واصل نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، أمس الجمعة، زيارة العمل والتفتيش للناحية العسكرية الثانية بوهران، والتي كان قد شرع فيها أول أمس الخميس، حسب ما أفاد به بيان لوزارة الدفاع الوطني. وأوضح المصدر أن اليوم الثاني من هذه الزيارة "تميز بمواصلة تفقد وتفتيش بعض وحدات الناحية، أين اطلع على الظروف العملية والتكوينية والتحضيرية لأفراد هذه الوحدات". وقد شدد الفريق قايد صالح، على "ضرورة التقيد الصارم بالتعليمات والتوصيات المسداة، حفاظا على الجاهزية القتالية في أعلى درجاتها، كما قام السيد الفريق بتدشين بعض المرافق الإدارية والبيداغوجية". وبمقر قيادة الناحية العسكرية الثانية - يضيف المصدر- التقى السيد الفريق بإطارات وأفراد الناحية، حيث ألقى كلمة تابعها جميع الأفراد وممثلي مختلف الأسلاك الأمنية عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، ذكر فيها بأهمية هذا اللقاء الذي "يأتي تزامنا مع استعداد بلادنا للاحتفال بالذكرى الإحدى والستين لاندلاع ثورة نوفمبر المظفرة، مبعث الفخر والاعتزاز ومنبت المقومات الثابتة لهويتنا الوطنية". وفي هذا الإطار قال نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي: "لقد أكد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، من خلال اعتزازه بإحياء أعياده الوطنية، على تمسكه الدائم بتمتين روابطه مع ذاكرته التاريخية، وعلى أنه جيش ثوري المنشأ والجذور، وطني القيم ونبيل الروح وعزيز النفس، وهي فضائل سامية لم تأت من فراغ، بل هي نتاج لتعلق أفراده بأخلاقيات نوفمبر الأغر ومبادئ ثورتنا التحريرية الخالدة، مبعث الفخر والاعتزاز ومنبت المقومات الثابتة لهويتنا الوطنية والمصدر الدائم للحس العملي والمهني الرفيع الذي يلهم أفراد قواتنا المسلّحة الشعور بالمسؤولية والالتزام بما أوكل إليهم من مهام وواجبات، بكل تضحية وصمود، وهي قيم ترسخت لديهم في ظل قيادة فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، وكانت وستبقى الدعامة الأساسية لتقوية عزائمهم والرفع من درجات انسجامهم". وأشار المصدر إلى أن الفريق قايد صالح "حرص على التأكيد مجددا أنه على أفراد قواتنا المسلّحة أن يكونوا على دراية دائمة بتسارع الأحداث في العالم، وما تحمله من مخاطر حتى يدركوا حجم التحديات الواجب رفعها والجهود اللازم بذلها". وأوضح بهذا الخصوص "أنه من المفيد، بل ومن الضروري أن يكون أفراد الجيش الوطني الشعبي وهم يؤدون مهامهم المهنية والتحضيرية ويسهمون بصفة متواصلة في تطوير قدرات قواتنا المسلحة والرفع من جاهزيتها القتالية، على علم بوتيرة المتغيرات وتسارع الأحداث في العالم، وعلى وعي تام بما تحمله من مخاطر وتهديدات حتى يدركوا حجم التحديات التي يتعين عليهم رفعها وحجم الجهود التي يستوجب عليهم بذلها بما يكفل حفظ استقلال الجزائر أرض الشهداء وأرض المبادئ الثابتة، ويسمح بالتصدي الصارم والقوي ودون هوادة لكل ما من شأنه الإساءة إلى عراقة تجانس المجتمع الجزائري وتلقائية روح الإخاء والتضامن لديه، الذي يمثل جدار الصد في مواجهة كل من تسول له نفسه، في الداخل والخارج، نية المساس بقدسية أرض الجزائر وبوحدتها الترابية والشعبية". وفي ختام الزيارة، قدم الفريق قايد صالح "تهانيه لجميع أفراد الجيش الوطني الشعبي بمناسبة قرب حلول السنة الهجرية الجديدة 1437، سائلا المولى عز وجل أن يسدد خطى جيشنا نحو دوام التطور، وأن يثبت أقدام أبناء الجزائر المخلصين ويشد على أيديهم لما فيه خير وطننا وعزته". بدوره، قدم اللواء سعيد باي، قائد الناحية العسكرية الثانية، عرضا شاملا حول الوضعية الأمنية بإقليم الناحية، وكذا ظروف التحضير القتالي والتكوين. وكان الفريق قايد صالح، قد قام خلال اليوم الأول من الزيارة رفقة اللواء سعيد باي، قائد الناحية العسكرية الثانية، بتفقد بعض الوحدات على غرار مدرسة التخصص في المطاردة "الشهيد محمد بورويس" بالمشرية بالقطاع العملياتي للنعامة، حيث استمع إلى عرض قدمه قائد المدرسة ليتفقد مختلف المرافق البيداغوجية ويطلع على ظروف التكوين، مسديا في هذا السياق "توجيهات وتعليمات بخصوص الاستعداد الدائم لمواجهة أي طارئ".وعند لقائه أفراد هذه الوحدات، حرص نائب الفريق قايد صالح على التذكير بأن "التحضير القتالي يمثل الأداة المثلى للحفاظ على الجاهزية القتالية المرغوبة المتماشية مع عظمة المهام الموكلة".وقال في هذا الإطار"أسعد دوما بلقائكم أنتم الذين تسهرون ليلا ونهارا على حسن الذود على حياض وطنكم في هذه المنطقة الحدودية الحيوية التي تستحق منكم اليوم، وكل يوم بأن تواصلوا جهد التحضير القتالي الذي يمثل الأداة المثلى للحفاظ على الجاهزية المرغوبة المتماشية مع عظمة المهام الموكلة. وأضاف بالقول إن "هذه المهام التي تتطلب من الجميع التحلّي بوعي رفيع بموجباتها وإرادة قوية وإصرار عازم على إتمامها في كافة الظروف والأحوال، لأن الجزائر تستحق من أبنائها المخلصين بأن يكونوا درعها الواقي الذي يكفل حفظها وحمايتها من كافة المخططات والدسائس المعادية، لاسيما ومنطقتنا بل والعالم أجمع يعيش تقلبات ومتغيرات تستوجب الانتباه إليها وأخذها في الاعتبار حتى تبقى الجزائر محفوظة بحفظ الله أولا وأخيرا، ثم بفضل تمسك الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، بسلوكيات وأخلاقيات الوفاء للوطن ولعهد الشهداء وتضحياتهم العظيمة".