و2469 ولد، تتراوح أعمارهم بين 6 و14 سنة. جاؤوا من ولايات معسكر، قسنطينة، الجلفة، برج بوعريريج، سيدي بلعباس، اليزي، ورقلة، أدرار، بشار، الاغواط، تيارت، وهرانوالجزائر العاصمة. تم تأطيرهم من طرف 210 منشط ومنشطة، تابعهم صحيا 17 طبيبا و16ممرضا ونفسانيا و6 أخصائيين، وحرسهم أيام الاستجمام 26 حارس سباحة.