تشهد العديد من الأحياء ببوسعادة منذ مدة، انتشار الأماكن العشوائية لرمي القمامة والفضلات المنزلية، التي ترمي بها العائلات يوميا خارج منازلها بطرق فوضوية، وما زاد الأمر سوءا، اولئك الباعة الفوضويون الذين يرمون ببقايا سلعهم يوميا عبر الارصفة والطرقات العمومية، حيث ساهمت هذه الوضعية في ايجاد قمامات عشوائية باتت تهدد المحيط، مما جعلها مصدرا من مصادر انبعاث الروائح الكريهة، كما حولت هذه البؤر الى ملجأ للحيونات الضالة... وبالرغم من المجهودات التي تبذلها مصالح النظافة على مستوى بلدية بوسعادة، إلا أنها تبقى بعيدة عن تطلعات المواطنين المنتشرين عبر احيائها، فأحياء جنة البطم والمدينة القديمة ونظرا لضيق ازقتها، يظل قاطنوها في حاجة ماسة إلى من يرفع تلك القمامات المنتشرة عبر زواياها، في ما يبقى حيا 24 فيفري و20 أوت وحسب العديد من السكان، يعانيان من تأخر شاحنة نقل القمامة، بل ما لاحظناه حقا هو تكدس اكياس الفضلات المنزلية وهم يطالبون الجهات المعنية بضرورة ايجاد مخرج لهذا التأخر، حي ميطر والذي لا يزوره جرار البلدية إلا نادرا، وحسب الأهالي دائما، يظل هو الآخر يعاني من هذه المشكلة. سوق الخضر المتواجد بمدخل المدينة بحي القيسة، يترجم هو الآخر معاناة السكان الذين يجاورونه، جراء قيام التجار برمي فضلاتهم خارج الحاوية التي خصصتها المصالح المعنية، سعيا منها لتسهيل عملية التنظيف كلما دعت الضرورة الى ذلك، في ما يضطر هؤلاء السكان للقيام بعملية التنظيف ليلا. وهكذا أضحت بلدية بوسعادة تعاني من وطأة هذه البؤر، بالرغم من تجنيدها لكل ما تملك من إمكانيات، لكن غياب الحس المدني لدى العديد من المواطنين، حال دون تمكن البلدية من ضبط أهدافها في القضاء على كل الظواهر السيئة، التي تشوه المحيط وتهدد البيئة وصحة المواطن، وبالمقابل، ينفي بعض المواطنين أية صلة لهم بهذا الواقع المؤسف، ويقولون ان البلدية عجزت عن ضبط وتحديد مواعيد لجمع النفايات، وان تقاعسها كان وراء تكدس النفايات في نقاط الجمع، مما جعل هذه الأخيرة تتحول الى بؤر عشوائية والى مفرغات عمومية، ففي بعض الاحياء، ليس هناك ما يوحي بأن مركبات جمع النفايات قد مرت على بعض الشوارع أو الأزقة، بالرغم من تأكيد مسؤولي النظافة بأنهم يحرصون دوما على احترام اوقات الجمع وان مركباتهم لا تتخلف عن المواعيد المحددة إلا في حالات نادرة، لتعطل احدى هذه المركبات، بينما يرى الاغلبية ان النقص في العتاد هو سبب هذه المشكلة امام تنامي عدد سكان البلدية واتساع رقعتها، ويلقون باللائمة على بعض المواطنين الذين يتعمدون الرمي العشوائي للفضلات المنزلية، بل ويسعون الى استحداث اماكن عشوائية لذلك ولو بالقرب من منازلهم، ويبقى المواطن المتضرر الوحيد، وهو يأمل في إيجاد الحل الناجع للتقليل من معاناته اليومية مع القمامة.