تعرف سوق الحرف التقليدية والصناعات اليدوية خلال الفترة الحالية، انتعاشا ملحوظا بفضل الإقبال الكبير للبعض على اقتناء الكثير من القطع الفنية أو الأكسسوارات أو حتى مصنوعات يدوية لتقديمها كهدايا في الأعراس والمناسبات، أو عند العودة إلى ديار الغربة بالنسبة للمغتربين، كما يعود فضل الانتعاش إلى الموسم السياحي الذي يعتبر فاتحة خير على الحرفيين ممن يجدون في موسم العطل فرصة ثمينة لتعويض ركود تجارتهم في باقي أيام السنة. كشف باعة التحف التقليدية واللباس التقليدي والأكسسوارات في ساحة "السكوار" بالعاصمة، أن حلول فصل الصيف يعتبر بمثابة جرعة من الأكسجين التي يطول انتظارها، حيث تنتعش سوق الهدايا بشكل كبير، خاصة مع عودة المغتربين أو حتى بفضل النجاح المسجل في شهادات نهاية الأطوار التعليمية الثلاثة، وكذا موسم الأعراس وهداياه. ويتوقع إبراهيم، وهو بائع مصنوعات يدوية وحرف نحاسية وعضو الجمعية الوطنية للمبادلات السياحية والثقافية الدولية، انتعاش سوق الهدايا خلال الفترة الحالية التي تلي عيد الفطر المبارك، وقال بأن كل المصنوعات اليدوية مطلوبة وعلى رأسها الأواني الفخارية والنحاسية، مبرزا أن هذه المصنوعات مطلوبة جدا من طرف السياح سواء من داخل أو خارج الوطن، فيما أوضح أن الحلي التقليدية تعرف طلبا مكثفا يجعله يزود محله أكثر من مرة خلال كل أسبوع، وقال بأن القطع الفضية بأشكالها وأنواعها مطلوبة تحديدا لإهدائها للناجحات في شهادة البكالوريا وغيرها من شهادات نهاية الأطوار التعليمية، فيما يبقى الزي التقليدي، وعلى رأسه الجبة التقليدية، مطلوبة من طرف المغتربين بشكل خاص. من جهته، قال بائع حلي تقليدية بساحة "السكوار"، بأن انتعاش سوق الهدايا يبلغ ذروته خلال موسم العطل الممتد من جويلية إلى سبتمبر، وهو ما يجعله يبدأ عمله في حدود الثامنة صباحا، ليختتم في السابعة مساء، مبديا أسفه لانعدام الإنارة الجيدة ليلا، مما يرهن عملية تمديد ساعات العرض إلى الليل. وقال بأن أكثر ما يطلب كهدايا خلال الصيف الأكسسوارات ذات الطابع العثماني، خاصة منها الخواتم التي تلقى رواجا كبيرا، ومعظم الزبونات يطلبن تغليفها كهدايا. وتتراوح أسعار الأكسسوارات التي يعرضها التاجر بين 800 إلى 2000 دينار، فيما كشف بائع آخر أن موسم العطل يعتبر جرعة أوكسجين التي يطول انتظارها، ثم تأتي أخيرا لتعيد الانتعاش المنتظر إلى سلع تظل راكدة خلال باقي أيام السنة، إلا في مناسبات قليلة على غرار عيد الأم وعيد الحب وعيد المرأة. وأوضح البائع أن الأكسسوارات ذات الطابع العثماني تحتل صدارة الطلبيات، خاصة مع تأثير مسلسل "حريم السلطان"، وإلى جانبها الصناديق الصغيرة والمرايا المزخرفة، مرجعا سبب الإقبال الكبير على هذه التحف إلى الأسعار الترقوية المطبقة التي تتراوح بين 100 إلى 1000 دينار. واعتبر بائع الفخار والنحاس، السيد هلال ادرسي، أن حركية البيع والشراء عرفت طوال رمضان المنصرم ركودا كبيرا رغم ظهور نتائج البكالوريا وغيرها من الشهادات، وأردف يقول؛ إن التحضيرات للعيد استحوذت على مصاريف الأسر، ويتوقع أن تنعش سوق الهدايا خلال الأيام الجارية، خاصة مع العودة القوية للمغتربين ممن يطلبون كثيرا التحف النحاسية والفخار واللوحات الجدارية المصنوعة من الرمال، بهدف إهدائها للأجانب عند عودتهم إلى ديار الغربة. في السياق، ذكر الحرفي في الجلود، السيد عبد الغاني بونازة، أن العمل الحرفي ينتعش خلال موسم العطل، خاصة مع عودة المغتربين ممن يبحثون عن كل ما هو يدوي وتقليدي بغرض إهدائه لأصدقائهم من الأجانب في ديار الغربة، ومن ذلك ذكر الحرفي حقائب اليد المصنوعة يدويا من الجلود للنساء والبنات، وكذا بعض المحافظ الصغيرة المصنوعة خصيصا لحفظ الهاتف النقال وحفظ علب السجائر، والتي قال عنها المتحدث خصيصا بأنها عملية جدا، خاصة بالنسبة للرجال ممن لا يحملون حقائب، موضحا أن الكثير من المغتربين يفضلونها كهدايا لأصدقائهم الأجانب، وقال بأن الأسعار المطبقة ترقوية ومعقولة جدا تتراوح في الغالب بين 200 إلى 2000 دينار.