حملت الطبعة ال23 لمعرض الإنتاج الوطني، العديد من الآمال لاقتصاد قوي بالنظر إلى نوعية المعروضات التي أضحت تنافس أكبر العلامات العالمية، خاصة وأن اهتمام الصناعيين اليوم تحول من ضمان توفير أكبر حصة من المنتوج إلى ضمان النوعية والتركيز أكثر على خدمة ما بعد البيع. ورغم تزامن المعرض مع احتفالات نهاية السنة، إلا أنه تحول إلى فضاء تجاري للتعريف بالمنتوج الوطني وتسويقه للزوار في محاولة لكسب ثقتهم والحصول على مكانة هامة في السوق الوطنية لمحاربة المنافسة غير الشريفة، خاصة فيما يخص مستحضرات التجميل، المواد الغذائية المصنّعة، النسيج، ومختلف الصناعات الجلدية. رفع عدد من العارضين في معرض الإنتاج الوطني جملة من الاقتراحات للحكومة الجزائرية، بغرض تخطي تبعات انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية، وتصدرت قائمة الاقتراحات ضرورة إعداد ورقة طريق تسمح بالتعريف بكل المنتجات المصنّعة محليا ومنع دخولها التراب الوطني، وهو الإجراء الكفيل بحماية المنتوج من منافسة غير شرعية لمنتجات مقلّدة. كما اقترح الصناعيون ضرورة تفعيل جهاز له مهمة تنظيم لقاءات ما بين المهنيين لخلق تكامل صناعي، مع تنظيم مشاركاتهم في المعارض والصالونات الدولية "المربحة"، فلا يعقل يقول السيد يوسف فيزاري، صاحب شركة "فيزاري لإنتاج السلع الجلدية والحقائب"، أن تتم دعوتنا للمشاركة في معارض تنظم في دول تشهد تدهورا كبيرا في اقتصادها، وهو ما لا يسمح لنا بعقد صفقات مربحة تعرّف بنوعية المنتوج الوطني. وردا على السياسة الجديدة المقترحة من طرف الحكومة لمواجهة تداعيات انهيار أسعار النفط وتأثيرها، أكد فيزاري ل"المساء" أن المنتوج المحلي كفيل بدعم الاقتصاد الوطني وتنويع المداخيل في حال تم اقتراح جملة من التسهيلات البنكية والإدارية لتطوير مجال الصادرات الجزائرية، مع فتح مساحات تجارية جديدة لإبراز جودة المنتوج المحلي. من جهته أكد مدير عام شركة الجزائرية للأنسجة، السيد عبد القادر سعدوني ل«المساء" أن شركته عازمة على العودة بقوة للسوق الوطنية لاستعادة مكانتها السابقة تحت اسم الشركة الوطنية للصناعات النسيجية "سونيتاكس"، مؤكدا أن الشراكة ساهمت مع الشريك التركي في إعادة صيانة وتجهيز المصنع ب85 بالمائة من العتاد العصري، مع تكوين العمال للتحكم أكثر في العتاد الحديث الذي سمح بتنويع المنتجات من أغطية، ألبسة نسائية ورجالية، أفرشة وخيوط. وعن مساهمة الشركة في الرفع من مقومات الاقتصاد الوطني، أشار سعدوني، إلى أن الرهان الحالي هو تخطي اشكالية المنافسة وتعويض كل ما هو منتوج من نوعية رديئة بمنتوج ذى نوعية رفيعة، مؤكدا أن الوقت لا يسمح " بالخطأ" خاصة وأن الشركة استفادت من إعادة تأهيل ودعم مالي كبير من طرف الدولة لإعادة إطلاق صناعة النسيج. المستهلك أصبح أكثر وعيا ويطالب بالنوعية كما أن المستهلك يقول المتحدث أصبح اليوم أكثر وعيا من السابق ويبحث دوما عن النوعية، لذلك تقرر التقرب أكثر منه من خلال فتح العديد من نقاط البيع للتعريف بالمنتوج أولا، واستقطاب رجال أعمال أجانب للشروع في عملية التصدير، مشيرا على سبيل المثال إلى أن زيارة الرئيس التشادي، إلى الجزائر ستسمح مستقبلا بإيجاد أسواق قريبة لاستيراد القطن، بالمقابل تقترح الشركة مساعدة التشاد في إطلاق قرية النسيج من خلال نقل الخبرات الجزائرية إليها. ومن بين المعروضات التي تستقطب سنويا العديد من الزوار المنتجات الإلكترونية التي قطعت أشواطا كبيرة بعد فتح عدة مؤسسات خاصة اشتهرت في مجال صناعة أجهزة التلفاز الحديثة والحواسيب واللوحات الرقمية، ومن بين أقدم المؤسسات في هذا المجال والتي لها خبرة تصل إلى 30 سنة المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية "ايني" التي تأقلمت مع التطورات الحاصلة في مجال الإلكترونيك، وهي تعرض اليوم العديد من المنتجات التي تتماشي وتقنيات "اللاد" و"ال سي دي" و"ال أو دي"، مع اقتراح أجهزة تلفاز عديدة الاستعمالات يمكن استغلالها كحواسيب وأجهزة للتسجيل في نفس الوقت. وحسب تصريح المكلفة بالإعلام الأنسة سهام حايلي، فإن رهان المؤسسة اليوم هو فتح عدد إضافي من نقاط البيع مع المراهنة على خدمة ما بعد البيع والصيانة وذلك بعد ضمان تخزين أكبر عدد من قطع الغيار، من جهتها أشارت مستشارة مدير فرع "ألفاترون" التابع للمؤسسة والمتخصص في إنتاج الحواسيب واللوحات الرقمية الآنسة سمية بوشيبة، إلى أن غياب الأموال الكافية لتنظيم حملات اشهارية كانت وراء عدم علم المستهلك بمختلف عروض الشركة التي ارتفعت قيمة معاملاتها مع المؤسسات فقط، لذلك تقرر ابتداء من السنة المقبلة فتح عدد إضافي من نقاط البيع والتوزيع المعتمدة، مع التركيز أكثر على مجال صيانة كل أنواع الحواسيب بهدف كسب ثقة الزبائن، في انتظار إعادة إطلاق القروض الاستهلاكية حتى يتم تقديم عروض تجارية مغرية لصالح المستهلكين. ويذكر أن المعرض استقطب منذ افتتاحه يوم الأربعاء الفارط، أكثر من 10 آلاف زائر خاصة وأنه تزامن مع العطلة المدرسية وقد تم تخصيص جناح يتسع لألف متر مربع لتسويق العديد من المنتجات المعروضة بأسعار تنافسية. كما بلغ عدد المؤسسات المشاركة 418 عارضا مقابل 209 عارض سنة 2013، منهم 186 مؤسسة عمومية و232 مؤسسة خاصة تنشط 98 منها في مجال الخدمات، 35 في الصناعات الكهربائية والإلكترونية، 92 في الصناعات، 66 الطاقة والكيمياء و39 في الحديد والصلب.