تحتضن الجامعة العربية، اليوم، الدورة العادية 142 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بمشاركة وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، الذي وصل مساء أمس إلى القاهرة لرئاسة الوفد الجزائري في الدورة. ويبحث وزراء الخارجية العرب خلال هذه الدورة مشروعات القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون خلال الاجتماعات التي عقدوها يومي الأربعاء والخميس، وتتعلق بالقضايا الراهنة العربية وملفات العمل العربي المشترك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. ويتضمن جدول أعمال المجلس العديد من البنود، أهمها ما يتعلق بإصلاح وتطوير منظومة العمل العربي المشترك والقضية الفلسطينية وتطورات الوضع في ليبيا، إضافة إلى الأوضاع في العراق وسوريا وموضوع مكافحة الإرهاب. وسيعقد وزراء الخارجية العربي جلسة خاصة حول فلسطين بناء على طلب من الأمين العام للجامعة العربية، وذلك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي سيقدم عرضا حول آخر مستجدات الأوضاع في قطاع غزة ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني هناك جراء العدوان الاسرائيلي، بالإضافة إلى الخطوات المقبلة التي ستتخذها القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة من خلال خطة سياسية تهدف إلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وقالت مصادر مطلعة بالجامعة العربية إن الرئيس عباس سيطلع وزراء الخارجية العرب على خطة السلام التي اقترحها بشأن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود جوان 1967 على أن تستكمل المفاوضات المرتبطة بهذه المبادرة في غضون ثلاث سنوات، كما سيطلعهم على نتائج الاتصالات التي تجريها القيادة الفلسطينية بشأن هذا المقترح لا سيما مع الجانب الأمريكي راعي المفاوضات. وعن تطورات الأوضاع في ليبيا، التي تعد من أهم المواضيع المطروحة على المجلس الوزاري، سيبحث وزراء الخارجية مشروع قرار تم رفعه للمجلس وشاركت في إعداده كل من الجزائر ومصر والسعودية والإمارات العربية، بالاضافة إلى ليبيا. كما سيعقد المجلس الوزاري جلسة خاصة حول ليبيا للاستماع إلى تقرير ناصر القدوة مبعوث الأمين العام الخاص بها. وفي إطار استطلاع رأي جانب الحكومة الليبية تحضيرا للاجتماع الوزاري التقى الأمين العام للجامعة العربية، أمس، وزير الخارجية الليبي، محمد عبد العزيز، حيث تبادلا وجهات النظر حول نوعية القرار الذي سيصدر عن الجامعة حول ليبيا. وعبر الوزير الليبي في تصريحات للصحفيين عقب اللقاء عن رفض الحكومة الليبية أن يكون هناك تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، ودعا إلى توسيع مهمة الأممالمتحدة والجامعة العربية في الدفع قدما نحو الاستقرار وبناء المؤسسات. وأشار إلى أنه ناقش مع العربي ومبعوثه إلى ليبيا ناصر القدوة وجهات النظر فيما يخص نوعية القرار والتوصيات التي من المنتظر أن تتمخض عن الاجتماع الوزاري العربي، مشيرا إلى أن اللقاء ركز على موضوع تعزيز ومساندة المؤسسات الشرعية في ليبيا وأن تعمل الجامعة على تحقيق توافق عربي حول القضية الليبية وإعداد خريطة طريق أو خطة عمل فيما يتعلق بمستقبل التعامل مع المسألة الليبية. والتقى العربي كذلك وفدا عن الائتلاف المعارض السوري لبحث صيغة مشاركة ممثل عن الائتلاف في الاجتماع الوزاري. وقالت مصادر مطلعة في الجامعة إنه تم خلال اللقاء الاتفاق على أن تقتصر المشاركة على إلقاء كلمة في الجلسة الافتتاحية للدورة. وعلى صعيد آخر، يبحث وزراء الخارجية العرب التهديدات الإرهابية التي تمثلها بعض التنظيمات مثل "داعش" على المنطقة العربية لا سيما في العراق وسوريا. وقال مصدر مسؤول بالجامعة العربية إن هناك مشروع قرار واضح وصريح فيما يخص مكافحة الارهاب معروض على وزراء الخارجية العرب يتناول المستجدات وخاصة الإرهاب الأسود الذي يمارسه تنظيم "داعش" وكل مايتعلق بالعمليات الارهابية في الدول العربية وكيفية التحرك على المستوى الدولي وآخر قرار من مجلس الأمن في هذا الشأن. من جهة أخرى، وبشأن موضوع إصلاح وتطوير الجامعة العربية من المقرر أن يبحث المجلس الوزاري موضوع إعادة توزيع مكاتب بعثات جامعة الدول العربية في الخارج، حيث كان هناك توافق خلال اجتماع المندوبين على ضرورة الابقاء على هذه المكاتب في عدد من العواصم المهمة، فيما تباينت المواقف بشأن بعض البعثات الأخرى وهو ما سيفصل فيه وزراء الخارجية سواء بالتقليص أو الترشيد أو بفتح مكاتب جديدة في مناطق مهمة أخرى.