رغم أنّ أشغال إعادة تهيئة وتوسيع الطريق الوطني رقم 24 الرابط بين المحمدية بالعاصمة والمار ببرج البحري نحو بومرداس لم تنته بعد إلا أنّ المشروع بدأ يؤتي ثماره من حيث السيولة المسجلة في حركة المرور بالمسلك المذكور الذي يعرف منذ أزيد من 5 سنوات اختناقا فاق كل التصوّرات. أبدى المستعملون للطريق الوطني رقم 24 في جزئه المار ببلديات المحمدية، برج الكيفان برج البحري ارتياحا إزاء التحوّلات التي يشهدها المسلك، حيث عكفت عدة شركات وطنية على إنجاز مشاريع تخص توسيع الطريق المذكور وجعله مزدوجا في كِلا الاتجاهين للقضاء على الطوابير التي لازمته ردحا من الزمن بفعل النمو الديمغرافي والتوسّع العمراني بشرق العاصمة خلال العشريتين الأخيرتين. وذكر لنا (عمر.س) عامل ببنك الجزائر بوسط العاصمة أن مشاريع الأشغال العمومية التي تُركِّز عليها الدولة خلال الأعوام الأخيرة تعد في غاية الأهمية، لأنه بدونها سوف تتوقف عدة مشاريع ومعها مصالح المواطنين الذين ظلوا ينتظرون مثل هذه الانجازات التي سوف تحل المشكل لا محالة، قائلا: "الدليل على ذلك أن الزحمة بدأت تخف وطأتها رغم أن المشاريع لا تزال متواصلة والآليات تبقى حاضرة بعدة أجزاء من الطريق". ويعترف مستعملوا الحافلات أيضا أن الطوابير التي انهكتهم بدأت تنفرج شيئا فشيئا، فالوقت الذي صارت تقطعه المركبات الجماعية من عين طاية مثلا إلى محطة تافورة وسط العاصمة انخفض بشكل ملحوظ، ولم تبق مشاهد الطوابير إلا عند الاقتراب من مفترقات الطرق بكل من الأماكن المعروفة ب"سانتيار" ، "لارتيزانا" وقهوة شرقي التي تفصل بلدية برج الكيفان عن برج البحري، لكن أحد المسافرين عبر الحافلات يقرّ بأنّ السيولة المحسوسة في حركة المرور لم يرافقها التزام بقواعد أداء الخدمة من طرف سائقي الحافلات الذين يطيلون التوقفَ بالمحطات الفرعية، ولا يتحركون إلا عندما تعلو صيحات المسافرين المنددين بهذه التصرفات، قائلا: "الطريق بدأ يتحسن لكن خدمات الناقلين لا تزال محل استياء المواطنين الذين يهدر وقتهم بدون وجه حق".