وضع شباب بلوزداد نفسه في ثوب المرشح بقوة للسباق على لقب بطولة الموسم الحالي بعد مرور جولتين فقط على المنافسة، ليس فقط من حيث النتيجة، بل أيضا من حيث المردود الذي قدّمه أمام كل من مولودية الجزائر وأمل الأربعاء. يبدو أن تشكيلة لعقيبة طلّقت اللعب الرديئ الذي ميّزها في المواسم القليلة الماضية التي قضت خلالها أسوأ مراحلها، والتي كادت أن تودي بها إلى بطولة الرابطة الاحترافية الثانية. ويبدو أيضا أن مسيّري هذا النادي العريق قد حفظوا الدرس من التجارب السابقة، فعمدوا إلى الاستعانة بمدرب كفء، ودعّموا التعداد بلاعبين ذوي نوعية معتبرة، وهما عاملان يساعدان على تحقيق الاستقرار؛ ما يفسر، بشكل كبير، الانطلاقة الجيدة التي حققها هذا الفريق الذي أصاب هدفين في مباراته الأخيرة التي فاز بها أمام أمل الأربعاء، حيث تجاوز عقبة اللعب بدون جمهوره بسبب العقوبة المسلّطة على ملعب 20 أوت، فضلا عن أنه أكد استحقاقه نتيجة التعادل خارج ميدانه أمام مولودية الجزائر بملعب هذه الأخيرة في الجولة الأولى من البطولة، فقد وضع نفسه الآن في السكة لكي يخوض أطوار المنافسة بثقة كبيرة في إمكانياته، ولا شك أن كل الذين وقفوا على مردوده في مباراة يوم السبت الأخير أمام تشكيلة الأربعاء، أدركوا أن شباب بلوزداد يتوفر على تشكيلة قوية في جميع النواحي. كما أن غنى التعداد سيمنح للمدرب ألان ميشال متسعا من الحرية لاختيار أنسب تشكيلة في كل جولة من البطولة، فبعض اللاعبين الذين يُعدون في نظر البعض أساسيين بالدرجة الأولى، وجدوا أنفسهم خلال مباراة أمل الأربعاء في دكة الاحتياط، على غرار القائد ربيح والمهاجم يحيى الشريف، اللذين تركا مكانهما لكل من فاهم بوعزة ودراق اللذين استغلا جيدا الثقة التي وضعها فيهما المدرب، حيث برزا بصفة خاصة في هذا اللقاء، بل إن كل واحد منهما سجل هدفا، ليؤكدا طموحهما في البقاء ضمن التشكيلة الأساسية.ويظهر، بصفة جلية، أن التقني الفرنسي لا يمنح الأولوية في اللعب سوى للعناصر التي تبدي استعدادا جيدا من الناحية البدنية، وتتجاوب مع الخطة التكتيكية التي يسعى لتطبيقها في كل مباراة. ويذهب البعض إلى الاعتقاد أن هذه الطريقة في العمل المعتمدة من قبل الطاقم الفني، من شأنها أن تُحدث تنافسا كبيرا بين اللاعبين وتدفعهم بالضرورة إلى الاجتهاد في العمل لكسب ثقة المدرب الذي يدرك أن بعض اللاعبين لن يتقبلوا بسهولة اللعب كبدلاء، غير أن ألان ميشال لن يبالي بهذه المواقف، ولن يتأخر في تطبيق الانضباط مادام متأكدا من حصوله على تأييد إدارة النادي في هذا المجال، وكان ألان ميشال قد حذّر اللاعبين قبل انطلاق البطولة من أن الحصول على مكانة أساسية في الفريق، سيكون صعب المنال على الجميع، وأنه سيعتمد على العناصر التي تبدي استعدادا بدنيا كبيرا والقادرة على التجاوب مع خطته التكتيكية فقط. ولم يُخف ألان ميشال ارتياحه بعد انتصار فريقه بنتيجة عريضة أمام أمل الأربعاء، حيث قال في تصريح ل ”المساء”: ”اليوم حققنا انتصارا بارعا، بل كنا حاضرين بقوة خلال كل أطوار المباراة. خط الهجوم تحرك في الاتجاه الصحيح من خلال هز شباك المنافس ثلاث مرات، وكان بوسع مهاجمينا إضافة أهداف أخرى لو توصلوا إلى استغلال الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم داخل منطقة العمليات”. واعتبر التقني الفرنسي أن هذا الانتصار هام جدا بالنسبة له ولكل لاعبيه؛ لكونه جاء قبل أيام معدودة من مواجهة نصر حسين داي في لقاء مثير لحساب الجولة الثالثة من البطولة. ويولي ألان ميشال أهمية كبيرة للمساندة الكبيرة التي يلقيها فريقه من الأنصار؛ حيث اعتبر موقف المشجعين حاسما لنجاح مهمته مع شباب بلوزداد.