أدان الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز الممارسات القمعية التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي ضد السكان الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية. وجاءت إدانة الرئيس الصحراوي خلال ندوة صحفية نشّطها عشية انطلاق الطبعة ال 40 للندوة الأوروبية، للتضامن مع الشعب الصحراوي "أوكوكو" بالعاصمة الإسبانية مدريد. وقال إن الصحراويين بالمدن المحتلة تعرضوا لحملات قمع شرسة بمناسبة الزيارة التي قام بها العاهل المغربي محمد السادس في السابع نوفمبر الجاري إلى العيون المحتلة، بمناسبة ما تسميها الرباط "المسيرة الخضراء"، ولكنها "مسيرة سوداء" بعدما احتلت أرضا ليست أرضها وشتّتت وشردت شعبها. وأكد أن السلطات المغربية وضمن مسعى لإنجاح تلك الزيارة، زجّت بما لا يقل عن 140 ألف مغربي، معظمهم من رجال الأمن والجيش والدرك مارسوا كل أشكال التخويف والترهيب لحمل الصحراويين على عدم الخروج إلى الشارع للتنديد بزيارة الملك. وهي زيارة أكد الأمين العام لجبهة البوليزاريو، أنها استفزاز آخر للشعب الصحراوي، وتتعارض وجهود السلام التي يقوم بها المجتمع الدولي. وهو ما جعله يندد بشدة برفض المغرب التعاون مع المجموعة الدولية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية، داعيا إياها إلى الضغط على المحتل المغربي؛ من أجل إنهاء احتلال الأراضي الصحراوية. وقال الرئيس عبد العزيز إن "رفض المغرب كل الحلول الديمقراطية واللوائح ذات الصلة التي تمكّن من إنهاء النزاع في الأراضي الصحراوية المحتلة من خلال تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، يشكل تهديدا لمنطقة المتوسط والساحل بمجملها"، بل وحذّر من أن "إنتاج وتصدير المخدرات من طرف المغرب، يشكل تهديدا آخر ليس لإفريقيا فحسب، بل لأوروبا كذلك". وتختتم اليوم بالعاصمة الإسبانية مدريد، أشغال الدورة ال 40 للندوة الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي "أوكوكو"، التي تُعد أهم المواعيد الأوروبية لتأكيد الحركة التضامنية مع الشعب الصحراوي. وكان بيار غالان رئيس "أوكوكو" ورئيس اللجنة البلجيكية للتضامن مع الشعب الصحراوي، أكد عشية انطلاق أشغال الندوة، أنه "سيتم مع المشاركين القادمين من أمريكا اللاتينية وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وحتى من آسيا، بحث كيفية دفع الأممالمتحدة للاضطلاع بمهمتها". ودعا إلى تجنّد دولي واسع من أجل تعجيل مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية التي يحتلها المغرب منذ 40 سنة. وكانت اللجنة البلجيكية نظمت تجمعا أمام مقر الأممالمتحدة بالعاصمة بروكسل، لتذكير المنظمة الأممية بالتزاماتها التي اتخذتها منذ 24 عاما بشأن تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. وردد المشاركون؛ من مواطنين وممثلي عدة منظمات بلجيكية، هتافات، ورفعوا شعارات طالبت بضرورة إيفاء الأممالمتحدة بالتزاماتها في تنظيم استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية. ومع إطالة أمد النزاع في الصحراء الغربية تستمر مأساة شعب هذا الإقليم المحتل الذي يعيش جزء منه في اللجوء، في ظروف معيشية صعبة، زادتها التقلبات الجوية في الفترة الأخيرة تعقيدا. وفي هذا السياق، أكد سادراك بارتراند مانتاندا مندوب فرق التدخل في حالة حدوث كوارث بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن الوضع الإنساني للاجئين الصحراويين يحتاج في الظرف الحالي إلى "مزيد من الدعم". وأكد أن الهدف من هذه الزيارة التي تُعد الأولى من نوعها منذ سنة 1975 لمسؤول الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، هو "إرسال مساعدات إنسانية عاجلة بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، تقدَّر قيمتها المالية بحوالي 250 ألف فرنك سويسري، لمساعدة ما يناهز 40 ألف منكوب". وفي سياق الدعم الدولي للاجئين قررت الحكومة النرويجية تقديم مساعدات إضافية بقيمة خمسة ملايين كرونة لصالح المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت مخيمات اللاجئين الصحراويين. وقال وزير الخارجية النرويجي بارغ بريندا في رسالة بعث بها إلي تريني غراندي زعيمة الحزب الليبرالي النرويجي ورئيسة المجموعة البرلمانية النرويجية لأصدقاء الصحراء الغربية، إن هذه "المساعدة الإضافية سيتم صرفها عبر برنامج الغذاء العالمي، الذي يساهم في تنسيق المساعدات الغذائية في مخيمات اللاجئين الصحراويين". وذكر الوزير في رسالته بأن "حالة اللاجئين الصحراويين تمثل إحدى الأزمات المنسية في العالم"، مضيفا أن الصحراء الغربية كانت مستعمرة إسبانية، ثم احتُلت عسكريا من قبل المغرب قبل أن تخضع لتصفية الاستعمار؛ حيث فُرض على أكثر من نصف سكان الإقليم اللجوء منذ 40 سنة.