تعاني ولاية غرداية من نقص فادح في عدد مؤسسات الإنجاز المتخصصة في أشغال الطرقات، وقد ترتب عن هذا الوضع تأخر إنجاز العديد من الطرقات بتراب الولاية. وحسب مصدر مسؤل ل "المساء"، فإن عددها لا يتجاوز على الأكثر ثلاث مقاولات، مما شكل ضغطا وطلبا متزايدين لإنجاز طرقات جديدة أو تجديدها في بلديات مختلفة، ونجم عن الوضع مشكل أصبح يطرح بحدة، يتمثل في عزوف هؤلاء المقاولين عن إنجاز الطرقات في الشوارع والأزقة الضيقة المنتشرة داخل المدن العريقة مثل مدينة غرداية، وحجة المقاولين في ذلك عدم القدرة على العمل داخل تلك الشوارع والأزقة الضيقة بشكل سليم في ظل تواجد كثيف للمارة والمشاة وما يسببه من مضايقات وإزعاج يعرقل في نهاية المطاف عملهم، بالإضافة إلى عدم وجود فضاءات قريبة من تلك الأماكن تسمح للمقاولين بوضع مركباتهم وأجهزتهم، وحسب بعض الافادات، فإن عملية تزفيت تلك الشوارع الضيقة غير مربحة مقارنة بالطرقات الكبرى، وهذا ما يفسر أيضا عدم إقبال هؤلاء المقاولين وغيرهم من خارج الولاية على هذه المشاريع، وأمام مطالب المواطنين الملحة على القيام بتهيئات عمرانية شاملة في أحيائهم، تبرز مفارقة تتمثل في وجود أغلفة مالية رصدتها الدولة لتحقيق هذه المطالب، لكن نقص مؤسسات الإنجاز بالولاية رهن بعض المشاريع ووضعها في قائمة الانتظار إلى إشعار آخر.