هل تصمد الهدنة المعلنة عنها في اليمن من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان المتضررين من الحرب، في ظل تحذير قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من نفاذ صبره في حال استمر الحوثيون في خروقاتهم؟ سؤال يطرح بقوة وقد اتهم التحالف العربي، الحوثيين بخرق الهدنة لليوم الثاني على التوالي، مشيرا إلى شنّهم عمليات قصف على الحدود السعودية وهجمات مسلحة في جنوب اليمن، قال إن الحوثيين يحاولون من خلالها السيطرة على مدنية عدن ثاني كبرى مدن البلاد. وبلهجة حادة أكد التحالف العربي في بيان أصدره أمس، أن صبره لن يطول في حال استمرت المليشيات الشيعية وحلفائها في انتهاك الهدنة الإنسانية التي دخلت حيز التطبيق مساء الثلاثاء الأخير، لمدة خمسة أيام كمرحلة أولية قابلة للتمديد في حال احترامها من قبل الأطراف المتصارعة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للسكان اليمنيين المتضررين من الحرب. وحتى لا يحسب عليه أنه مسؤول على فشل الهدنة في حال انهيارها، أكد التحالف العربي أنه يريد إنجاح وقف إطلاق النار ولكن المليشيات الشيعية وحلفاءها يعملون عكس ذلك. وهو ما جعل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، يحمّل مسبقا الحوثيين مسؤولية فشل هذه الهدنة، حيث قال "لقد قلنا إننا سنحترم وقف إطلاق النار الإنساني لمدة خمسة أيام بشرط أن يحترمه أيضا الحوثيون، ولكن للأسف ليس هذا هو الوضع". وأمام تصاعد احتمالات فشل وقف إطلاق النار المعلن في اليمن لم يخف المبعوث الأممي إلى هذا البلد ولد الشيخ أحمد، في أول زيارة له إلى صنعاء أول أمس، قلقه العميق إزاء الخروقات المسجلة في اليومين الماضين. ودعا كل الأطراف المتصارعة في هذا البلد إلى احترام وقف عملياتها العسكرية من أجل تسهيل عملية إيصال المساعدات إلى المحتاجين. والتقى الشيخ أحمد في صنعاء قادة الأحزاب السياسية وممثلي المجتمع المدني الذين أعرب لهم عن نيته في مواصلة المشاورات من أجل إقناع الفرقاء اليمنيين بالعودة إلى طاولة الحوار، بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للصراع. وتأتي مساعي المبعوث الأممي لحلحلة الأزمة اليمنية في وقت يرتقب فيه عقد ندوة حول اليمن يوم غد، بالعاصمة السعودية الرياض بمبادرة خليجية رفض الحوثيون المشاركة فيها، واشترطوا استئناف أي حوار بداخل الأراضي اليمنية.