ستشرع مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري، بداية الشهر المقبل، في عملية ترميم وسط المدينة، تمس كل عمارات شارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي، التي أحصي بها ما لا يقل عن 362 سكنا، حيث ستمس العملية، لأول مرة منذ الشروع في مختلف عمليات الترميم، الأجزاء المشتركة والأسطح، زيادة على الواجهات الأمامية وحتى الخلفية التي خصصت لها المصالح المالية غلافا ماليا يعادل ملياري سنتيم. وفي هذا الإطار، فقد تم تقسيم العملية إلى جزئين يخص الشطر الأول 19 عمارة تضم 154 مسكنا، بينما تخص العملية الثانية 29 عمارة تضم 208 مسكنا. من جهة أخرى، فقد أكدت المصالح التقنية التابعة لديوان الترقية والتسيير العقاري، أن الدراسات التقنية التي باشرتها المصالح المختصة، هي في المرحلة النهائية وأن الاهتمام الآن منصب في مجال اختيار المؤسسات التي من شأنها القيام بهذه الأشغال والانتهاء منها في الآجال المحددة في دفتر الشروط الذي تم إعداده لهذا الغرض، خاصة أن المسئولين المعنيين بتسيير هذا الملف يلحون في كل مناسبة على مسيري مختلف المؤسسات على ضرورة احترام الآجال والتقيد بها. وفي هذا الصدد، يؤكد عدد من المشرفين على العملية بأن الإجراءات القانونية الخاصة باختيار المؤسسات المشرفة على عملية الترميم، ستتم في المرحلة الأولى باختيار أولي للمؤسسات التي ستباشر عملها في ترميم أربع عمارات، تليها عملية الاختيار الخاصة بالعمارات الأخرى تباعا، حيث تم الشروع في إجراء الدراسة التقنية التالية الخاصة بعملية ترميم 34 عمارة. وكشف أحد مسيري ديوان الترقية والتسيير العقاري، بأن عملية مباشرة الأشغال ستتم على أقصى تقدير خلال الشهر المقبل، وذلك استكمالا للعملية التي تمت مباشرتها منذ أزيد من أربع سنوات في مجال ترميم العمارات الواقعة بوسط مدينة وهران البالغ عددها 400 عمارة، إضافة إلى 200عمارة أخرى واقعة ببلديتي ارزيو والمرسى الكبير والتي خصصت لها السلطات العمومية غلافا ماليا لا يقل عن 1500 مليار. في نفس السياق، فإن العملية الثانية الخاصة بالترميمات ستمس عمارات واقعة هي الأخرى بوسط المدينة، ولكن بشارع معطى محمد الحبيب، في الوقت الذي سيتم فيه، بعد الانتهاء من هاتين العمليتين، التوجه إلى ترميم عدد من العمارات الأخرى الواقعة بحي سيدي الهواري، خاصة أن الدراسات التقنية المتعلقة بكافة عمليات الترميم المتعلقة بالعمارات المعنية قد تم الانتهاء منها. وقد مست العملية 86 عمارة وسط المدينة والعمل متواصل على مستوى 28 عمارة أخرى، حيث يتم مع كل عملية إعداد تقرير خاص وتقديمه إلى المصالح التقنية والإدارية المختصة المتابعة للملف، ليتم بعد ذلك إجراء الدراسات التقنية المتعلقة بالانتهاء من عملية الترميم على مستوى كل عمارة على حدة، خاصة أنه تم خلال العمليات الأولى إبداء الكثير من الملاحظات السلبية، بسبب تسجيل بعض التجاوزات من طرف المؤسسات المشرفة على العملية، التي تقوم بسد الثقوب في الواجهات وترميم الشرفات وبعدها القيام بطلاء العمارات التي تبدو كأنها جديدة، لكن مع مرور الوقت تظهر العيوب، ما جعل السلطات العمومية المشرفة على العملية تبدي الكثير من الحزم في عمليات الرقابة وإجراء الخبرة التقنية اللازمة قبل القيام بآي عملية دفع ما لم تحترم المؤسسات الكلفة بالعملية بنود دفتر الشروط بحذافيرها. وقد واجهت المشرفين على عملية الترميم، عدة صعوبات، ما جعل بعض أصحاب المقاولات يفضلون الانسحاب وتوقيف الأشغال التي شرعوا فيها، رغم تنصيب الورشات على مستوى الكثير من العمارات. يذكر، بالمناسبة، أن الكثير من العمارات التي استفادت من عمليات الترميم استعادت جمالها ورونقها، وذلك من خلال استعمال التقنيات العصرية والحديثة التي تعنى بحماية هيكل العمارة والحرص على تقويته، من خلال استخدام المواد الأصلية في عمليات الترميم والبناء وأنه لا يتم استعمال مواد أخرى إلا في الحالات الضرورية والقصوى، ليتم بفضل هذه العملية التخلص الكلي والنهائي من مختلف مظاهر التلف الذي تتعرض له العمارات الواقعة أساسا وسط المدينة، بسبب العديد من العوامل الطبيعية مثل الأمطار والرياح وغيرها من العوامل الأخرى المتعلقة بالإنسان في حد ذاته.