أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أمس، بأن اجتماع الحكومة والولاة سيصبح لقاء سنويا يتم خلاله تقييم مدى تطبيق وتقدم السياسات المسطرة على المستوى المحلي، مؤكدا من جانب آخر بأن الجهاز التنفيذي على المستوى المحلي مطالب برفع ثلاثة تحديات رئيسية تشمل بناء صناعة قوية ومتنوعة، وسياحة مزدهرة وفلاحة متطورة ومقتدرة. وأوضح الوزير في كلمته التمهيدية لاجتماع الحكومة بالولاة بإقامة الميثاق بالعاصمة، بأنه تبعا لتعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال، تقرر عقد اجتماع الحكومة بالولاة سنويا بهدف تقييم مدى التقدم الذي أحرزته السياسات المسطرة ومعرفة العراقيل والصعوبات التي تواجه تنفيذها في الميدان. مشيرا إلى أن هذا اللقاء الذي سمّاه الوزير الأول ب"لقاء القمم” ستسبقه لقاءات أخرى جهوية يتم خلالها استعراض نشاط الولاة والتقييم الدوري لعملهم. وأكد بأن هذه السياسة من شأنها إعادة تنسيق تقاليد مهمة في العمل الإداري والحكومي من أجل التقييم الدوري للأعمال المنجزة من طرف ولاة الجمهورية، وإدخال التصحيحات والتعديلات الضرورية لضمان بلوغ الأهداف المسطرة. وبعد أن ذكر بأن اللقاء يأتي في ظرف اقتصادي عالمي متميز بتراجع أسعار النفط، ويفرض على الجزائر رفع رهان تنويع الاقتصاد الوطني، أكد السيد بدوي، بأن المسؤولين المحليين مطالبون بتنفيذ الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في مجال تسريع الاستثمارات وتسهيلها. مشيرا في هذا الصدد إلى أن هناك 3 تحديات رئيسية تنتظر من هؤلاء رفعها، ويتعلق الأمر ببناء صناعة قوية وسياحة مزدهرة وفلاحة متطورة ومقتدرة، فيما اعتبر في الوقت نفسه بأن التحديات المطروحة أمام ولاة الجنوب تعد أكبر وأهم، على اعتبار أنهم مدعوون إلى تدارك العجز في الاستثمارات الاقتصادية.كما دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية، الولاة والولاة المنتدبين إلى الاستعداد الجيّد لتنفيذ الإجراءات الجديدة التي تم إدخالها على عمل الإدارة في إطار تطبيق مسار العصرنة ومكافحة البيروقراطية، مشيرا إلى أن هذا المسار يقوم على التعاون متعدد القطاعات. مصالح الدولة والأمن مجنّدة لصد محاولات التفرقة بين الشعب من جانب آخر أكد السيد بدوي، أن مصالح الدولة وقوات الدرك والجيش الشعبي الوطني والأمن الوطني مجندة تجنيدا كاملا، من أجل صد كل مغامرة وتفويت الفرصة على كل الذين يحاولون بث بذور الفرقة والضغينة في أوساط الشعب الجزائري”، مشيرا إلى أن الشعب يساند هذه المصالح في هذه الجهود النبيلة.وإذ ذكر بأن لقاء الحكومة والولاة يأتي في ظرف وطني وجهوي متميز، أشار الوزير إلى أن الجزائر تعيش على المستوى الجهوي رهانات كبيرة مرتبطة بأمن المنطقة ”وما تعقده جماعات متطرفة وظلامية من آمال من أجل اختراق صفوفنا، وبث بذور الفرقة والضغينة متعمدة ومعتمدة في ذلك على وسطاء ضاعت جزائريتهم وتلاشى لديهم حب الوطن والوفاء لشهدائنا”. واعتبر أن لقاء الحكومة بالولاة الذي يجمع إطارات الدولة وأجهزة الأمن ”لهو خير إجابة لهؤلاء المغامرين، الذين نؤكد لهم كما في الماضي، بأن شعبنا كله فطنة وتبصر عليم بما يحيكونه في جنح ظلاميتهم”. وأشاد السيد بدوي، في هذا الإطار بالحس الوطني العالي الذي أبداه المواطنون وسكان الجنوب على وجه الخصوص، وتعاونهم البنّاء من أجل دعم اللحمة الوطنية ونبذ كل عوامل الفرقة والاختلاف، داعيا الولاة إلى تثمين هذا المسعى وتوخي الحيطة والحذر، وعدم ترك أي مجال للمغامرة أو المناورة من قبل المتربصين والتنسيق مع المصالح الأمنية والانسجام التام مع أطياف المجتمع المدني والسياسي”. كما حث الولاة المنتدبين بالولايات الجنوبية على انتهاج مقاربة استباقية للأمور والتواجد باستمرار في الميدان، والتعامل بفعالية مع كل الأخطار المحدقة والتعاون في ذلك مع المواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن أشغال افتتاح اجتماع الحكومة بالولاة عرفت حضور كل من المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، والقائد العام للدرك الوطني الفريق أحمد بوسطيلة، والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري.