كشف عميد الشرطة، رئيس أمن دائرة تيقزيرت الواقعة على بعد35 كلم شمال ولاية تيزي وزو، عبد الرحمان بولحبال، عن جملة من التدابير والإجراءات الأمنية المتخذة تنفيذا لتعليمات المديرية العامة للأمن الوطني، الرامية إلى إنجاح المخطط الأزرق والسهر على راحة المواطنين بتوفير الأمن للعائلات التي تقصد الشواطئ والمواقع السياحية لتيقزيرت طيلة موسم الاصطياف بحثا عن الراحة والاستجمام. وأكد عميد الشرطة، في تصريح للصحافة خلال جولة ميدانية لرجال الإعلام نظمت يوم الأربعاء الماضي بالشواطئ والمواقع السياحية بالولاية بغية إطلاعهم على التدابير والاجراءات المتخذة ومدى تجسيدها ميدانيا على مستوى مدينة تيقزيرت، أن المديرية الولائية للأمن لتيزي وزو سخرت إمكانيات مادية وبشرية ضخمة من أجل ضمان الأمن لقاصدي المناطق الساحلية وتحديدا الشواطئ خلال موسم الصيف الحالي، حيث جندت مصالح أمن دائرة تيقزيرت من ناحية الموارد البشرية، 191 عون شرطة يتولون مهمة حماية الأشخاص والممتلكات على مستوى الشاطئ الكبير الداخل ضمن دائرة اختصاص مصالح الأمن. وأكد المتحدث، أنه تم استغلال كل الإمكانيات المادية لتمكين مصالح الأمن من أداء مهامها على أكمل وجه، حيث تم تسخير مركبتين رباعيتي الدفع تضمنان تسهيل تنقل عناصر الأمن بالشاطئ، إلى جانب دراجات نارية يستعين بها أعوان الشرطة على ضمان التأمين الكامل لطرقات المدينة ومداخل ومخارج الشاطئ وحماية المواطنين وممتلكاتهم. إقبال 1100 مصطاف أجنبي على الشاطئ الكبير لتيقزيرت وأشار المسؤول الأمني من جهة أخرى، إلى أن مصالحه وضعت مخططا أمنيا يرتكز على عدة محاور منها، تأمين الشاطئ أولا، وتسهيل ومراقبة الحركة المرورية والمواقع السياحية وحماية ومواكبة السياح، تأمين الحفلات الفنية المبرمجة بالمنطقة طيلة الموسم، موضحا بلغة الأرقام أن منطقة تيقزيرت شهدت إقبالا كبيرا للمصطافين منذ بداية الموسم، حيث تم تسجيل توافد 130 ألف و150 مصطاف ، إلى جانب إقبال 1106 سائح أجنبي اختاروا الشاطئ الكبير لقضاء عطلتهم والاستمتاع بجمال البحر المحاط بالآثار الرومانية والجزيرة الصغيرة والميناء الذي تمت تهيئته بكل المرافق الضرورية، ليستقطب بدوره العائلات. وأكد عميد الشرطة، أن هذا الإقبال الكبير على مدينة تيقزيرت وتحديدا على الشاطئ الكبير يعود إلى توفير الأمن والأمان للمواطنين الذين بدورهم يبحثون عن مواقع آمنة للاستمتاع بعطلتهم رفقة عائلاتهم، موضحا أن مصالحه تسهر ليلا ونهارا على ضمان راحة المواطنين الذين اختاروا هذه المدينة الساحلية الجميلة للسباحة والراحة والترفيه عن النفس نظرا لموقعها الجميل. تسجيل 13 تدخلا وتنسيق محكم مع مصالح الدرك الوطني وسجلت مصالح أمن دائرة تيقزيرت خلال تدخلاتها منذ بداية موسم الاصطياف إلى حد الآن، 13 تدخلا لفرقها على مستوى المدينة، منها 7 تدخلات متعلقة بالاعتداء على الأشخاص بالشاطئ الكبير والمتمثلة في قضايا السب والشتم، حيث تم اتخاذ تدابير قضائية ضدهم، مقابل تسجيل 3 قضايا متعلقة بالاعتداء على الممتلكات والمتمثلة في قضية سرقة الهواتف النقالة. كما سجلت نفس المصالح لأول مرة ظاهرة جديدة تتعلق باستعمال الهاتف النقال للتصوير بالشاطئ وهو ما يبعث على القلق في أوساط المصطافين ويزعج راحتهم. وتحرص المصالح الأمنية المذكورة على تفادي تسجيل حالات أخرى مماثلة وذلك عبر تعزيز تواجدها بالشاطئ سعيا منها لتوفير الأمن والأمان للمواطنين، إلى جانب معالجة قضيتين متعلقة بالسكر العلني، حيث تم إيقاف أشخاص بتهمة الإخلال بالآداب العامة. وأكد عميد الشرطة، بولحبال في هذا الإطار، أن العمل الجواري لمصالح الأمن يبقى نشاطا دائما ومستمرا، منوها بأن مصالحه تقوم خلال دوريات المراقبة، بتوعية وتحسيس المواطنين بالشاطئ فيما يخص الانحرافات واستهلاك المخدرات، حيث يتم ذلك مع الشركاء المعنيين كالبلدية والدائرة لضمان التنسيق الشامل مع مصالح الدرك الوطني من أجل إنجاح موسم الاصطياف وزرع روح الثقة والأمان في نفوس المواطنين. أكثر من 5000 مركبة تدخل المدينة يوميا وأضاف عميد الشرطة، أن مهام مصالح الأمن كذلك تهدف إلى تسهيل حركة المرور من وإلى الشاطئ خاصة أمام التوافد والإقبال الكبير للمركبات التي تدخل المدينة مستغلة الطريق الوطني رقم 24 الذي يربط بين دلس بولاية بومرداس وبجاية مرورا بتيقزيرت وأزفون بولاية تيزي وزو، حيث تعمل مصالح الأمن بكل احترافية لتسهيل حركة المركبات وتفادي تسجيل حوادث المرور. وسجلت فرقة الأمن العمومي منذ بداية موسم الاصطياف 5 حوادث مرور، أربعة منها مادية، في حين لم تسجل أية حوادث مميتة وهذا بفضل التواجد الأمني الدائم لعناصر الشرطة والدرك بطرقات المدينة. كما تشهد مواقيت الذروة مراقبة مشددة لعناصر الأمن بالمواقع التي تشهد حركة وازدحام كبيرين وهذا بغية تنظيم حركة المرور وتفادي المساس بالسكينة والنظام العام، وبلغة الأرقام، يقول ملازم أول للشرطة، رئيس فرقة الأمن العمومي بأمن دائرة تيقزيرت، هارون هواجي، إنه تم إحصاء أزيد من 5000 مركبة تجوب المدينة يوميا والتي تصل إلى 8000 مركبة مع فترة نهاية الأسبوع، حيث يشهد الطريق الوطني رقم 24 إقبالا كبيرا للمواطنين الوافدين من مختلف الولايات المجاورة، مؤكدا أن عدد هذه المركبات ارتفع كثيرا مقارنة بالسنوات الأخيرة وهذا بعد إعادة فتح الطريق الوطني رقم 24 الذي قلّص المسافة بين الجزائر العاصمة وبومرداس وولاية تيزي وزو. وأكد العديد من المواطنين من مستعملي هذا الطريق، أن تنظيم مصالح الأمن العمومي لحركة المرور على مستوى وسط مدينة تيقزيرت سهّل في فك الازدحام عند مدخل وسط المدينة خاصة عند الدخول والخروج من الشاطئ والميناء اللذين يعرفان إقبالا كبيرا للعائلات والسياح والزوار، موضحين أن مشكلة الازدحام تسجل بوسط المدينة فقط وتحديدا بمفترق الطرق الذي يقود إلى الميناء، وهذا بسبب ضيق الطريق من جهة وكثرة المركبات من جهة ثانية. فرق الرادار بالمرصاد وتأطير محكم لموسم الاصطياف ومن جهتها، تعمل الفرق الأمنية التابعة لمصالح الأمن العمومي المكلفة بأمن الطرقات بجد ونشاط كبيرين لتفادي تسجيل حوادث المرور بطرق المدينة، حيث يسهر أعوان هذه الفرق على وضع أجهزة الرادار الثابته منها والمتنقلة بمواقع مختلفة، للكشف عن مخالفي القوانين لاسيما مستعملو السرعة المفرطة والمناورات الخطيرة، حيث يكونون بالمرصاد لمثل هؤلاء السائقين، وذلك بتحرير مخالفات ضدهم وإحالة ملفاتهم على الجهات المعنية لتحديد العقوبات المقررة ضدهم. ويقول أحد عناصر فرقة الرادار، «عندما يتم تسجيل أي مخالفة بالطرق، بفضل الجهاز الاطلاع على لوحات الترقيم الخاصة بالمركبة المعنية عبر الشاشة الالكترونية، والتأكد من بياناتها الخاصة باللون والسرعة، يتم إرسال المعلومات مباشرة عبر جهاز الاتصال لمصالح الأمن العاملة بالحاجز الأمني، ليتم بعد ذلك توقيف المركبة والتأكد من المعلومات المقدمة مع تحديد هوية الشخص الموقوف، لتبدأ مرحلة تحرير ملف المخالفة وإرساله إلى مركز الشرطة التي بدورها تعمل على تطبيق القانون على المخالف»، ويضيف المصدر، أن هذه الطريقة ساهمت بشكل كبير في تقليص حجم المخالفات المرورية وحوادث المرور، لاسيما المتعلقة بالسرعة المفرطة، كما أن تطبيق القانون على المخالف يعطي درسا لغيره من أجل احترام قانون المرور، موضحا أن فرق الرادار بتيقزيرت سجلت منذ بداية السنة، 630 مخالفة، منها 200 مخالفة سجلت شهر جوان المنصرم، كما تراجعت هذه المخالفات – حسب المصدر خلال شهر رمضان الماضي. حضور دائم للأمن وارتياح وسط العائلات وقال عميد الشرطة، إن مصالحه تتولى في إطار موسم الاصطياف لهذه السنة، حراسة ومراقبة الشاطئ الكبير فقط من بين الشواطئ الأربعة المسموحة للسباحة والتي تتواجد على طول ساحل بلدية تيقزيرت منها شاطئ سيدي خالد وتسالت وفرعون التي تبقى تحت مسؤولية مصالح الدرك الوطني لحراستها والسهر على راحة المصطافين الوافدين إليها، على اعتبار أن مناطق تواجدها تقع خارج دائرة اختصاص مصالح الأمن، غير أن ذلك لم يمنع من العمل والتنسيق بين الطرفين لتحقيق الأمن والأمان للمواطنين. ولقد أدى مخطط التأمين المباشر من قبل قوات الأمن لدائرة تيقزيرت للشاطئ الكبير، إلى بعث الارتياح والطمأنينة في قلوب العائلات التي تقصد هذا المكان السياحي، حيث أكد العديد من المواطنين الذين تحدثت إليهم «المساء» خلال زيارتنا الميدانية إلى المنطقة، رفقة مصالح أمن تيزي وزو وأمن دائرة تيقزيرت، أن الإجراءات الأمنية المسطرة بعثت الارتياح الكبير في أوساط العائلات، كما ساهمت في توفير الأمن للمصطافين، حيث تبدّد الخوف من احتمال وقوع أي اعتداء مهما كان نوعه وهذا بفضل تدعيم الشاطئ بعناصر أمنية تسهر ليلا ونهارا على راحة المواطنين. وتقول سيدة في سياق متصل: «الآن يمكننا أن نقضي أوقاتا ممتعة بالشاطئ رفقة أبنائنا سواء ليلا أو نهارا.. وهذا راجع لتوفير الأمن الذي مكننا من الاستمتاع برمال ومياه البحر..»، في حين عقبت أخرى أن هذه الحراسة والمراقبة ستسمح بإنجاح موسم الاصطياف الحالي بمدينة تيقزيرت، مقارنة بالسنة الماضية، معبرة عن أملها الكبير في استمتاع العائلات المصطافة بأوقات ممتعة إلى غاية آخر يوم من الموسم في ظروف مواتية وجيدة، في حين عبّرت بعض العائلات عن تذمرها من نقص تهيئة الشاطئ وافتقاره لبعض المرافق الضرورية لراحة المصطاف على غرار دورات المياه وغرف تغيير الملابس، إلا أنها ارتاحت للتواجد الدائم لعناصر الأمن التي قضت بشكل نهائي على نشاط المنحرفين على مستوى الشاطئ، خاصة استغلالهم للمظلات الشمسية ومواقف السيارات، وإجبار المصطافين على الدفع للإستفادة منها، وهي الممارسات التي تم القضاء عليها خلال هذه السنة.