أطلقت الفدرالية الجزائرية لجمعيات المستهلكين، مؤخرا، حملة تحسيسية لصالح المواطن الجزائري أسمتها «مليون قفة ومليون كيس ورقي»، تهدف من خلالها إلى توعيته بأهمية استبدال الكيس البلاستيكي بالكيس الورقي لأهداف صحية وبيئية. تشارك فدرالية جمعيات المستهلكين في فعاليات الطبعة السابعة عشرة للصالون الدولي للصناعة التقليدية من خلال جناح كبير وواسع ضمنته الكثير من القفف المصنوعة يدويا سواء من نبات الدوم أوالحلفاء وبمختلف الأحجام، كذلك عرضت أكياسا ورقية وأخرى قماشية ومطويات تضمنت بعض النصائح لاستعمال القفف في الحياة اليومية عوض الأكياس البلاستيكية وذلك لتفادي الأضرار الناتجة عن استعمال هذه الأكياس خصوصا في المواد الغذائية، فقد أظهرت الدراسات أن أضرار الأكياس البلاستيكية لا تقف عند حد التأثير في المواد الغذائية لاسيما إذا كانت تلك المواد ساخنة، بل تتعداها إلى وجود أخطار بعد مرحلة استعمالها أثناء عملية التخلص منها، إذ تظل في التربة دون أن تتحلل بيولوجيا لعشرات السنين، ولذا اعتبرت أكثر النفايات ضررا على البيئة، يقول السيد محمد تومي المدير التنفيذي للفدرالية في حديثه إلى «المساء»، مضيفا «إن دراسات أخرى أشارت إلى أن حفظ المأكولات الساخنة في أكياس بلاستيكية يشكل خطورة على المستهلكين نظراً لتفاعل المواد الداخلة في صناعة تلك الأكياس مع المأكولات، وبالتالي كان لزاما علينا كفدرالية لحماية المستهلك التحرك لإيجاد البديل أو بالأحرى لإرساء ثقافة تحسيسية ترويجية للبديل الذي هو كما أشرنا إليه القفة والكيس الورقي أو القماشي». مُعربا عن أمنيته في أن تتحول مبادرة يوم بلا أكياس بلاستيكية إلى ثقافة تمارس على الدوام من أجل مستقبل صحي وبيئة خضراء. فيما أعرب السيد مخلوف بكاري رئيس غرفة الصناعة التقليدية لولاية السعيدة المشاركة في الحملة عن أمله في أن يبادر أفراد المجتمع لتحمل دورهم في الحفاظ على البيئة والحد من مشكلة التلوث البيئي الناجم عن استهلاك الأكياس البلاستيكية وذلك باستخدام البدائل المتاحة كالقفة التي قال إنها سلوك يومي لسكان سعيدة بفضل 500 حرفي ينشطون في صناعة القفف من نبات الدوم أوالحلفاء وبفضل أسعارها التي لا تتجاوز الألف دينار خاصة وأنها لا ترمى من أول استعمال كالكيس البلاستيكي بل أنها تعمر على الأقل لعشر سنوات.وقد انطلقت هذه الحملة فعليا في الرابع نوفمبر 2012 وتستمر إلى نوفمبر 2013، كخطوة أولى خصص لها مبلغ مالي يقارب 400 مليون دينار. والمشروع بأكمله يمتد ل 5 سنوات، بحيث سيتم في السنة الأولى توزيع القفف والأكياس القماشية مجانا ثم تباع بأسعار في المتناول. وتحمل هذه الحملة هدف تحسيس المواطنين بأهمية التقليل من استعمال الكيس البلاستيكي حماية للصحة العمومية، وكذلك تعميم استعمال القفف في الحياة اليومية تقتنى فيها الخضر والفواكه أحسن من الكيس البلاستيكي عدو الصحة والبيئة، يقول المتحدث. كما تهدف هذه المبادرة إلى ترقية المنتوج التقليدي الذي كان منسيا لسنوات، فتوزيع مليون قفة على المواطنين في ربوع الوطن يعد تسويقا غير مباشر للمنتوج الحرفي التقليدي الذي يعرف بهذه الصناعة التقليدية أكثر ويقربها من المواطن. ويتم هذا عبر جمعيات حماية المستهلك للولايات ال48 بالتنسيق مع جمعيات حماية البيئة ونقابة الخبازين وكذا غرف الصناعة التقليدية عبر الوطن. هذه المبادرة يسعى القائمون عليها إلى إشراك الفاعلين في مجتمعنا لإنجاحها، إذ يؤكد السيد تومي محمد انه تحدث شخصيا مع عدة وكلاء للسيارات النفعية والسياحية للمشاركة في إنجاحها وذلك عن طريق الترويج لها بوضع قفة بكل سيارة يتم بيعها، وأكد أن العديد منهم قد رحبوا بالفكرة خاصة وأنها تخدم الصحة والبيئة، كما انضمت أيضا الكشافة الإسلامية الجزائرية وجمعية «ناس الخير» في انتظار انضمام قطاعات وجمعيات أخرى لذات الحملة. جدير بالإشارة أن القفف المعروضة بجناح الفدرالية بصالون الصناعة التقليدية سيتم توزيعها مجانا على ضيوف الجناح في آخر يوم من عمر الصالون، كما أكد حرفيون يصنعون القفف انضمامهم إلى هذه المبادرة بتخصيص بعض ما صنعوا للتوزيع أيضا بحسب تأكيد السيد محمد تومي.