تخرجت، أول أمس، بالمدرسة الوطنية للحماية المدنية بالجزائر العاصمة، الدفعة 13 للأطباء الملازمين الأوائل والدفعة 45 للملازمين والدفعة 43 لأعوان الحماية المدنية لسنة 2014. وجرى حفل تخرج هذه الدفعات التي حملت اسم المخرج السينمائي صديق الجزائر "روني فوتيه" والتي ضمت 3778 متخرجا من بينهم طلبة من جنسيات إفريقية تحت إشراف وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز والمدير العام للحماية المدنية مصطفى هبيري. وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، دعا مدير المدرسة الوطنية للحماية المدنية العقيد الزيغد عبد الحميد المتخرجين إلى التحلي بالصبر وروح التضحية والمهنية في عملهم الذي يكتسي أبعادا إنسانية وأخلاقية بحكم ارتباطه بسلامة الأشخاص وممتلكاتهم. وتميز الحفل باستعراض مختلف الفرق التابعة لسلك الحماية المدنية وكيفيات تدخلهم في حوادث المرور والحرائق والكوارث الطبيعية، فضلا عن تقديم لوحات استعراضية فنية. وتجدر الإشارة إلى أن الفقيد روني فوتيه الذي حملت هذه الدفعات اسمه والمعروف باسمه الثوري "فريد بركة" من مواليد 1928 بمنطقة كاماري سور مار بفرنسا. وبدأ الفقيد نضاله وهو لم يتجاوز 18 سنة، حيث شارك في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي وهو المسار النضالي الذي استمر فيه بعد ذلك من خلال مناهضته للقوى الاستعمارية. وعقب تخرجه من معهد الإنتاج السينمائي في سن ال21 قام بإخراج فيلم "إفريقيا 50" الذي صور من خلاله صور معاناة الشعوب الإفريقية وهو الفيلم الذي منع من العرض وواجه صاحبه بسببه متابعات من قبل السلطات الاستعمارية بتهمة المساس بأمن الدولة ليسجن لمدة سنة. وفي سنة 1953 بدأ اهتمام روني فوتيه بالوضع في الجزائر حيث أنتج عدة أفلام وأشرطة وثائقية أهمها "وطن اسمه الجزائر"، "عودة المنفيين"، و«الجزائر تحترق" وغيرها. كما كان له الفضل في إنشاء المركز السمعي البصري الجزائري الذي كون عدة سينمائيين جزائريين معروفين. وقد واصل روني فوتيه نضاله ووقوفه إلى جانب المستضعفين إلى أن وافته المنية مطلع السنة الجارية.