أكد رئيس الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة، السيد دحو ولد قابلية، في كلمة افتتاحية على هامش انعقاد الجمعية العامة الانتخابية لجمعيته، أنها لعبت دورا كبيرا في ميدان كتابة تاريخ الثورة التحريرية المظفّرة، من خلال الكم المعتبر من الملتقيات والمنتديات والشهادات التي جمعتها من رجالات الثورة، وكذا المحاضرات والكتب التي طبعتها. واعتبر أن العمل الخاص بكتابة تاريخ الثورة التحريرية لم يستوف حقه على الرغم من المجهودات التي بذلتها العديد من المؤسسات والشخصيات التاريخية والمؤرخين. مضيفا أن الجمعية تواصل اليوم، نضالاتها من خلال معركة الاتصالات التي أوكلتها للجيل الجديد تحت شعار "التجديد" للحفاظ على الذاكرة الوطنية، ورسالة الشهداء والمجاهدين كونه يملك الإمكانيات والتكنولوجيا ليمسك المشعل من خلال افتتاح مركز للبحث والدراسات التاريخية الذي سيستقبل كل الجزائريين وبصفة خاصة المؤرخين بمكتبة الجمعية ليضع أرشيفه الثري بين أيديهم بغرض إيصال رسالة المجاهدين للأجيال. وقد تطرق السيد ولد قابلية، إلى الدور الفعال الذي لعبه العقيد عبد الحفيظ بوصوف، وقائدو ومسيّرو مختلف هيئات ومؤسسات الثورة التحريرية". في "المالغ" إبّان الثورة التحريرية، والثمار التي جناها الوطن من ذلك التخطيط والتسيير، حيث استطاعت الجزائر المستقلة أن تعتمد على هؤلاء الرجال الذين كوّنهم "المالغ" فكان من بينهم الوزراء، و24 سفيرا و19 واليا وآخرون تقلدوا وظائف سامية مختلفة. كما قدم بلغة الأرقام مختلف المجالات التي كونت فيها "المالغ" أبناء الجزائر، على غرار المهندسين ومنهم 15 مهندسا في الإلكترونيك، 250 شابا في صناعة الأسلحة، 25 مختصا في الاستعلامات تكونوا بالاتحاد السوفياتي. 70 مهندسا طيارا، 10 من رجال الضفادع و40 محافظ شرطة. وأشار العقيد سنوسي حسين، في مداخلته إلى مساهمة الجمعية في إنقاذ التراث وكتابة التاريخ من خلال المنشورات والشهادات التي قدمتها وكذا الكتب التي طبعتها، خاصة وأن الاهتمام بالتاريخ يعد الغذاء الحيوي لذاكرة الشعوب، حيث تسعى الجمعية للحفاظ على الذاكرة الجماعية للأمة. وتطرق الدكتور مناصرية، أستاذ بجامعة باتنة، إلى دور الجمعية التاريخي كونه خاض أصعب المجالات التي تعتمد على الكفاءات والتضحية، والتي ضمّت رجالا يعتبرون أساس بناء الدولة الجزائرية، حيث توزع المنتمون لاتحاد المؤرخين الجزائريين على الوزارات بعد الاستقلال، كما أن شهادات أعضائها ضرورية جدا لكتابة التاريخ الجزائري، فنحن نأخذ شهاداتنا من الأرشيف الفرنسي، بدل من هؤلاء وهم الآن موجودون، فلابد من الاستفادة مما في جعبتهم من أحداث تاريخية. وفي هذا السياق شدد السيد ولد قابلية، على ضرورة توثيق الأحداث التاريخية خاصة أن الشفهية منها لا تزال لدى أعضاء الجمعية الذين لم يبخلوا يوما بمعلومة في مجال الاتصالات والتسليح، علما أن الجمعية قد فقدت 70 عضوا من أبنائها خلال سنتين. من جهته السيد سعيد عبادو، الأمين العام لمنظمة المجاهدين، قال إن الثورة التحريرية عظيمة بفضل التناسق الذي كان بين الكفاح والتكوين مما خلق تكاملا جعل الثورة تنتصر. في حين أشار السيد يوسف خطيب، عقيد الولاية الرابعة إلى أنه تم تسجيل شهادة 6000 مجاهد لكتابة التاريخ ومازالت الجمعية تواصل العملية.