ما كان حلما صار واقعا معيشا لأطفال المسيلة ومن مختلف قراها ومداشرها، ومن ربوع بلدياتها47، أطفال الحضنة عاشوا أحلى أيامهم على شؤاطى بومرداس طيلة شهر كامل تعاقبوا على المخيم في ثلاث دفعات بمبادرة من مديرية الشباب والرياضة بالمسيلة بالتنسيق مع الرابطة الولائية لنشاطات الهواء الطلق والترفيه وبرعاية خاصة لوالي الولاية، قضي أكثر من500طفل من مختلف ربوع ولاية المسيلة عطلتهم الصيفية على شواطئ مدينة بومرداس· المخيم الصيفي الأول جاء بعد حرمان دام أكثر من عشر سنوات اختير له اسم ''تينهنان''، وتزامنه مع المهرجان الإفريقي الذي احتضنته الجزائر في جويلية المنصرم· ''البلاد'' زارت المخيم وقضت يوما كاملا مع أطفال المسيلة ورافقتهم من الصباح إلى المساء برفقة مدير المخيم والطاقم الإداري والبيداغوجي مدير المخيم بلقاسم بن جدو الذي يملك تجربة ثرية في تسيير المخيمات الصيفية· والأستاذ التربوي رافقنا طيلة اليوم وهو يحدثنا عن المخيم الصيفي وعن فريقه المرافق له من طاقم إداري وعمال ومنشطين مؤكدا أن أكبر العوائق التي واجهت المخيم هو غلاء الأسعار وهو ما دفعه بمعية المقتصد الذي هو رئيس الرابطة الولائية لنشاطات الهواء الطلق بالمسيلة، الجمعي أوسالم، لاعتماد تسيير راشد لميزانية المخيم التي لا تغطي ما كان يطمح إليه القائمون على المخيم· ومع ذلك يقول مدير المخيم ومقتصده نعمل لتوفير كل الظروف لأجل إنجاح المخيم وإدخال الفرحة للأطفال بعد سنوات من حرمان أبناء الولاية من التمتع بالبحر والخروج من الروتين وإتاحة الفرص لأطفال الولاية للاطلاع على الكنوز السياحية التي تزخر بها الجزائر، وخلق أجواء مغايرة للأطفال وتنمية قدراتهم على الإبداع واستكمال المهام التربوية لدور المدرسة، لأن المخيم مدرسة تسمح للأطفال بالتعلم وتنشيط قدراتهم· سحر البحر يبهر الأطفاليبدأ يوم أطفال ''مخيم تينهنان'' الذي اختير له شعار: من أجل طفولة سعيدة، بعد فطور الصباح بالاتجاه إلى البحر· الأطفال يتسابقون لركوب الحافلة المقلة لهم إلى الشاطئ· وحسب البرنامج البيداغوجي المعد سلفا من قبل إدارة المخيم بمعية المنشطين، وبعد ''البريفينغ'' الذي يشرف عليه المدير مع المنشطين عبد الرزاق لعجال وسامية دحماني وفطيمة بوضياف وحليم مرنيز ومصطفى طباخ، يتوزع الأطفال على مجموعات لكل منشط فريقه من الأطفال مع تحمل كامل مسؤوليته· فرحة الأطفال وهو يتجهون إلى الشاطئ تقرأها في عيونهم وهو يتلهفون ويتسابقون إلى رمال البحر، الكل له حكايته مع البحر ورماله· المنشطون حريصون على فرض الانضباط والعمل بالتعليمات· العلاقة بين الأطفال والمنشطين لا تختلف عن علاقتهم بمعلميهم في المدرسة من حيث التوجيه والاستقامة، وهو ما يحرص عليه المنشطون·دخول البحر يكون وفقا لما يحدده المنشطون، حيث تتخذ احتياطات كبيرة حتى يتسنى التحكم في الأطفال والوقوف عليهم· عيون نجيب زرواق نائب المدير، والمسعود بن شوقة لا تفارق موقع الأطفال على الشاطئ، مراقبة ومتابعة كل خطوة يقوم بها الأطفال·ومن جهتها طبيبة المخيم تتابع أطفال المخيم، ومن حين لآخر تنظم مسابقات ترفيهية على الشاطئ لتغيير الأجواء· بعد السباحة يتجه الأطفال إلى مكان الإقامة· فبعد أخذ الدوش يتناولون وجبة الغداء، بعدها القيلولة التي تعد إجبارية بعدها· وطبقا للبرنامج تنقل الأطفال إلى حديقة التسلية وفي المساء تقام كل ليلة من ليالي المخيم سهرة فنية وألعاب فكرية· يقول مدير المخيم بلقاسم بن جدو إن الطاقم البيداغوجي والإداري حرص على وضع برنامج يسمح للأطفال بالترفيه وحتى تنمية قدراتهم على التفكير والتدبير من خلال ورشات العمل والنوادي التي يشتغلون فيه، ومن خلال السهرات والمنافسات التي أعدت خصيصا للأطفال من أجل تطوير قدراتهم العقلية والفكرية·