باشرت خلايا المتابعة النفسية بمصلحة النشاط الطبي في المستشفى الجامعي «ابن باديس» بقسنطينة، عملية تنظيم جلسات نفسية لفائدة الطلبة الراسبين في شهادة البكالوريا بقاعة رزيق، يديرها 30 طبيبا ومختصا نفسيا سيسهرون على متابعة الحالات المتأثرة من الإخفاق، وسيمتد عمل هذه الخلايا التي تستقبل زائريها من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة الرابعة مساء، حتى شهر سبتمبر المقبل في خطوة لإعادة الأمل للراسبين وشحنهم مجددا من أجل خوض التجربة من جديد والتعلم من الأخطاء السابقة التي ساهمت بشكل كبيرة في رسوبهم. وحسب السيد عزيز كعبوش، المكلف بالإعلام على مستوى المستشفى الجامعي ابن باديس، فإن هذه الخطوة جد مهمة لامتصاص يأس التلاميذ الراسبين، خاصة أن القضية قد تتطور في العديد من الأحيان إلى سلوك انتقامي من النفس والمجتمع من خلال الإقدام على تصرفات غير مدروسة وعواقبها تكون وخيمة على التلاميذ لاحقا، على غرار التفكير في الهروب من المنزل أو التفكير حتى في وضع حد للحياة هروبا من الفشل وعدم تقبل فكرة الرسوب والخوف من نظرة الآخر، سواء في محيط العائلة أو بين الأصدقاء، وقد سجلت قسنطينة بعد الإعلان عن نتائج البكالوريا مباشرة محاولتين للانتحار. خلايا المتابعة النفسية لن تقتصر على التعامل مع التلاميذ الراسبين فقط، بل ستمتد إلى أوليائهم، حيث تم تخصيص جلسات استماع إليهم من أجل تخفيف الضغط عنهم، لأنه وحسب الأطباء النفسانيين، فإن الضغط الذي يعيشه الآباء والإحباط نتيجة فشل أبنائهم في تجاوز هذه المرحلة الدراسية، سينعكس حتما على الأبناء خاصة في قضية تحميل المسؤولية، إذ يلجأ العديد من الأولياء وأمام صدمة الرسوب إلى تحميل المسؤولية الكلية على التلميذ وهو ما ينجر عنه بطبيعة الحال اضطرابات نفسية لديه، كما يحاول الهروب من هذه الوضعية بأي طريقة ويلجأ حتى إلى طرق تؤذيه في محاولة للانتقام من أوليائه ومحيطه. كما قرر القائمون على خلايا المتابعة النفسية بالمستشفى الجامعي، عدم الاكتفاء بالتكفل بالتلاميذ الراسبين داخل المستشفى فقط، بل الخروج إلى الأحياء من خلال الاعتماد على النشاط الجواري وتوسيع المعاينات النفسية ومجال التدخل. للإشارة، سجلت ولاية قسنطينة تراجعا في نتائج البكالوريا لدورة جوان 2015، بعدما حققت نسبة نجاح في حدود ال47 %، وهي نسبة أقل من المعدل الوطني الذي وصل إلى 51.36 %، وقد أرجع مدير التربية السيد بوهالي محمد هذا التراجع إلى إدماج عدد كبير من التلاميذ الراسبين في بكالوريا 2014 في الثانويات بالمدينة الجديدة علي منجلي، بعد عمليات الترحيل التي شهدتها الولاية في الأشهر الفارطة، وقد بلغ عددهم، حسب نفس المتحدث، حوالي 3700 تلميذ أعادوا اجتياز شهادة البكالوريا في دورة جوان 2015.