لا تزال العائلات في مختلف المناطق الريفية بولاية بومرداس، تسعى جاهدة إلى الحفاظ على العادات والتقاليد التي توارثتها عن أجدادها خلال موسم جني الزيتون وعصره، تزامنا والعد التنازلي لعملية جني الزيتون التي ستنطلق مطلع شهر ديسمبر القادم، حيث تعد مناسبة نادرة للسكان لتجديد التمسك بالتقاليد المتوارثة وتوثيق الروابط بين أفراد العائلة والجيران وحتى الأقارب. وفي هذا السياق، يغتنم السكان المقيمون بضواحي بلدية بني عمران والثنية وسي مصطفى وأعفير، وغيرها من مناطق الولاية الريفية، هذه المناسبة في الغالب للحديث عن حيثيات حملة جني الزيتون، لاسيما أنهم يهتمون كثيرا بهذه العملية المتواصلة على مدار 4 أشهر. ويولي سكان المناطق الريفية المعروفة على وجه الخصوص بإنتاجها الوفير لمحصول الزيتون وزيتها عبر الولاية، على غرار بني عمران وشعبة العامر وسوق الحد وأعفير، أهمية بالغة لهذه المناسبة الثمينة، تأتي عملية جني الزيتون بعادات وتقاليد عديدة يبدأ التحضير لها في وقت مبكر، مع دعوة كل أفراد العائلة إلى الالتحاق بالدار الكبيرة. وبهذه المناسبة، تشرع ربات البيوت وأرباب الأسر في تلك المناطق، في التحضير بشغف ومبكرا لهذه المناسبة، من خلال دعوة كل أفراد العائلة الكبيرة والأقارب المقيمين بمناطق مختلفة من الولاية وعبر الوطن، للالتحاق بمنزل العائلة الكبرى أو ما يعرف ب«الدار الكبيرة» لإحياء هذه المناسبة، حيث تشرع ربات البيوت في التحضير للخروج إلى جني الزيتون بإعداد وطبخ أطباق ومأكولات تقليدية، على غرار الكسكسي، «الرفيس»، «البغرير» وغيرها، إيمانا منها بمبدأ التكافل والتلاحم في مثل هذه المناسبات. وقالت في هذا السياق السيدة حورية ذات ال64 سنة، بأنها تحضر طبق الكسكسي مع كل بداية موسم جني الزيتون، من أجل ‘اللّمة' الكبيرة، أي حين تتأهب العائلات لجمع الزيتون، وأشارت إلى أن هذا يندرج في إطار الحفاظ على العادات المتوارثة عن الأجداد، كما أوضحت أن الحلويات التقليدية بدورها من الضروريات الواجب عدم تجاوزها خلال موسم جني الزيتون. ولم تغفل السيدة الإشارة إلى ارتداء الجبة القبائلية خلال هذه الفترة، ليكتمل ديكور العادات والتقاليد.