عرف صالون الإنتاج الوطني المنظم بقصر المعارض الصنوبر البحري «سافكس» في يومه الأخير إقبالا كبيرا من الجمهور العادي و كذا المهنيين المهتمين بكل ما توفره التظاهرة من فرص للتعاون و الشراكة في مجال المنتوجات الجزائرية بدلا من تلك المستوردة، والتي يعول عليها لتقود قاطرة الصناعة الوطنية و التخفيف من فاتورة الواردات ، هذه الأجواء المبشرة رصدتها «الشعب» بين مختلف أجنحة المعرض قبل اختتامه بساعات قليلة . و كشفت جولتنا الاستطلاعية بمختلف أجنحة المعرض المهني و كذا الفضاء المخصص للبيع مدى تعطش المواطن الجزائري للإنتاج الوطني ومدى تنوعه وقدرته على تلبية مختلف الأذواق في كل المجالات ما يحمل حسب كل من حدثناه و التقيناه مبشرات و آفاق طموحة للنهوض بالصناعة الوطنية بمختلف شعبها الثقيلة و الخفيفة منها . وفي هذا الإطار رصدنا إقبالا كبيرا على فضاء البيع الذي أتاح للمؤسسات الوطنية العمومية منها و الخاصة عرض منتوجاتها على المستهلك مباشرة و بأسعار منخفضة في متناول الجميع ،وهو ما استحسنه الزوار و حفزهم على اقتناء كل مستلزماتهم من أفرشة وألبسة لاسيما الشتوية منها ومواد التنظيف و الحلويات و المنتجات الجلدية و النسيجية التي عرفت توافدا لا مثيل له، ما حتم على القائمين على نقطة البيع جلب كميات أخرى لتلبية الطلب المتزايد وهو ما لمسناه بعين المكان. نفس الأجواء رصدناها بالمعرض المهني، حيث سجلت مختلف الأجنحة توافدا ملحوظا من الزوار خاصة الرواق المخصص للأثاث و المواد الغذائية و مواد التجميل وحتى المساحة المخصصة للمؤسسات المالية التي كانت حاضرة بقوة في هذا الموعد الهام. المنتجات الجلدية تستقطب المواطنين في هذا السياق أكدت مسؤولة الاتصال و التسويق على مستوى المجمع العمومي لصناعة الجلود ريمة عيدود ل «الشعب» أن مشاركتهم في المعرض للتعريف بمنتوجاتهم و تقريبها إلى الجمهور العريض و التأكيد على مكانتهم في السوق المهنية الوطنية و بأنهم متواجدون في الميدان ،حيث تمكن المستهلك من الاطلاع من المنتجات المعروضة من صناعة الجلود الطبيعية والاصطناعية والأحذية ،الملابس واللوازم الجلدية . وحسب ذات المتحدثة يطمح المجمع إلى تطوير تسويق منتجاته من خلال وضع برنامج واسع لتطوير ورشات العمل و المصانع وإعادة فتح شبكات التوزيع «جاكات كلوب» بالجزائر الوسطى للجلود و النسيج ، وتكوين العمال بهدف تحسين جودة ونوعية المنتوج ، هذه النقطة الأخيرة التي تصطدم بغياب مراكز تكوين في هذا المجال لاسيما التصاميم لمواكبة و إرضاء كل أذواق المستهلك الجزائري وهذا التكوين الذي يمكن القيام ه بالجزائر وتحديدا بمركز التكوين ببومرداس الذي أغلق و أدى إلى ضياع خبرة السلف و عدم إعطائها للخلف . وكشفت عيدود عن إمضاء بروتوكول اتفاق لتلبية حوالي 22 ألف عامل لبريد الجزائر من ألبسة و أحذية ، مشيرة إلى وجود آفاق طموحة قيد الدراسة من طرف بعض المتعاملين المهتمين بتصدير منتوجاتهم نحو الخارج . ندرومة أثاث تتلقى عروض شراكة وفي مجال الأثاث سجلت مؤسسة «ندرومة أثاث» المتواجد مقرها بتلمسان ارتياحا كبيرا لمشاركتها في المعرض الذي سمح لها بالتعريف بمنتوجاتها وعرضها مباشرة للمستهلك الوطني وآخر التصاميم التي تم التوصل إليها تماشيا مع كل الأذواق التي تتطلبها الحياة العصرية . وفي هذا الإطار أوضحت لنا مضيفة المؤسسة ليليا قاسي أن جناحهم سجل توافدا كبيرا من الأسر الجزائرية واهتماما بالأثاث المعروض ،خاصة و أنها أصبحت تدرك أهمية النوعية و الجودة في المنتوج إلى جانب الأسعار ، مرجعة هذا الإقبال إلى الفترة الزمنية التي نظم فيها المعرض التي تزامنت مع نهاية الأسبوع . وكشفت قاسي عن تسجيل عروض شراكة من طرف مؤسسة تركية وكذا من مؤسسة وطنية عمومية بالبليدة وأخرى بباب الزوار في مجال خردوات الحديد المستعملة في منتجاتهم لاسيما المطابخ حيث يتم استيراد هذه المستلزمات الحديدية من ألمانيا ،وحال الاتفاق النهائي فستمكن هذه الشراكة من التخفي من عملية الاستيراد وهو ما سينعكس على الأسعار . من جهة أخرى استحسنت ذات المتحدثة الخدمة التي تم وضعها لصالح المؤسسات ; و المتمثلة في الموقع الالكتروني الذي يتضمن كل المعلومات التقنية حول الشركات الوطنية و بطاقة فنية عن منتوجاتها بهدف التعريف بها بالخارج. مؤسسات مالية تعرض خدماتها على أصحاب المؤسسات والشباب وبالنسبة للمؤسسات المالية المشاركة فقد سجلت هي الأخرى حضورا مكثفا بالمعرض بهدف مرافقة أصحاب المؤسسات أو الراغبين في ولوج عالم الأعمال لاسيما الشباب لإنشاء مؤسسات متوسطة وصغيرة، على غرار الصندوق الوطني للتوفير و الاحتياط البنك الوطني الجزائري ، البنك الوطني الخارجي ، بنك الخليج العربي ، الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر «لونجام»، وحتى التأمينات كالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء، الجمارك . وبهذا الخصوص اعتبر المنظم المالي لهذه المؤسسات ومسير «ميرة إيديسيون» حسين إدير أن مشاركة هذه المؤسسات المالية بمعرض إنتاج الجزائر هو لإيجاد نقطة تواصل مباشرة بينها و بين المتعاملين الاقتصاديين و أصحاب المؤسسات لاسيما الراغبين في خوض معركة التصدير ، من خلال اطلاعهم على آخر الخدمات المالية والتأمينية المقدمة في هذا المجال ، وكذا بآخر القوانين و إجراءات التصدير لاسيما على مستوى الجمارك ،وشرح مختلف الأمور المتعلقة بالاقتصاد لاسيما بالنسبة لأصحاب المؤسسات المتوسطة و الصغيرة الجدد . وحول أصداء التظاهرة الاقتصادية ومدى نجاحها أوضح مدير الترقية و التعاون بالشركة الجزائرية للمعارض والتصدير مولود سليماني ل «الشعب» انهها عرفت إقبالا كبيرا من طرف الزوار مقارنة بالسنة الماضية وهذا بسبب العمل الجواري الذي واكب تطلعات الدولة المتعلقة بترقية الصناعة الوطنية وإعادة بعث الإنتاج الوطني ، مشيرا إلى أن هذا الحدث جاء تزامنا مع جهود بعث الإنتاج الوطني من خلال إعطائه البعد التجاري ومرافقة ذلك إعلاميا. وحسب سليماني تم تسجيل ما معدله 15 ألف زائر يوميا وهو العدد الذي عرف ارتفاعا في اليومين الأخيرين للمعرض ، خاصة و انه تم تخصيص فضاء للبيع و الذي جاء استجابة لطلبات المستهلك الوطني وحتى العارضين أنفسهم ، حيث تم اقترح وضع أسعار تحفيزية في متناول المواطن الجزائري وهو ما تم بالفعل ، بالإضافة إلى وجود اتصالات جدية بين المؤسسات و المتعاملين الاقتصاديين سواء من القطاع العام أو الخاص ، و التي من المنتظر أن تكلل بتوقيع عقود شراكة حقيقية تجسد في الميدان مستقبلا و هو ما يؤكد أن المؤسسات وجدت ضالتها في معرض الإنتاج الوطني .