خطفت مسابح شاطئ "الصابلات" بحسين داي الأضواء هذا الصيف بعد أن وجدت فيها العائلات متنفسا لها في هذه الأيام الحارة، وتنفيذا لتوصيات الوزير الأول عبد المالك سلال خلال تدشينه هذا المرفق، قرر ديوان الحظائر والرياضة والتسلية لولاية الجزائر تخفيض أسعار الدخول من 1000 دج إلى 400 دج للكبار و200 دج للأطفال، وهو ما استحسنه العاصميون وحتى السياح الذين أصبحوا يتوافدون يوميا على المسابح منذ الساعات الأولى من الصباح. ومن جهتهم، ينتظر سكان بلدية باب الوادي بفارغ الصبر فتح مسابح الكيتاني التي تعرف كل سنة إقبالا كبيرا من طرف شباب الأحياء المجاورة، وهي المسابح التي تتميز باستعمال مياه البحر خلافا لباقي المسابح بالعاصمة التي تستعمل بها المياه العذبة المعالجة بالكلور. السائق المار عبر الطريق السريع بشارع جيش التحرير تشده ألوان الشمسيات التي تطل على ثلاثة مسابح يغلب عليها اللون الأزرق، اختيرت لها الضفة الشرقية لمخرج وادي الحراش نحو البحر لتنجز وفق مقاييس عالمية جعلتها تنافس أكبر المسابح الخاصة بالعاصمة. التوجه إلى مسابح "الصابلات" ليس بالأمر الصعب فالكل يعرف كيف يتم الدخول إلى هذا الفضاء الترفيهي الجديد الذي يستقطب يوميا ما بين 1500 وألفي مصطاف. وحسب تصريح أحد أعوان حفظ النظام، فقد حرص الديوان على تنظيم المسابح بطريقة تسمح لكل فئة بإيجاد ما تبحث عنه، ليتم تخصيص المسبح المقابل للطريق السريع لفئة الشباب، أما المسبح الكبير بالجهة المقابلة للبحر، فهو مخصص للعائلات وتم الفصل بينها بالشمسيات والكراسي التي يتم تنظيفها يوميا لتكون جاهزة لاستقبال المصطافين من التاسعة صباحا وإلى غاية السابعة مساء. الفضاء الجديد الذي يدخل في إطار عصرنة الواجهة البحرية وتهيئة وادي الحراش، فتح أبوابه أمام العاصميين يوم 22 جويلية الفارط، وتم الحرص على تواجد عون حماية مدنية لكل حوض، مع تدريب أعوان الأمن على التدخل السريع ومد يد المساعدة في حالة الحاجة. وحسب ممثل الحماية المدنية، لم يتم تسجيل ولا حالة غرق لغاية اللحظة، وانحصرت جل التدخلات على إنقاذ بعض الأطفال والشباب الذين لا يتقنون السباحة. تجوالنا بالمسابح سمح لنا بالتقرب من بعض العائلات التي أكدت لنا استحسانها لمثل هذه المشاريع، خاصة وأنها كانت تراقب عن كتب كل مراحل إنجاز المشروع خلال السنوات الفارطة، وهم جد سعداء بنوعية الخدمات المقترحة عليهم مع توفر الأمن والنظافة التي يسهر عليها أكثر من 50 عونا وظفوا حديثا وهم من سكان بلدية حسين داي والبلديات المجاورة. ومن بين الاقتراحات التي رفعها لنا المصطافون بالمسابح عدم فتح عدد كبير من أكشاك المأكولات الخفيفة للحفاظ على نظافة المحيط، مع العلم أن القانون الداخلي للمسابح يمنع إدخال المشروبات والمأكولات التي يوفرها كشكان، الأول مخصص للمثلجات والمشروبات التي تباع بأسعار معقولة على حد تعبير العائلات، والثاني يقترح خدمات الإطعام مع تخصيص فضاء خاص لها. أما فيما يخص بدلة السباحة المفروضة، فقد أشار عون الأمن إلى عدم فرض لباس خاص، وهو ما جعل المسابح تعرف إقبالا كبيرا من طرف ربات البيوت اللواتي لم يجدن حرجا في دخول حوض السباحة بلباس محتشم لمرافقة أبنائهن، ومن جهتهم عبر الأزواج عن ارتياحهم لطريقة تسيير المسبح، مؤكدين أن الإقبال الكبير راجع إلى السمعة الطيبة وحسن الاستقبال الذي حظي به المصطافون. وبالمقابل، أشار محدثنا إلى أن الإشكال بهذا الفضاء يطرح نفسه يوميا عند الساعة السابعة مساءا وهو التوقيت المخصص لغلق المسابح بغرض تنظيفها، فغالبية المصطافين يرفضون المغادرة خاصة الشباب الذي يأتون في الفترة المسائية بعد ساعات العمل، كون ظروف الاستقبال والمناخ العام بالمكان يجعل المصطاف في راحة تامة ويرفض من ينغص عليه فرحته، لتبقى لغة الحوار هي الوسيلة المثلى للتواصل مع الزوار الذين يقبلون في نهاية الأمر الخروج من المسابح رغما عنهم. وتشير الأصداء التي جمعناها من المصطافين والعمال إلى أن المسابح الخاصة ببلدية برج البحري شهدت انخفاضا في عدد زوارها هذا الصيف بسبب المنافسة التي فرضتها المسابح التابعة لديوان الحظائر والرياضة والتسلية التابعة لولاية الجزائر بالنظر إلى نوعية الخدمات والأسعار التنافسية المضبوطة.