انتهت عملية الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف الباردو في قلب العاصمة تونس، أمس، بحصيلة دامية أسفر عن مقتل 71 سائحا أجنبيا ومواطنين تونسيين اثنين أحدهما عنصر من جهاز الشرطة. وقال الوزير الأول التونسي الحبيب الصيد، في ندوة صحفية عقدها بعد انتهاء الهجوم أن الحصيلة النهائية لهذه العملية الإرهابية بلغت 91 شخصا من بينهم 71 سائحا يحملون جنسيات بولونية وألمانية وايطالية واسبانية. وقال المسؤول التونسي، إن الإرهابيين الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي للجيش التونسي فتحوا نيران أسلحتهم على السياح لحظة نزولهم من الحافلة التي كانت تقلهم على مقربة من المدخل الرئيسي للمتحف المحاذي لمقر البرلمان التونسي، قبل أن يتم ملاحقتهم إلى داخل المتحف المشهور في تونس. وقال وزير الصحة التونسي، سعيد عايدي، أن الهجوم خلّف أيضا إصابة 83 سائحا معظمهم من جنسية فرنسية وجنوب إفريقية ويابانية واسبانية. وتفاجأ التونسيون أمس، بأعنف عملية إرهابية يشهدها قلب العاصمة تونس استهدفت فوج سياح أجانب كانوا في زيارة استكشافية الى هذا المتحف الذي يعد أحد أكبر المقاصد السياحية في عاصمة هذا البلد. وكان محمد علي العروي، الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية، أكد مباشرة بعد الهجوم أن العملية نفذها مسلحان أو أكثر ببنادق هجومية من طراز "كلاشنيكوف" مما خلّف في حصيلة أولية مقتل ثمانية أشخاص قبل أن ترتفع تباعا لتصل إلى 91 شخصا. وقال العروي، إن الهجوم نفّذ لحظة تواجد حوالي مائة سائح في جولة الى داخل المتحف، وأن كل السياح تم إجلاؤهم ولكنه لم يستبعد وقوع سياح رهائن بين أيدي المهاجمين مما يفسر عن ارتفاع الحصيلة النهائية لهذا الهجوم الإرهابي. وبمجرد وقوع العملية حاصرت قوات التدخل السريع المختصة في مكافحة الإرهاب مقر المتحف من خلال عملية إنزال بطائرات مروحية قبل اقتحامه في نفس الوقت الذي منعت فيه حركة سير السيارات والمارة في كل الشوارع المحاذية لمكان وقوع الهجوم. ودفع الهجوم الإرهابي الأعنف من نوعه الذي تشهده تونس منذ سنة 3102، حالة استنفار في قمة الهيئات السياسية والأمنية، حيث ألقى الرئيس الباجي قايد السبسي، كلمة وجهها للشعب التونسي في نفس الوقت الذي عقد فيه الوزير الأول الحبيب الصيد، اجتماعا طارئا مع وزيري الداخلية والدفاع. وقال الرئيس التونسي بعد عيادته للمصابين بمستشفى شارل نيكول، إن بلاده ستبذل قصارى جهودها لمنع وقوع هجومات إرهابية أخرى. وقال في أول رد فعل له أن السلطات السياسية والأمنية اتخذت كل الإجراءات لمنع تكرار ما حدث. وتعد هذه أعنف ضربة للصناعة السياحية في تونس، التي تعتمد في جزء كبير من عائداتها على قدوم الوفود السياحية القادمة من مختلف الدول الأوروبية التي عادة ما تختار الوجهة التونسية لقضاء عطلتها. وكانت الحكومات التونسية المتعاقبة منذ ثورة الياسمين في جانفي 1102، راهنت على تلميع صورة تونس في مختلف المعارض السياحية الدولية بعد أن هجر السياح الأجانب وخاصة الغربيين منهم وجهة بلادهم. وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، في مكالمة هاتفية مع الرئيس قايد السبسي، تضامن بلاده مع تونس في هذه الظروف الصعبة.