أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، أن الجزائروفرنسا تربطهما اليوم علاقات ثقة، وعلاقات مثمرة خاصة في المجال الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيارته إلى الجزائر مكّنت البلدين من تقييم ما تم تحقيقه من تطور في مجال الشراكة الاقتصادية بفعل المشاريع التي تم تجسيدها، ودراسة إمكانيات بعث مشاريع جديدة في المجالين الصناعي والطاقوي. وإذ اعتبر محادثاته مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أقوى محطة خلال هذه الزيارة، أكد هولاند، بأنه لمس لدى الرئيس بوتفليقة، حكمة كبيرة في مجال تحليل الأوضاع القائمة على الساحة الدولية. وأوضح الرئيس هولاند، خلال الندوة الصحفية التي نشطها مساء أمس، بفندق الأوراسي، أن محادثاته مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، دامت أزيد من ساعتين، ومكنت الطرفين من تقييم العمل المشترك الذي تم تحقيقه في مدة سنتين ونصف من بعث شراكة استراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن البلدين حققا تطورا كبيرا في مجال دعم التعاون القائم بينهما خلال هذه الفترة، ولا سيما من خلال ما تم إنشاؤه من مصانع صناعية بالجزائر على غرار مصنع ”رونو”، ومصنع ”ألستوم” ومصنع ”سانوفي”. وأبرز في سياق متصل أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين لم تتوقف، وتم تأطيرها بآليات رفيعة المستوى يشرف على رئاستها الوزيران الأولان للبلدين، لضمان متابعة وتقييم دائم للعمل المشترك. وإذ أشار إلى أنه من بين المسائل التي يحرص البلدان على تكثيف التعاون فيها، تلك التي ترتبط بمجالات التربية والتعليم والتكوين والثقافة، والتعاون بين الجامعات وتدريس اللغة وكذا غيرها من مجالات التعاون الموجه بشكل خاص لفئات الشباب، ذكر الرئيس الفرنسي، بأن الطرفين بحثا كذلك كافة المسائل التي تشكل عائقا أمام تقدم العلاقات الثنائية، والتزما في هذا الإطار بالعمل على المستوى الإداري لتذليل كل الصعاب، مشيرا في هذا الخصوص إلى أن المصالح الفرنسية ”قامت في إطار هذه الجهود بتسهيل إجراءات منح تأشيرة السفر، التي بلغ عددها في الفترة الأخيرة 350 ألف تأشيرة في السنة، ”فيما يعمل الطرف الجزائري على تسهيل إجراءات الاستثمار والاستجابة للانشغالات المعبّر عنها من قبل المؤسسات الفرنسية”. كما أشار السيد هولاند، إلى أن محادثاته مع الرئيس بوتفليقة، تناولت كافة القضايا الدولية التي تهم البلدين، ومنها اتفاق السلام بمالي والأوضاع في التشاد وليبيا وسوريا والعراق، وأشاد بالمناسبة بالدور المحوري للجزائر في التوصل إلى تحقيق اتفاق السلام بمالي، وكذا بجهودها الحثيثة مع المجموعة الدولية لتسوية الأوضاع في ليبيا. وخلص الرئيس الفرنسي إلى أن العلاقات القائمة بين الجزائروفرنسا هي علاقات ثقة وعلاقات مثمرة في شقها الاقتصادي، قائلا في هذا الصدد بأنه ”بعد أن قلت ما كان ينبغي أن يقال حول الماضي والتاريخ المشترك بين البلدين ومعاناة الشعب الجزائري مع الاستعمار، فإنه يتعين على البلدين أن ينظرا إلى المستقبل نظرة حقيقة وتفاؤل”. المفاوضات حول مصنع ”بيجو” مستمرة.. وإذ أبرز أهمية المشاريع التي تم تحقيقها بالجزائر في إطار الشراكة الاقتصادية، كشف السيد هولاند، بأن المفاوضات بين الطرفين الجزائري والفرنسي لإنشاء مصنع لسيارات ”بيجو” لا زالت مستمرة، مشيرا إلى أن هناك مجالات أخرى يتم فيها التفاوض من أجل بعث مشاريع شراكة بين البلدين، ولا سيما في مجالي الصناعة والطاقة. وإذ ذكر بأن من بين الملفات التي يتم تدارسها بين الطرفين، ملف عودة ”توتال”، تكثيف تواجد مؤسسات البلدين في الجزائروفرنسا، أشار إلى أن العديد من المشاريع الطاقوية هي مطروحة للنقاش بين الطرفين بما فيها تلك التي تخص الغاز الصخري. لمست لذى بوتفليقة حكمة كبيرة في التحليل وردا عن سؤال حول صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أكد السيد هولاند، بأن الرئيس بوتفليقة، يتمتع بتحكم فكري كبير، وأنه ”من النادر أن نجد رئيسا بهذا المستوى من الحكمة في التحليل”، وفيما أشار إلى أنه ليس طبيبا ليقدم تشخيصا عن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، أوضح الرئيس الفرنسي بأن نوعية المحادثات التي جمعته بالرئيس بوتفليقة كانت مكثّفة وعالية”، موكدا بأن القدرات الذهنية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تجعله في مستوى عال من الحكمة التي تساعد على حل الكثير من المشاكل المطروحة على المستوى الدولي. احتمال مقتل بلمختار في العملية التي نفذتها فرنسا بليبيا وفي رده عن سؤال حول نتائج العملية التي نفذتها قوات فرنسية أمس بليبيا، وإمكانية مقتل الإرهابي مختار بلمختار فيها، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن تلك العملية تم تنفيذها بالفعل، لكن المعطيات حول القضاء على بلمختار فيها، لم يتم التأكد منها بعد، مكتفيا بالقول ”بأننا كنا نعلم فقط بأن بلمختار متواجد في الموقع الذي استهدفته العملية”. بن صالح يقيم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الفرنسي أقام رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، مساء أمس، بإقامة جنان الميثاق (الجزائر العاصمة)، مأدبة عشاء رسمية على شرف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي يقوم بزيارة عمل وصداقة إلى الجزائر. وحضر هذه المأدبة مسؤولون سامون في الدولة وأعضاء من الحكومة وممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر.