أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، على مراسيم حفل تخرج الدفعة 13 لأطباء ملازمين والدفعة 45 ملازمين للحماية المدنية، والدفعة 43 أعوان، وذلك بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالدار البيضاء، بحضور وزراء، إطارات مدنية وعسكرية وشخصيات دبلوماسية. الدفعات شملت أفارقة ممثلين لجمهوريتي مالي وكوت ديفوار. تعززت مصالح الحماية المدنية، أول أمس ب3688 عون جديد من مختلف الرتب ليصل بذلك التعداد الإجمالي لسلك الحماية إلى 50 ألف عون يسهرون على حماية الأشخاص والممتلكات عبر مختلف الولايات. أكد العقيد مصطفي الهبيري المدير العام للحماية المدنية، على هامش حفل تخرج الدفعات سعي مصالحه للوصول إلى تعداد مادي وبشري يتأقلم ومختلف التحديات والكوارث التي قد تواجه البلاد والعباد. بدوره أكد مدير المدرسة الوطنية للحماية المدنية العقيد الزغيدي عبد الحميد، في كلمة ألقاها عقب تفتيش الدفعات من طرف وزير الداخلية والجماعات المحلية، أن الدفعات المتخرجة تلقت تكوينا متخصصا في الوقاية والتدخل لفترة تكوينية تراوحت مابين 9 و24 شهرا، شملت جل التخصصات والتدريبات التي تؤهلهم لأداء مهامهم بكل احترافية سيما وأن برنامج التكوين يشهد تحديثا مستمرا ليواكب أخر المستجدات والتطورات. وأضاف العقيد الزغيدي أن "الكفاءات البشرية على استعداد تام لتتأقلم على أصعب التحديات والكوارث التي قد تواجهها البلاد خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم اليوم." وأشار مدير المدرسة إلى أن سلك الحماية المدنية قطع أشواطا كبيرة نتيجة تبني إستراتجية عصرية ترمي لتحقيق وتوفير الأمن والسلامة عن طريق التغطية العملية لمختلف أرجاء الوطن، وهو ما تعكسه الاحترافية والمهنية التي تطبع رجال الحماية المدنية، وهذا بعد أن وضعت المديرية صوب أعينها الرفع المستمر لمستوى الأداء المهني وجعل هدفهم الأسمى يتمثل في تطوير القدرات وتوجيههم لخدمة المجتمع وحمايته مع التحلي بالصبر وروح التضحية والمهنية في عملهم الذي يكتسي "أبعادا إنسانية وأخلاقية بحكم ارتباطه بسلامة الأشخاص وممتلكاتهم". وواصل الزغيدي أن "صون الوحدة من خلال جهاز عصري ومتطور كاشفا في سياق حديثه عن تعزيز القطاع ب120 دراجة نارية تساعد في التدخل السريع، وأن الأهمية التي يكتسيها التكوين والتأهيل الذي بات بتماشي مع التطورات الصناعية والتكنولوجية التي تعرفها البلاد، وهو ما يستدعي التحكم في التقنيات الحديثة". وفي هذا المقام حث ذات المسؤول كافة المتخرجين على المضي في العطاء والمثابرة في العمل والتحلي باليقظة الدائمة والمستمرة في سبيل تحقيق أمن المجتمع واستقراره المستدام. مراسيم حفل التخرج التي جرت في جو ممطر للغاية وبرد قارص، بدأت باستعراض الدفعات المتخرجة بساحة العلم، تبعها خروج الطلبة المتفوقين إلى وسط الساحة، حيث قام بلعيز بتفتيشها رفقة المدير العام للحماية المدنية تلاها أداء قسم الإخلاص حيث تعهدت الدفعة بالسهر على خدمة الوطن وتخليد تقاليد ثورتنا المجيدة، ليفسح المجال بعدها لتكريم الطلبة المتفوقين قبل أن تحظى هذه الأخيرة بقبول وزير الداخلية باسم المناضل المخرج السينمائي صديق الجزائر "روني فوتيه". وعرف حفل التخرج جملة من المناورات أظهرت من خلالها الدور البارز الذي يلعبه القطاع في مجال حفظ وحماية المواطنين وممتلكاتهم من خلال جملة من الاستعراضات المتمحورة حول طرق تدخل الفرق المختلفة للسلك خلال حوادث المرور وحرائق الغابات وزلازل وغيرها من الكوارث التي قد تهدد أمن الوطن، مستعرضين أهم الوسائل المادية التي تترجم بدورها اهتمام الدولة بعصرنة هذا القطاع. ليفسح المجال بعدها لتكريم عائلة الفقيد روني فوتيه والمعروف باسمه الثوري "فريد بركة"، يعد من مواليد 1928 بمنطقة كاماري سور مار بفرنسا، حيث شارك في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي وهو المسار النضالي الذي استمر فيه بعد ذلك من خلال مناهضته للقوى الاستعمارية. وعقب تخرجه من معهد الإنتاج السينمائي في سن 21، قام بإخراج فيلم "إفريقيا 50" الذي صور من خلاله معاناة الشعوب الإفريقية، وهو الفيلم الذي منع من العرض وواجه صاحبه بسببه متابعات من قبل السلطات الاستعمارية بتهمة المساس بأمن الدولة ليسجن لمدة سنة، وفي سنة 1953 بدأ اهتمام روني فوتيه بالوضع في الجزائر حيث أنتج عدة أفلام وأشرطة وثائقية أهمها "وطن اسمه الجزائر" و«عودة المنفيين" و«الجزائر تحترق" وغيرها، كما كان له الفضل في إنشاء المركز السمعي البصري الجزائري الذي كون عدة سينمائيين جزائريين معروفين. وقد واصل روني فوتيه نضاله ووقوفه إلى جانب المستضعفين إلى أن وافته المنية مطلع السنة الجارية.