تمكنت قوات مكافحة الإرهاب التونسية من القضاء على ثلاثة قياديين في تنظيم القاعدة من بين الخمسة الذين تم القضاء عليهم قبل يومين بمدينة قفصة. ووصف وزير الداخلية التونسي، محمد ناجم الغرسلي، في ندوة صحفية عقدها الإرهابيين الثلاثة بأنهم من "الوزن الثقيل" ضمن قيادة كتيبة عقبة بن نافع التي تتهمها السلطات التونسية بالوقوف وراء عملية التفجير التي ضربت متحف الباردو في 18 مارس الماضي وخلفت مقتل 21 سائحا أوروبيا. وقال الوزير التونسي إن هذه العملية قصمت ظهر كتيبة عقبة بن نافع بنسبة 90 بالمئة. وأضاف أن المقضى عليهم هم امتداد لأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال ومختار بلمختار. وقال إن الأمر يتعلق بمراد الغرسلي أحد أكبر المطلوبين لدى العدالة التونسية والإرهابي حكيم الحزي المطارد منذ 1994 والذي شارك في القتال في مالي ولونيس أبو الفتح بينما مازالت التحريات جارية لمعرفة هوية الإرهابيين الاثنين الآخرين. وأوضح أن الإرهابي مراد الغرسلي تم تكليفه عقب مقتل لقمان أبو صخر بتكوين خلية مهمتها توفير الدعم المادي واللوجيستي والبشري للإرهابيين المتواجدين في تونس. وأكد الوزير التونسي أن هذه الخلية كانت بصدد التخطيط للقيام بسلسلة تفجيرات في تونس وتجنيد عناصر شاب والزج بها ضمن خلايا في داخل تونس. يذكر أن أمير كتيبة عقبة بن نافع لقمان أبو سخر الذي تتهمه السلطات التونسية بالوقوف وراء عملية متحف الباردو تم القضاء عليه في عملية أمنية نهاية شهر مارس بمدينة قفصة رفقة عدد من العناصر المتطرفة. ونفى وزير الداخلية التونسي وجود تنظيم هيكلي لما يسمى بالدولة الإسلامية "داعش" في تونس وقال إن بعض العناصر الإرهابية التي تتنقل بين جبلي السمامة والشعانبي بمحافظة القصرين بغرب تونس فقط هي التي سبق لها أن بايعت تنظيم "داعش" بمعنى أن هذا التنظيم ليس له أي حضور هيكلي وتنظيمي في تونس. وكان هذا التنظيم تبنى الهجوم الذي استهدف في 26 جوان الماضي أحد الفنادق السياحية بمدينة سوسة الساحلية بشرق تونس العاصمة وأسفر عن مقتل 38 سائحا. وأرجع المسؤول التونسي نجاح العملية إلى الاعتماد على العمل الميداني الاستخباراتي الذي يقوم على العديد من الخطط من ضمنها تفعيل منظومة المخبرين عبر الاستدراج ثم المرور إلى المواجهة المسلحة. وقال إن هذه الاستراتيجية مكنت الوحدات الأمنية من إصابة وتدمير الإرهابيين في معاقلهم وجنبت الإصابات في صفوف رجال الأمن.