لازالت الأعصاب متشنجة بمعاقل أنصار مولودية وهران بعد سلسلة النتائج السلبية التي ما فتئ يحققها فريقهم منذ بداية الموسم الجاري، وهم الذين كانوا يأملون في رؤية مولوديتهم تتصدر المقاعد الأمامية، بعد الكلام الوردي الذي سمعوه من المدرب جان ميشال كافالي، الذي تباهى كثيرا بالرتبة الثالثة التي حققها مع الفريق الموسم الماضي، والتي وصفها بالإنجاز غير المسبوق، والذي سينادي بإنجازات أخرى، خاصة على المستوى الإفريقي؛ إذ سيكون الفريق الوهراني مطالَبا بتشريف ألوانه والوطن ككل في منافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم التي ترشح إليها. لكن الواقع الحالي صدم الأنصار والمتتبعين على حد سواء، وأصبحوا في حيرة من أمرهم من تقلب حال المولودية من القوة إلى الضعف. وبتكرار الطلات المخيّبة ليس خارج الديار فحسب بل وداخلها أيضا، حيث ضيّع نقاطا ثمينة بسذاجة قد يندم عليها في مرحلة العودة، التي ستكون ملتهبة على الجميع، وبالأخص أصحاب المراتب الخلفية، ومنها مولودية وهران والخوف من الغرق أكثر هو الذي دفع العديد من الفرق إلى الانفصال عن مدربيها الواحد تلو الآخر، وهو ما انتظره محبو المولودية بعد التعادل المخيب أمام شبيبة الساورة في الجولة الماضية، غير أن رئيس الفريق بلحاج أحمد المعروف ب"بابا"، قرر تجديد الثقة في مدربه. وهناك من يتحدث عن فرصة أخيرة ممنوحة لكافالي في المباراة القادمة التي ستلعبها المولودية بميدان اتحاد الحراش، في حين تتحدث مصادر عن ربط "بابا" بقاء كافالي بشروط لا مناص لهذا الأخير من قبولها إن هو رغب في تمديد تواجده بين أحضان "الحمراوة". ومن بين هذه الشروط إقحام بعض اللاعبين الذين ظلوا مهمشين، حسب رئيس الفريق، وعودة المسيّرين عبد الحفيظ بلعباس، كريم حساني وتوفيق بلحسن، والذين يرى فيهم "بابا" دعما للفريق، لخبرتهم في التعامل مع مثل هذه الوضعية الصعبة التي يوجد فيها، وسحب البطاقة البيضاء من المدرب كافالي فيما يخص عملية الانتدابات الشتوية، طبعا إن بقي هذا الأخير في منصبه إلى غاية تلك الفترة. ويكون "بابا" أسرّ لمقربيه أنه هو من سيتكفل بالتدعيمات، وسيترك فقط لمدربه تحديد المناصب التي تشكو خصاصا لتدعيمها، ومرد ذلك التصريحات الأخيرة لكفالي، والتي برر فيها تعثر المولودية أمام الساورة بمحدودية التعداد الذي بين يديه، وبفشل استقدامات الصيف، وهي التصريحات التي لم يتجرعها "بابا"، ورأى فيها تهربا من المدرب في تحمّل مسؤولياته مادام لم يقدّم حسب "بابا" تبريرات مقنعة عن فشله في قيادة مولودية وهرن لتحقيق نتائج إيجابية إلى حد الآن. وكان المدرب الفرنسي أجّل حصة الاستئناف التي كانت مقررة يوم الإثنين إلى يوم أمس، بحجّة التعب النفسي الذي تشكو منه تشكيلة المولودية، بحسب كافالي، الذي سيكتفي، وفق ذلك، بثلاث حصص فقط قبل شدّ الرحال إلى ملعب أول نوفمبر بالحراش لمجاراة الاتحاد المحلي بعد غد الجمعة، بداية من الساعة الثالثة بعد الزوال. حلايمية خارج الخدمة وبلعباس بين بين من جانب آخر، لاتزال الشكوك تحوم حول مشاركة المدافع القوي فريد بلعباس، الذي كان تخلّف عن مشاركة المولودية ضد الساورة في آخر لحظة بسبب آلام على مستوى الرقبة. واستفاد المدافع الوهراني من يومين للراحة، في انتظار الفصل النهائي في مشاركته من عدمها ضد الحراش من قبل طبيب الفريق. أما زميله الشاب حلايمية، فسيجبَر على الراحة لمدة شهر.