أكد الرئيس السنغالي ماكي سال، إرادة بلده الكبيرة في إعطاء دفع للعلاقات مع الجزائر، مشيرا إلى ضرورة ترقيتها في المجال الاقتصادي عبر عمليات شراكة واستثمار وتجارة يشارك فيها القطاعان العام والخاص. وعرف منتدى رجال الأعمال الجزائريين والسنغاليين توقيع اتفاق في مجال الصحة، قال وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، بشأنه أنه مثال جيد للشراكة التي يسعى الطرفان إلى تكثيفها. في أول يوم من زيارته الرسمية للجزائر، التقى الرئيس السنغالي والوفد المرافق له أمس، بالجزائر العاصمة، المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين وممثلي الهيئات المعنية بالاستثمار والتجارة بالجزائر، حيث استعرض أهم فرص العمل المتاحة بالسنغال لاسيما بعد المصادقة على استراتيجية التنمية الاقتصادية في فبراير الماضي. واعتبر السيد ماكي سال، الذي كان مرفوقا بعدد من الوزراء الممثلين لقطاعات مختلفة لاسيما الداخلية والخارجية والطاقة والاندماج الافريقي، إن ما يجمع الجزائر والسنغال من قيم مشتركة ثقافية وحضارية، وكذا كونهما من مؤسسي مبادرة ”النيباد”، يمكنهما من بناء علاقات أقوى، مشيرا إلى أن اللقاء المنظم مع رجال الأعمال ”مفيد” ولابد من تعميقه. وأسهب الرئيس السنغالي، في إبراز أهم فرص الاستثمار والشراكة المتاحة ببلده بعد المصادقة على مخطط لتنمية الاقتصاد يحدد القطاعات ذات الأولوية، ومنها الطاقة والمناجم والبنى التحتية والسياحة، والصناعات الغذائية والنقل لاسيما السكك الحديدية. كما يتضمن المخطط ”مشاريع ملموسة”، مثلما أوضح الرئيس السنغالي، خاصا بالذكر المدينة الجديدة التي يتم إنجازها غير بعيد عن العاصمة دكار، والتي تتضمن كل المرافق الضرورية كالسكنات ومنطقة صناعية وطريق سيار، إضافة إلى مطار دولي جديد. وخاطب المشاركين في المنتدى قائلا ”إن الجزائر عبر هيئاتها العمومية وقطاعها الخاص، لديها مكان في الورشات المفتوحة بالسنغال”، مضيفا بان بلده يعد كذلك مفتاحا لأسواق افريقية جهوية هامة تمس 300 مليون مستهلك و15 بلدا. وأكد وجود فرص هامة وكثيرة يمكن استغلالها إذا ما استمرت الاتصالات بين البلدين من أجل تشجيع كل المبادرات الهادفة إلى بناء شراكات أو إنجاز استثمارات، كما دعا إلى تسهيل المبادلات التجارية بين البلدين. واعتبر وزير الصناعة والمناجم، من جانبه أن منتدى رجال أعمال البلدين يترجم إرادة القيادات العليا بالبلدين لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية، لكونها اليوم الوسيلة الأنجع للتقريب بين الشعوب. وإذ أشار إلى أن الجزائر والسنغال يعيشان في السنوات الأخيرة على وقع الإصلاحات الاقتصادية، فإنه أكد ضرورة استفادة مؤسسات البلدين من هذه الديناميكية لامتلاكها قدرات حقيقية لإنجاز مشاريع شراكة كبرى. وأكد الوزير أن رجال الأعمال الجزائريين الحاضرين في المنتدى يحملون مشاريع ملموسة يمكنها أن تثير اهتمام نظرائهم السنغاليين. وذكر في هذا السياق بأن الجزائر طورت مؤخرا تشريعاتها بخصوص إمكانية استثمار المؤسسات الجزائرية في الخارج، مما يمكنها من إنجاز مشاريع استثمارية في كل بقاع العالم. كما ذكر بالقدرات والخبرات التي اكتسبتها المؤسسات الجزائرية في عدة مجالات لاسيما الصناعات الغذائية والبنى التحتية والخدمات والصحة، فضلا عن الطاقة، والتي تفتح لها أبواب العمل في الخارج، مؤكدا مرافقة الحكومة لها في مسعاها الرامي إلى إقامة شراكات مربحة للطرفين. وتم بالمناسبة التوقيع على اتفاق لإنشاء شركة مشتركة بين المؤسسة السنغالية ”كارفور ميديكال” والمؤسسة الجزائرية ”أي أم سي”. مشروع قال عنه السيد بوشوارب إنه ”مهم”، موضحا بأنه سيسمح بإنجاز مصنع لإنتاج مواد طبية موجهة لتغطية الحاجيات الاستشفائية لاسيما في مجال تصفية الدم وذلك بالعاصمة السنغالية دكار. وشدد على ضرورة تكثيف مثل هذا النوع من المشاريع المشتركة، كما عبّر عن أمله في شروع مجلس الأعمال الجزائري السنغالي في عمله في أقرب وقت من أجل تمكين مؤسسات البلدين من تحقيق مشاريع مشتركة مماثلة. وتحت شعار ”السنغال أرض الفرص”، قدم المدير العام لوكالة الاستثمار السنغالية، عرضا مفصلا عن فرص ومزايا الاستثمار بهذا البلد الافريقي، مشيرا بالخصوص إلى التسهيلات التي تقدم للمستثمرين الوطنيين والأجانب ”بدون تمييز”، خاصا بالذكر الآجال القصيرة جدا في معالجة الملفات، حيث أشار إلى أن إنشاء مؤسسة يتم خلال يوم واحد فقط.