رغم مرور أكثر من 5 سنوات على صدور قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية في تعبئة الخبز، إلا لم يجسد على أرض الواقع، إذ تعمل جميع المخابز دون استثناء ومن غير مبالغة، على تغليف الخبز في الكيس البلاستيكي الشفاف، رغم خطر هذا الأخير على الصحة العمومية والبيئة على السواء. كما انتقد اتحاد التجار وجمعية حماية المستهلك الجهات المعنية التي تغض الطرف في مجال استعمال الكيس البلاستيكي، ليس في تعبئة الخبز فحسب، وإنما في الأنشطة التجارية على وجه العموم. يؤكد مواطنون تحدثوا ل"المساء"، أن كل المخابز تستخدم الأكياس البلاستيكية في تعبئة الخبز الساخن، وإن أبدى بعض المستهلكين عموما معرفتهم بخطر تعبئة الخبز الساخن في الكيس البلاستيكي، كونه يتفاعل مع الحرارة، مما يتولد عنه مواد مسرطنة، إلا أن هذا لم يمنعهم من الامتناع من وضع الخبز فيه من جهة، أو العمل على تغيير سلوكهم الاستهلاكي نحو استعمال القفة مثلا، أو "الفيلي" (المصنوع من القماش) من جهة أخرى، توضح مواطنة بأنها مازالت تشتري الخبز الساخن من المخبزة وهو مُعبأ "بصفة عادية" في الكيس البلاستيكي الشفاف، مشيرة إلى أنها لا تعرف أن هذا الأمر قد يشكل خطرا على الصحة ولعل هذا ما يفسر أن "الأمر عادي" بالنسبة إليها، كما تؤكد أمر جهلها لخطر استخدام الأكياس البلاستيكية في تعبئة الخبز، لاسيما الساخن وكافة المواد الغذائية. من جهته، يرى مواطن آخر أن تعبئة الخبز في الكيس البلاستيكي أمر "عادي": لا أرى فيه ما يدعو إلى التساؤل أو القلق، فقد ألفنا منذ سنوات طويلة أمر انتظار الخبز في طابور طويل، ومنه أخذ ما نحتاجه من الخبزات في كيس يقدمه البائع"، فيما يدعو مواطن آخر إلى ضرورة وجود حملات توعوية مكثفة للتعريف الواسع بخطورة استخدام الكيس البلاستيكي في تعبئة الخبز وجميع المواد الغذائية. ورغم معرفتها بخطورة الأمر، إلا أن مواطنة تحدثت إلينا، قالت بأن أمر اقتناء الخبز في الكيس البلاستيكي لا يتعدى بضعة دقائق، بين المخبزة والمنزل، لذلك فهي لا ترى خطورة في الأمر، ودعت في المقابل المخابز إلى العمل على اقتراح بدائل أخرى، لأنه من غير الممكن أن يقصد المواطن المخبزة عند منتصف النهار خارجا من وظيفته وهو يحمل قفة. أعتقد أن الحل يكمن في تبديل الكيس البلاستيكي عند المخبزة نفسها، فمثلما نشتري "كرواسون" وحلويات في الكيس الورقي، فإن الأجدر شراء الخبز في هذا الكيس". يوضح مواطن آخر أن الخبز الذي يشتريه ليس فقط من المخابز، لكن من البقالات والمساحات التجارية الأخرى، يتم تعبئته في أكياس بلاستيكية توضع بجانب سلات الخبز، ويعتبره أمرا "عاديا"، نافيا علمه المسبق بخطورة هذا السلوك على الصحة. وفي هذا الصدد، قال أحد العاملين في مخبزة بشارع "طنجة" في الجزائر الوسطى، أن أمر استخدام الأكياس البلاستيكية في تعبئة الخبز يعود إلى سنوات طويلة وليس وليد الأمس، مشيرا إلى أن أمر تغيير هذه العادة ليس منوطا بالمخبزة نفسها، وإنما يعود إلى سلوك الشراء لدى المواطن، داعيا هذا الأخير إلى العمل على جلب قفة أو "فيلي" عند شرائه للخبز. بينما أوضح عامل آخر بنفس المخبزة، أنه يعلم بوجود تعليمة تمنع استخدام البلاستيك في تعبئة الخبز الساخن، وتعويضه بالكيس الورقي، "إلا أنه لا يمكن تطبيق هذا القرار بالنظر إلى غياب الدعم لإنجاحه"، يقول المتحدث، موضحا، أن المخابز تعاني من زيادة أعباء النفقات في اقتناء المواد الأولية وعلى رأسها الفرينة، "فكيف لها أن تتحمل أعباء أخرى، كما أن اقتراح تبريد الخبز ومنه تعبئته في الأكياس البلاستيكية غير معقول تماما، لأن الطوابير قد تتجاوز الرصيف المقابل في انتظار الخبز، فكيف نطلب من الزبائن انتظار الخبز ليبرد، ثم يشترون؟"، يتساءل الخبّاز. عامل آخر بمخبزة أخرى في نفس الشارع، نفى تماما أمر علمه بوجود مثل هذا القرار، وألقى باللائمة على المواطن الذي نسي عادات التسوق التقليدية في حمل القفة أو الكيس القماشي مثلما عهد ذلك قبل 20 سنة، كما يقول.