أثبت المنتخب الوطني الأولمبي المكون 100 بالمائة من اللاعبين المحليين، أن هذه الفئة تحتاج فقط إلى قليل من الاهتمام لتحقق أحسن النتائج، وهذا بعد تأهل "الخضر" إلى الدور نصف النهائي من كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة التي تجري وقائعها بالسنغال بعد تعادلهم يوم السبت الماضي في داكار أمام نيجيريا بصفر مقابل صفر في الجولة الثالثة من المجموعة الثانية، حيث لم ينهزم الفريق الأولمبي في أي مباراة منذ دخوله هذه المنافسة بعد أن سجل التعادل أمام مصر بهدف لمثله، وفاز على مالي بهدفين لصفر. وكان مشوار المنتخب الوطني إيجابيا في هذه المرحلة الأولى من النهائيات الإفريقية، قبل مباراته القادمة ضد منتخب جنوب إفريقيا، فبعد أن أنهى "الخضر" دور المجموعات في المرتبة الأولى برصيد خمس نقاط، تفادى مواجهة منتخب السنغال، الذي أنهى، هو الآخر، الدور الأول في المرتبة الأولى في مجموعته الأولى، فالتقابل مع منتخب البلد المنظم سيكون صعبا، وهذا بسبب الضغط الكبير الذي سيكون مفروضا على الفريق الخصم مهما كانت قوّته. ومن حسن حظ المنتخب الجزائري الأولمبي، أنه سيواجه جنوب إفريقيا في المباراة نصف النهائية، وكله عزم على تخطي عقبة "البافانا بافانا"، من أجل ترسيم تأهله إلى الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو في صيف 2016 بعد أن وضع خطوته الأولى في ذلك، من خلال محاولته تنشيط النهائي، أو على الأقل إنهاء مغامرته الإفريقية في المرتبة الثالثة المؤهلة مباشرة إلى ألعاب ريو دي جانيرو، وتفادي لعب اللقاء الفاصل ضد فريق من آسيا الذي يحصل على نفس المرتبة. وزاد التأهل إلى نصف النهائي اللاعبين تحفيزا، الذين أكدوا على إرادتهم القوية في بلوغ المباراة النهائية. ولم يبق أمام محليّي المنتخب الوطني سوى 90 دقيقة من أجل تحقيق الحلم وعودة الجزائر إلى الألعاب الأولمبية بعد 35 سنة من الغياب. ويبدو أن هذا الجيل الجديد يريد رفع التحدي من جديد وتحقيق ما حققه أسلافهم من جيل الثمانينات. وسيواجه "الخضر" جنوب إفريقيا يوم 9 ديسمبر الجاري، في لقاء مهم ومصيري للجزائر، وسيكون تاريخيا أيضا بالنسبة لهؤلاء اللاعبين، الذين لم يسبق لأي كان وأن وثق في إمكانياتهم قبل بداية البطولة الإفريقية، خاصة بعد أن انهزموا في المبارتين الوديتين التحضيريتين اللتين لعباها ضد كل من شباب بلوزداد والمنتخب الأولمبي التونسي، إلا أن ثمار التحضيرات التي أجروها منذ مدة ومنذ قدوم المدرب السويسري أندري بيار شورمان، بدأت تُجنى الآن، ولم يبق على تذوّق طعمها سوى مباراة واحدة، ليتلذذ اللاعبون بحلاوة المشاركة في الألعاب الأولمبية بالبرازيل.