سطرت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، برنامجا طموحا للرفع من قدرات إنتاج تربية المائيات، وتقرر بالنسبة لهذه السنة استزراع 7 ملايين يرقة من نوع غلط على مستوى 45 سدا ومسطح مائي عبر التراب الوطني. كما تم اقتراح تعميم عملية استزراع الأسماك عبر كل الأحواض التابعة للفلاحين، وذلك بالنظر إلى المنافع التي ستعود على المردود الفلاحي عند سقيه بهذه المياه التي ستكون غنية بالأملاح المعدنية، وهو ما يرفع من خصوبة التربة. وحسب تصريح مدير المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري وتربية المائيات، السيد رشيد عنان، فقد تم اختيار سمك الشبوط بالنسبة للأحواض التابعة للفلاحين، وذلك بعد دراسة علمية دقيقة وتجربة الفكرة عبر بعض المستثمرات الفلاحية، وهو ما ترك انطباعا جيدا لدى الفلاحين الذين استفادوا من ارتفاع محسوس في مردود الإنتاج خاصة بالنسبة للأشجار المثمرة، مع مساهمتهم في تسويق المنتوج السمكي الذي يتم اصطياده بعد أشهر فقط من استزراعه. أما بالنسبة لأحواض الفلاحين بالجنوب فقد تم اختيار السمك البلطي الذي سيتم استزراع 100 ألف منه بولايات كل من أدرار، بشار، عين صالح وورقلة بالنظر إلى المواصفات الطبيعية لهذا النوع من السمك وقابليته لتحمّل ارتفاع درجات الحرارة. وبخصوص توفير صغار السمك أشار عنان، إلى تشغيل المفرخات بكامل طاقتها لضمان توفير 10 ملايين وحدة من البلاعيط لتلبية طلبات المستثمرين، فكل نوع من الأسماك له الفترة الزمنية الخاصة به للاستزراع. من جهة أخرى يقول عنان، إنه سيتم قبل نهاية السنة استزراع 3 ملايين من صغار الجمبري الذي تتم تربيته في أقفاص عائمة بالبحر، وتنوي الوزارة من خلال هذا البرنامج تجديد مخزون الجمبري والرفع من قدرات الصيد. وبخصوص توقعات إنتاج تربية المائيات صرح ممثل الوزارة، أن المركز الوطني للبحث والتنمية في الصيد البحري، أخذ على عاتقه مهمة استزراع أسماك تربية المائيات مجانا عبر كل المسطحات المائية، وهو ما يدخل في إطار الحملة الوطنية التي تسهر على إطلاقها وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، كل سنة لتشجيع الشباب والفلاحين على تطوير استثماراتهم وإدراج منتوج تربية المائيات ضمن قائمة المواد الغذائية، مع استدراك انخفاض مردود الصيد السمكي في البحر. وتتوقع الوزارة مع نهاية المخطط الخماسي الجاري، بلوغ 100 ألف طن سنويا من إنتاج تربية المائيات، منها 80 ألف منتوج يتم تربيته في أقفاص عائمة في البحر، و20 ألف نوع يخص تربية المائيات في المياه العذبة، في حين يقول عنان، يبلغ اليوم إنتاج تربية المائيات 5 آلاف طن. وتدرس مصالح الوزارة اليوم 40 ملفا استثماريا تقدم به شباب يرغب في الاستفادة من التحفيزات المقترحة من طرف الحكومة للنهوض بهذا القطاع، والمتمثلة في وعاء عقاري سواء في البحر على شكل أقفاص أو عبر مسطحات مائية داخلية، وقروض ميسرة مع ضمان توفير بلاعيط السمك. وردا على انشغالات عدد من المستثمرين حول أسباب نفوق الأسماك التي يتم تربيتها في المياه العذبة، كشف السيد عنان، أن الأمر يعود بالدرجة الأولي إلى الطبيعة الجغرافية للمنطقة وجهل المستثمر للآليات التقنية التي تسمح بضمان عدم إصابة الأسماك بأي مرض. وأرجع عنان، الأسباب التقنية التي تؤدي إلى نفوق السمك إلى نقص الأكسيجين بسبب انخفاض منسوب المياه، والأسمدة الكيماوية المستعملة من طرف الفلاحين التي غالبا ما تصل إلى المسطحات المائية عبر الوديان. وقصد حل هذه المشاكل التي تؤثر سلبا على مردود الإنتاج، تقرر تنصيب خلية متابعة بالتنسيق مع الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات الكبرى، بغرض إعداد تحاليل دورية للمياه وضمان مناخ مناسب لتكاثر السمك.