تسير التشكيلة الشلفية نحو ترك المراتب الأولى وتضييع حلم الصعود الذي يراود الجميع بالنظر إلى النتائج التي بات يحققها وإهدار نقاط كانت مهمة لمسيرة الشلفاوة في البطولة، كانت آخرها هزيمة قاسية لم يهضمها الجميع وخاصة الجوارح أمام شباب باتنة. وقد يكون السبب، حسب المتتبعين، الانطلاقة السيئة للفريق؛ فلا أداء مقنع إلى حد الآن خاصة داخل القواعد، ولا نتائج تقلل من "حيرة" المناصر المغلوب على أمره، ولا العناصر التي أصبحت لا تقدّم ما يُنتظر منها. ولعل الهزيمة الأخيرة غير المنتظرة أمام شباب باتنة داخل الديار خيبت جميع آمال أنصارها، بل طرحت الكثير من الأسئلة: ماذا يحدث داخل التشكيلة الشلفية؟ مما جعل الأنصار في قمة الغضب بعد نهاية المباراة، محملين الجميع مسؤولية ما يحدث لفريقهم والهزيمة والتعثرات الأخيرة في الجولات الماضية. والأكيد أن تعثر أولمبي الشلف الأخير بعقر الديار ليس معناه أن الفريق كان ضعيفا، على العكس؛ فإن التركيبة الباتنية أكدت، للمرة الألف، أنها تشكيلة تسعى لاستعادة أمجادها الضائعة منذ سنوات، وأنها مدرسة كروية عريقة وكبيرة بقيادة المدرب رشيد بوعراطة، الذي يحقق نتائج رائعة مع أبناء الأوراس منذ إشرافه على تدريبه والعمل على عودة الفريق إلى الدوري الأول المحترف. وفي المقابل فإن نجوم الشلف كزازو، مسعود، بن شرقي وبوسعيد بدأ بريقها يأفل، والحل، حسب الأنصار، إما تجديد روح الفريق من خلال تدعيمه بعناصر جديدة تعيد الفريق إلى سكته الحقيقية، وإما قرارات حاسمة وحازمة من أصحاب الحل والربط في الفريق قبل أن تواصل سفينة الشلف غرقها وينطبق الكلام على ما قاله أحد الأنصار، بأن الصعود بهذه التشكيلة صعب المنال إن لم تتحرك الإدارة قصد تدعيم التشكيلة بعناصر تكون في المستوى من جهة، وفرض الصرامة والانضباط من جهة أخرى مع تحميل الجميع المسؤولية. ويبقى السؤال الذي يطرحه الأنصار بشدة هذه الأيام، من يتحمل مسؤولية الإخفاقات خاصة الأخيرة؛ تعادل الشلف واتحاد بلعباس، وخسارتين متتاليتين أمام شبيبة بجاية ببجاية، وشباب باتنة بملعب الشلف، واحتلال المرتبة الخامسة برصيد 19 نقطة، ومضايقة من فرق أخرى أصبحت تهدد الشلفاوة؛ حيث أصبح الفارق لا يتعدى النقطة أو النقطتين، على سبيل المثال برج بوعريرج، شبيبة سكيكدة ومولودية العلمة، وكلها فرق تحاول العودة إلى الدوري المحترف الأول، بل وتسعى إلى تحقيق ذلك. وإذا تحدثنا عن التشكيلة فإنها لم تظهر بالمستوى المنتظر بعد مرور 13 جولة كاملة، حيث ظهرت مشتتة في كامل الخطوط بكرات عشوائية وضائعة، وسوء التركيز الذي ميّز اللاعبين طيلة المباراة؛ ما جعلهم يضيّعون كرات سهلة إلى جانب نقاط المباراة التي كان سيكون وزنها من ذهب على ميدانهم. ويبقى سخط أنصار أولمبي الشلف على النتيجة والأداء الذي قدّمه اللاعبون في اللقاء الأخير، دليلا على عدم رضاهم الكامل على ما يقدمه أشبال والام إلى حد الآن، وقد يكون القادم من الجولات الأصعب في مشوار الفريق الشلفي إن لم يقم الطاقم بما ينتظره من تصحيح للأخطاء، والعمل على تشحين اللاعبين والرفع من معنوياتهم والحديث إليهم والعمل على تحميلهم المسؤولية الملقاة على عاتقهم بإعادة فريقهم إلى مصاف فرق الدوري المحترف الأول، مهمة صعبة لكنها ليست بالمستحيلة.