يسدل الستار، اليوم، على الطبعة ال12 للصالون الدولي للفلاحة "جازاقرو 2014"، بعد أربعة أيام من العرض كانت فرصة للمهنيين الجزائريين من عارضين وزوار لاكتشاف تطور تجهيزات ومعدات الصناعات التحويلية. من جهتهم، استغل العارضون الأجانب فرصة الصالون للبحث عن شركاء جزائريين واكتشاف مدى تطور قطاع الفلاحة الذي يوفر مادة أولية جد مطلوبة في السوق الأوروبية، بينما توجه شباب من خريجي الجامعات ومعاهد التكوين المهني إلى الصالون بحثا عن مشاريع صغيرة في مجال الصناعات الغذائية التحويلية. وقد استغل العارضون الجزائريون بالصالون الدولي للفلاحة "جازاقرو 2014" فرصة التظاهرة لاستقطاب اهتمام الزوار المهنيين، بغرض تطوير استثماراتهم والتعريف بمهاراتهم في عدة تخصصات، منها صناعة الشكولاطة التي أصبحت تنتج محليا بعد أن كانت تستورد من تركيا، وفي هذا الشأن، صرح مسؤول مصلحة التسويق والماركيتنغ بمؤسسة "كوا فود"، سعيد غراب، أن 18 شهرا كانت كافية للمؤسسة لفتح مصنع بالجزائر تابع للعلامة التركية "اميرال" المتخصصة في صناعة الشكولاطة، ليتم اكتساح السوق الجزائرية ومنافسة باقي المستوردين من تركيا، واقتراح منتوج جزائري 100 بالمائة يتصف بالنوعية والجودة بأسعار جد تنافسية. واستحسن ممثل الشركة مختلف التسهيلات المقترحة من طرف الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار التي سمحت بفتح مصنع "كوا فود" وتشغيل 120 عاملا، مع نقل الخبرة والتجربة التركية للطرف الجزائري، الذي أصبح اليوم متمكنا في إنتاج مختلف أنواع الحلويات بمواد أولية ذات جودة عالية، وفي هذا الإطار، أشار غراب إلى ارتفاع سعر الشكولاطة التي يتم استعملها في صناعة الحلويات خاصة وأنها تجلب من الخارج، مؤكدا أن الهدف من مشاركته في فعاليات الصالون هو البحث عن ممونين جدد بالنسبة للمواد الأولية مع التعريف بنوعية المنتوج والبحث عن موزعين عبر التراب الوطني.
فائض إنتاج البطاطا يلهم المستثمرين الخواص كما استغل مسير شركة "فريتوب"، فاروق سليماني، مشاركته في التظاهرة للتعريف بمنتوجه الجديد الذي يخص تسويق شرائح البطاطا الطازجة المعدة للقلي، مشيرا إلى أن الفائض في إنتاج البطاطا دفعه إلى التفكير في إطلاق استثمار خاص للاستجابة لطلبات المطاعم ومحلات الأكل الخفيف، من خلال توفير شرائح بطاطا جاهزة ومعلبة بطريقة صحية، تسهل عليهم عملية "القلي"، وعن تطور فكرة المشروع يقول سليماني إنه منتج للبطاطا وساهم من قبل في تطوير فرع إنتاج بطاطا "شيبس" وكان من رواد فكرة تحويل الفائض من المنتوج إلى منتجات مصنعة للاستجابة لطلبات السوق.من جهته، أكد الممثل التجاري لشركة "سناكس" المنتجة ل"شيبس"، مهبول رباطجي سفيان، أن تطور إنتاج البطاطا كان يجب أن يرافقه تطور في مجال الصناعات التحويلية، لكن بسبب عدم ملاءمة كل أنواع البطاطا المنتجة عبر المستثمرات الفلاحية ونوعية البطاطا الموجهة للتصنيع جعل الشركة تتعاقد مع عدد من الفلاحين لضمان إنتاج المادة الأولية التي تتماشي وطريقة الحفظ، مؤكدا أن حصة الأسد من استثمارات المؤسسة خصصت لعملية جلب البذور والأسمدة المناسبة لمنتوج البطاطا المطلوب، وهو ما سمح بتوفير منتوج من نوعية رفيعة وطبيعي خلافا لما هو متداول في السوق. وفي نفس المسعى، أشار صاحب فكرة شرائح البطاطا المعدة للقلي إلى أهمية مثل هذه اللقاءات التي تسمح بالتقرب من المهنيين للتعريف بنوعية المنتوج الجزائري وإيجاد حلول للعراقيل التي يعاني منها المستثمر في مجال الصناعات التحويلية خاصة فيما يتعلق بعملية التصدير التي يجب تشجيعها من طرف السلطات المحلية على حد تعبير المتحدث بهدف النهوض بقطاع إنتاج البطاطا وحل إشكالية نقص مرافق التخزين وإمكانية تلف المنتوج في المستقبل.
علامات جزائرية في إنتاج العصائر تستقطب الأسواق الأجنبية ومن بين العلامات التجارية الجزائرية في مجال صناعة العصائر والمشروبات انطلاقا من مادة أولية محلية مركب "نقاوس"، الذي تمكن منذ سنة 2007 تاريخ خوصصة الشركة من تسويق 57 منتوجا مما سمح بالعودة القوية للعلامة في السوق الوطنية وحتى الأجنبية، وحسب مدير الصادرات والحسابات الكبرى، بوكال سماعين، فإن الاستثمارات التي خصصت لتوسيع وحدات الإنتاج التي تتربع اليوم على أكثر من 15 ألف هكتار سمحت بضمان النوعية في المنتجات التي تتنوع بين عصائر نكهات البرتقال والمشمش المنتج محليا والماء المعدني، بالإضافة إلى مصبرات المشمش والفرولة المنتجة هي الأخرى محليا، وهي الجودة التي استقطبت اهتمام العديد من الموزعين من فرنسا، كندا، الولاياتالمتحدةالأمريكية ودبي، وعما قريب سيتم عرض منتجات المجمع على متن الخطوط الجوية القطرية والإمارات وهو ما يؤكد الثقة التي وضعتها هذه الشركات العالمية في المنتوج الجزائري.وبخصوص المادة الأولية المستعملة في إنتاج عدد من أنواع العصائر، تطرق بوكال إلى استغلال إنتاج المشمش عبر مختلف المستثمرات الزراعية لولاية باتنة، بالإضافة إلى اقتناء حصة من منتوج البرتقال واليوسفية "مندرين"، وهو ما أعطى لمنتوج المركب صفة الجودة والنوعية بشهادة المستهلك الجزائري، مع العلم أن أكبر مصنعي العصائر في الولاياتالمتحدةالأمريكية "تروبيكال" يقتني لب المشمش من الجزائر نظرا لنوعيته الرفيعة. ومن بين العارضين الجزائريين الذين استقطبوا أنظار الشباب، خاصة المهتمين بصناعة الحلويات، الموزع الرسمي لعلامة "كاكاو باري" الذي يعرض عدة أنواع من المادة الأولية لصناعة الشكولاطة المخصصة لإنتاج الحلويات، وحسب تصريح مسير الشركة، سيد علي بلاش، فإن مثل هذه اللقاءات تسمح بالتعريف بأهمية استعمال المواد الأولية ذات النوعية في صناعة الحلويات، مشيرا إلى أن منتوجه يعرف منافسة غير شريفة من طرف بعض "أشباه المستوردين" الذين أغرقوا السوق بمنتجات غير صحية تضر بسلامة المستهلك، ناهيك عن مخالفات العديد من أصحاب المخابز الذين يستعملون بقايا بعض الحلويات المصنوعة من شكولاطة مجهولة المصدر في صناعة الحلويات التي يقتنيها المواطن، وعليه يطمح بلاش إلى التعريف بمنتوجه الذي يعود لسنة 1842.