جميل أن تبادر بعض البلديات بحملات تنظيف وتطهير خصوصا في فصل الصيف الذي يتطلب أكثر من غيره اهتماما بالنظافة والمحيط. ولاشك أن المواطن يلاحظ تلك الأكوام من الأكياس التي تبقى مكدسة لأيام وكأن بلدياتنا بدون مسؤولين، وكأن رفع القمامات من أمام المنازل لن تتم إلا بحضور كاميرات التلفزيون والصحافة الوطنية. إن الحديث عن البيئة وغرس ثقافتها عند المواطن يبقى سابقا لأوانه، إن لم تكن مستوعبة من طرف السلطات المحلية. ذلك أن الثقافة البيئية هي سلوك وذهنيات قبل أن تكون مجرد شعارات أو حملات ظرفية. فهل يعقل أن تبقى القمامات متراكمة ليومين أو ثلاثة أيام في كثير من بلديات ضواحي العاصمة؟ وهل يعقل أن يغض المنتخبون الطرف عن ذلك وكأنهم لا يعيشون في بلدياتهم؟ أسئلة تبقى مطروحة في غياب الحس البيئي لدى من يسيرون شؤون البلديات. ثم إن أية سياسة للحفاظ على البيئة ونظافة المحيط لن يكتب لها النجاح ما لم تنطلق من الواقع،، واقع الأحياء والبلديات. لكن رغم هذاالواقع المر، فإننا نبارك كل مبادرة بحملة تنظيف في البلديات مع تمنياتنا فقط أن تدوم.