بعث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، برقية تعزية لأفراد أسرة الراحل الشاعر محمود درويش عبّر لهم فيها ولكافة أبناء الشعب الفلسطيني عن أخلص التعازي والمواساة. واستهل الرئيس بوتفليقة برقيته، يقول "تلقيت بأسى وتأثر نبأ انتقال المغفور له الشاعر الكبير محمود درويش إلى رحمة الله وعفوه .. وإنه على إثر هذا المصاب الجلل أعرب لكم ومن خلالكم إلى كافة أبناء فلسطين عن أخلص التعازي والمواساة". واستطرد الرئيس:"لقد كان فقيدنا الشاعر الفذ رمزا لجيل من الوطنيين الفلسطينيين والعالم العربي والمناضلين من أجل الحرية والاستقلال، جسد في قصائده التي تغني فيها بحب فلسطين وبشموخ الإنسان في ربوعها معاناة الشباب العربي في سبيل الإنعتاق والتحرر". وأضاف قائلا "لقد كان لقصائده من التأثر ما أقض مضاجع ساسة إسرائيل فناقشوها في محافلهم على أنها أقوى من السلاح في يد المحاربين، ولم يحدث في الشعر العربي أن نالت قصائد من الاهتمام والبحث والتدقيق لدى العرب وغيرهم ما نالته قصائد الفقيد محمود درويش، لما فيها من جاذبية التعلق بالوطن ومن اتقاد جذوة النضال في نفوس الشباب الفلسطيني والعربي. وفعلا فما تلاقى المثقفون العرب في جمع أو تجمع إلاّ كان لمحمود درويش نصيب وافر في حديثهم واستشهاد أوفر بأبيات من شعره الذي طبق الآفاق كمثل لقوة العاطفة وصدق الكلمة والوفاء والالتزام". وأكد الرئيس بوتفليقة في برقيته أن الشاعر الفقيد "أضاء في فترة أحاط الظلام فيها المنطقة من كل جانب ورحل، ولكن رصيده النضالي ما زال وسيبقى نبراسا يضيء درب المناضلين وقصائده أنشودة وطنية خالدة تندى بها الألسن على مر الزمن". مضيفا أنه "بقدر ما كان الفقيد مناضلا صلبا من أجل قضية بلده فلسطين، التي تجلت في معظم أشعاره، بقدر ما كان مهموما بقضايا أمته مدافعا عنها وعن كافة المحرومين في العالم". وأردف الرئيس بوتفليقة قائلا: "لقد فقدت في محمود صديقا عزيزا يعطي للمروءة والوفاء حقهما، وإني إذ أشاطركم آلامكم في هذا الخطب الجلل الذي لم يصبكم وحدكم، وإنما أصاب الشعب الفلسطيني والعرب كلهم وتأثروا به أيما تأثر، خاصة أولائك الذين حلقوا معه في سماء فنه من زملائه وطلابه والذين عايشوا حقبته المجيدة وجذبته إليهم شخصيته الفذة وعبقريته ووفاؤه.. ". وختم رئيس الجمهورية برقيته، سائلا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويجلله برضوانه وغفرانه: "وأن ينزله منزلا مباركا بين الصديقين الأبرار من عباده الأخيار وحسن أولائك رفيقا، كما أسأل الله أن ينزل في قلوبكم جميل الصبر وأن يعظم لكم الأجر وأن يمن عليكم بالصحة والعافية وأن يجنبكم والشعب الفلسطيني الشقيق كل مكروه". (وأج)