باشرت مصالح الصيد البحري بولاية تيسمسيلت، مساعي لتشجيع شباب المنطقة على الخوض في تربية المائيات، وذلك عبر تكوينهم في التخصص بكل من شرشال، وهران وكذا بني صاف والأسماك بصفة خاصة، أين قامت المحطة بعدة عمليات لاسترجاع الأسماك بالأحواض الفلاحية أو بالمستثمرات الفلاحية الناجحة من حيث الإنتاج الفلاحي أو الحيواني. استفاد فلاحو منطقة أولاد بسام من أسماك “الشبوط الملكي”، حيث يقوم المستثمرون الشباب بالعناية بهذه الأسماك بأحواض مخصصة للغرض، ولإحياء لون استثماري ظلّ مغيّبا، تتجه السلطات الولائية للاهتمام أكثر بتطوير تربية المائيات، وهو مجال حيوي يراه متعاملون تحدثوا ل«السلام”، قادرا على قلب راهن المنطقة الاقتصادي وإنعاش منظومة الأسماك، ناهيك عنخلق 36 ألف منصب عمل دائم كل عام هناك. وتقوم المقاربة الجديدة على توسيع تربية المائيات البحرية والقارية لتصحيح مسار نشاط ظلّ يراوح مكانه، وتعتزم السلطات اقتراح صيغة الأقفاص العائمة وكذا أراضي لاستغلالها من طرف جمهور المستثمرين، لكن المشكل الأساس يبقى بنظر زبير سعيدي، مسيّر إحدى المسمكات المحلية مرتهنا رأسا بمعضلة الأوعية العقارية. ويقوم المخطط يقوم على استغلال كل نقاط المياه البحرية والعذبة لبعث مزارع في المناطق الساحلية، ويهتم مستثمرون بتوظيف الوديان والسبخات فضلا عن أحواض السقي وعموم المسطحات المائية الطبيعية والاصطناعية في استزراع أنواع متعددة من الأسماك. وتحصي مصادر مسؤولة ما لا يقلّ عن 456 موقع صالح لتربية المائيات، ويتعلق الأمر بمزارع بحرية دخل بعضها مرحلة الإنتاج الفعلي، ويجري تشجيع ناشطي القطاع الصيدي على استغلال هذه المواقع بحسب خصوصية كل منطقة من أجل ضمان فعالية العملية، وتربية أسماك يكثر الطلب عليها محليا، وتتميز بفائدتها الغذائية الصحية بينها بلح البحر والجمبري. وأسهم نجاح تجربة أولى تمّ خلالها استزراع 6800 من بيض أسماك “الشبوط” و”لبلطي” عبر 13 حوضا، في إغراء مستثمرين خواص بجدوى تعميم التجربة وممارستها بكثافة. وفيما يشير خبراء إلى كون تربية المائيات تظلّ عملية في غاية التعقيد والصعوبة، لأنها تعتمد بشكل كلي على استقرار الأوضاع الجوية، تمكّن مستثمر خاص من إنتاج 10 أطنان من الصدفيات و5 أطنان من المحار فيعامه الأول، ما يؤشر على قابلية هذه الثروة الحيوية لتفجير ثورة صيدية ضخمة، سيما بعد نجاح استزراع أحواض مائية في ثلاث مناطق مختلفة، وبروز طرق تربية المحاريات بأنواعها في مشاريع استثمارية لافتة. ويشير نور الدين حميسي، إلى أهمية تربية المائيات على صعيد تأمين البروتينات الحيوانية ذات القيمة الغذائية العالية، بالإضافة إلى حماية وتدعيم المخزون الصيدي الطبيعي وخلق فرص عمل في مجالات صيدية مبتكرة، علاوة على تنمية المناطق المنعزلة وإخراجها من دائرة الفقر والحرمان، على غرار مناطق الجنوب، حيث يمكن إنتاج آلاف الأطنان دوريا من أسماك المياه العذبة المتكيفة مع مناخ المنطقة الجاف، خاصة سمكة “التليبية” التي تعرف رواجا كبيرا هناك. كما يبرز جيلالي ملياني، امتلاك الجزائر لإمكانيات هائلة في تربية المائيات، يمكنّها من تثمين المنتجات الصيدية البحرية التي تتراجع من سنة إلى أخرى، فضلا عن خلق حوالي 36 ألف منصب شغل في القطاع وتحسين مردودية أسطول الصيد عبر 99 عملية جديدة في آفاق العام 2014. وبدأت الجزائر خطة لتفقيس بيض السمك، حيث جرى افتتاح تجربتين نموذجيتين لإنتاج فراخ السمك، بما سيعزز أكثر توجه البلاد في مجال تربية المائيات وتطوير عدة أصناف من أسماك المياه العذبة، ضمن استراتيجية جديدة لدفع قطاع الصيد البحري وتوظيف الموارد الصيدية.