يعد المطرب الشاب علاء بوعزيز واحدا من الأصوات المتألقة في عالم الطرب الشعبي العصري بسكيكدة، حيث استطاع بصوته الشجي أن يضفي على هذا النوع من الغناء نكهة خاصة به... "المساء" التقته بقصر الثقافة والفنون لسكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة الفنية. "المساء": من هو الشاب علاء بوعزيز؟ علاء: شاب من مدينة سكيكدة يحب الطرب الشعبي حتى النخاع من مواليد 1990. ❊ كيف كانت بدايتك الفنية؟ ❊❊ قد لا أكون مخطئا إن قلت لكم بأن الفن سكنني منذ أن فتحت عيني على هذا الكون، فقد نشأت في عائلة فنية فوالدي ناصر بوعزيز كان عازفا ماهرا على آلة الكمان و له يعود كل الفضل في أن وجدت نفسي أقتحم هذا العالم من بابه الواسع، فقد كنت أحضر العديد من الحفلات والتظاهرات الفنية التي كان يشارك فيها زيادة على هذا العامل، فقد كنت مولعا بالاستماع للعديد من الفنانين المختصين في الشعبي من بينهم المرحوم كمال مسعودي الذي تأثرت به كل التأثر خاصة بنبرته الدافئة وإحساسه العالي الذي أعطى للشعبي لمسة عصرية خاصة، الأمر الذي زاد في تشجيعي لولوج هذا العالم الفني المتميز منذ الصغر بعد أن رحت أتعلم العزف على العديد من الآلات الموسيقية، لكن أهم تحول كبير في مساري الفني هو انخراطي في بعض الجمعيات الفنية كجمعية الفن والأصالة وجمعية روسيكادا التي اكتسبت منها تجربة كبيرة ومن خلالها تعرفت على الفن الأندلسي و على مدارسه الفنية، كما اكتشفت أيضا موهبتي في الغناء لأقوم بصقلها بعد احتكاكي بشيوخ الفن الأصيل بسكيكدة وإنشاء فرقة موسيقية خاصة بي مازلت إلى يومنا هذا أنشط معها. ❊ متى كان أول ظهور لك أمام الجمهور؟ ❊❊ أول ظهور رسمي أمام الجمهور سنة 2011 في نهائيات المهرجان الوطني للأغنية الشعبية بالجزائر العاصمة حيث تحصلت على الرتبة الثامنة، كما شاركت أيضا في طبعة 2012 من نفس المهرجان التي خصصت لتكريم الشاعر "سيدي لخضر بن خلوف" وخلالها قدمت قصيدة "الأمانة". وبداية من هذه السنة، بدأت المشاركة في العديد من الحفلات الوطنية والمحلية كما كان لي حضور أيضا في برامج الإذاعات والقنوات الجزائرية العامة والخاصة. ❊ ما نوع الغناء الذي تؤديه؟ ❊❊ أؤدي الطرب الشعبي عموما، لكن أميل أكثر إلى الشعبي الذي يعتمد على اللمسات العصرية سواء في الألحان أو في الكلمات أوكما يصطلح عليه بالشعبي العصري. ❊ لماذا هذا النوع بالذات؟ ❊❊ لأن الفن الشعبي بوجه عام يرتكز أكثر ما يرتكز عليه على عدة عناصر أساسية وواضحة من طبوع متنوعة وكلمات راقية جدا وألحان متناسقة جميلة تتلاءم مع الكلمات المستمد معظمها من قصائد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، أما الشعبي المعاصر بوجه خاص فهو لون يعتمد على الألحان والكلمات الجديدة البسيطة الصادقة المواكبة للعصر والمستمد أغلبها من الواقع الذي نعيشه، لهذا السبب أعتبر الأغنية الشعبية هي المعبرة عن كيان المجتمع الجزائري و كما تجسد تراثه وثقافته الأصيلة التي تمزج بين الأصالة والمعاصرة و لهذا أقول لكم كما يقولون: إن الذي لا يتقدم فهو بطبيعة الحال يتأخر وبعبارة ملخصة أقول إن الشعبي هو دين وأخلاق وتربية. ❊ من هم الفنانون الذين تأثرت بهم؟ ❊❊ أهم شخصية فنية تأثرت بها هي الفنان الراحل المرحوم كمال مسعودي فمنذ صغري وأنا أستمع لأغانيه من خلال الأشرطة، فكنت أجده فريدا من نوعه وخاصة أداءه المليء بالأحاسيس والمشاعر الصادقة الذي أعطاها لمسة عصرية فأصبح صوته لا يفارقني بل سكن دمي ولهذا أجد نفسي دائما أقوم بأداء أغانيه الخالدة كلما سنحت لي الفرصة وإضافة إلى كمال مسعودي فأنا جد متأثر أيضا بالشيخ عمار الزاهي أطال الله في عمره والمرحومين الشيخين بوجمعة العنقيس والهاشمي قروابي". ❊ كيف تنظر إلى الأغنية الشبابية؟ ❊❊ إذا كان المقصود هنا الأغنية الهابطة والرديئة فأنا ضد هذا النوع من الأغاني لأنه لا يعتمد على أي أساس فني، لا كلمات ولا ألحان، بل كلها كلمات يخجل الإنسان من سماعها لوحده فما بالكم مع العائلة، أما إذا كان القصد أغنية الراي أو الراب أو أي نوع فني يعتمد على ألحان وكلمات واضحة محترمة هادفة فهنا تصبح قضية أذواق، ولكل ذوقه، فهناك من يهوى الشعبي أو المالوف أو الراي أو الشاوي.. وباختصار فأنا أميل إلى الغناء النظيف النقي الذي يمكن سماعه في العائلة لأن الفن حتى يؤدي رسالته النبيلة يجب أن يكون فنا نظيفا راقيا. ❊ كيف يمكننا ترقية الأغنية الجزائرية؟ ❊❊ أعتقد أن ترقية الأغنية الجزائرية عموما يكون بإعطائها المكانة التي تليق بها من خلال تمكينها من الظهور على أكبر نطاق حتى تستقطب عددا أكبر من الجمهور خاصة من فئة الشباب وكذا إعطاء الفرص بالتساوي للشباب الموهوب لإبراز إمكانياته باحتكاكه مع كبار مطربي الأغنية الجزائرية وبمقابل ذلك يجب التضييق على الأغنية الهابطة وعدم إعطائها مجالا للانتشار لأنها لا تمت بأية صلة مع تراثنا الفني الجزائري. ❊ مشاريعكم؟ ❊❊ إن شاء الله بصدد إنجاز دراسة لمشروع أول ألبوم سيكون مزيجا بين إعادة بعض أغان المرحوم كمال مسعودي و أغان جديدة. ❊ كلمة أخيرة؟ ❊❊ أشكر يومية "المساء" جزيل الشكر على هذا الحوار والاهتمام الذي توليه للشباب الموهوب وأتمنى من العاملين على الثقافة الجزائرية عموما وفي سكيكدة خصوصا أن يمنحوا لنا الفرصة للظهور. كما أتمنى أن أكون أحد المساهمين في ترقية الفن الجزائري بوجه عام.