صدر للشاعر السوري شاهر خضرة مجلدان يضمان دواوينه الشعرية التي خطها منذ عام 2007 ولم يسبق له نشرها، عن ‘الدار العربية للدراسات والنشر' في بيروت، وبدأ الشاعر في إصدار أعماله منذ سنة 2000، من بينها ‘واضحا سلسا غامضا'، ‘سونيتات شامية' و'الأرض ترفع ساقها'. ضم غلاف الأعمال الشعرية لشاهر خضرة، مقالة للشاعر التونسي منصف الوهابي، جاء فيها أنّ ‘شاهر الخضرة شاعر ‘كاتب'، وأنه قلّما أطلقت هذه الصفة، إلا على هؤلاء الشعراء الكتّاب الذين يجمعون بين ‘الأبولونية' (التوازن والتناسب والتناغم..) و‘الديونيزوسية‘ (المصادفة والعشوائية والغرابة..) أو هم يراوحون في الفسحة القائمة بينهما، شكلا وصورة ودلالة». وأضاف الوهابي؛ «يوهمك شاهر أنّه مأخوذ بالأشياء القريبة الدانية وصفاء اللغة وانسجام صورها السائغة المقبولة ومحاولة تثبيت الهارب الزائل والاستمساك به أو رد آخره على أوله؛ وكأن النص ‘مسطح عاكس' يقع عليه ما يقع من بائد العوالم وينجرف إليه ما ينجرف من أضواء الماضي وظلاله، ثمّ يأخذك في رفق، ليطوح بك بين عوالم تغطس وتطفو، وتهرب وتعود، وتتفكك وتتركب؛ وحدود تتقوض، ثم يُعاد بناؤها في لمح اللغة». كما كتب أيضا «هذه كتابة ‘لا نموذجية' أو ‘لا قياسية'، يمتلك صاحبها قدرة لا تخفى، على إدارة نصه على محورين متواشجين؛ الانشطار والتفرع من جهة، وتجمع العناصر بشكل دائري حول نواة واحدة، من جهة أخرى، من أين مأتى هذه القدرة؟ أكاد أقرر غير متريث أنها ترجع إلى تمكن شاهر من الكتابة بلغتين الفصحى والمحكية.. وأظنه بذلك يفعل ما لم يفعله شعراء العربية في الأزمنة الحديثة، تطعيم العربية بما هو منها وليس منها؛ حيث تنمو أغصان وثمار جديدة في شجرتها.. لأقل هذه شعرية تختصر الواقع في رموز، وتعلي من شأن الكلمة حتى لتقدمها على المشار إليه.. هذه النصوص تكريم للحياة.. تكريم للغة». في المقابل، كتب شاهر خضرة في بعض من ديوانه الثاني؛ «شاهدت أمي في الحلم وهي بأبهى حلة تبحث عن سجادة صلاة، فلم تجد، فخلعتُ لها الباب وفرشتُه على التراب، صلت فوقه، ثم فتحَته وغابت، وعندما سمعت صريرا في العتمةِ وانكمشتُ متدثّرا بلحافي، كأنّ اللحاف سيحميني، لم تكن قطة التي فتحت البابْ ولم تكنِ الريح، البابُ فتح بابه»..»عدتُ إلى قريتي فوجدت الأبواب تسير في جنازة تحمل بابا آجرتُ معهم، أهالوا عليه التراب وعندما دخلت دارنا القديمة لم أجد بابها، فضممت الجدران إلى جسدي وجعلت مني بابا لها، وأنتظرُ ريحا ليس إلا تفتحني». للإشارة، شاهر خضرة شاعر وكاتب من سوريا ‘ريف دمشق' (1954)، كان تحصيله الثقافي والأدبي ذاتيا رغم حصوله فيما بعد على شهادة الثانوية ودراسته الجامعية في إربد الأردن، ترك سوريا وهو في العشرين من عمره، ودامت غربته بعيدا عن بلده لمدة ثلاثة وثلاثين عاما موزعة بين ليبيا ودول الخليج والأردن. بدأ شاهر في نشر شعره من عام 2000، وله عدة دواوين شعرية منها؛ ‘واضحا سلسا غامضا' صدر في دمشق باللغة الفصحى سنة 2000، ‘سونيتات شامية' صدر في الأردن باللغة الدارجة عام 2001 و'الأرض ترفع ساقها' صدر في تونس باللغة الفصحى عام 2001. كما أن لشاهر دواوين أخرى هي؛ ‘لأسماء' صدر في تونس باللغة الفصحى سنة 2002، ‘ذيب الشلايا' صدر في دمشق عن ‘دار الينابيع' باللغتين الفصحى والدارجة عام 2004، ‘هذيان الجسد' صدر عن ‘مركز الحضارة العربية' في القاهرة سنة 2005 باللغة الفصحى و'مائيل في وحامه الكنعاني' صدر عن ‘مركز الحضارة العربية' باللغة الفصحى في القاهرة سنة 2007.