بعد الحفل الباهر الذي أحيته الأركسترا السيمفونية الوطنية الجزائرية بجانت، ستنشّط هذه المرة حفلين بالمسرح الوطني، تقدم فيهما أوبيريت روسيني "حلاق إشبيليا"، بمشاركة فنانين من المجر، البيرو، الولاياتالمتحدةالأمريكية، فرنسا، بلجيكا وبوركينا فاسو. وستحيي الأركسترا حفلها الجديد غدا وبعد غد بالمسرح الوطني ابتداء من الساعة السابعة مساء. وبهذه المناسبة نشّط مديرها السيد عبد القادر بوعزارة رفقة قائدها أمين قويدر، ندوة صحفية أمس بالمعهد الوطني العالي للموسيقى، للحديث عن برنامج هذه التظاهرة التي تقدم فيها الأوبيرات الشهيرة لروسيني بعنوان: "حلاق إشبيليا". وقال أمين قويدر إن سبب اختيار هذه الأوبرات يعود إلى الرغبة الشديدة للأركسترا في تشييد جسر متين بين الدول في عالم يعرف اهتزازات كبيرة، حيث عرفت إشبيلية تطورا في الموسيقى الأندلسية التي تُعد أصل الموسيقى الكلاسيكية الغربية، كما احتضنت التنوع الثقافي السائد في فترة حكم المسلمين للأندلس. وقدّم قويدر عدة أرقام تخص الأركسترا، فقال إنها قدّمت أكثر من 40 حفلا السنة الفارطة من بينها تلك التي تعنى بالسيمفونيات وكذا الأوبرات، إضافة إلى حفلات تربوية وأخرى قُدمت في الجامعات. وشاركت في 12 مهرجانا، ونظمت المهرجان الخاص بها شهر سبتمبر الماضي، الذي عرف مشاركة 300 فنان أجنبي. ويهتم قويدر بتقديم مختلف الأنواع الموسيقية، مؤكدا، في هذا السياق، على قدرة أعضاء الأركسترا على عزف مختلف السيمفونيات العالمية؛ نظرا للكم الكبير للحفلات التي أقامتها وكذا التدريبات التي اعتمدت عليها، والمقدَّرة ب 400 تدريب في السنة الماضية. من جهته، عاد عبد القادر بوعزارة إلى تاريخ تأسيس الأركسترا السيمفونية الوطنية الجزائرية، فقال إنها تأسست سنة 1992 ولم تر النور إلا سنة 1997 مع عبد الوهاب سليم، كما نوّه بالنظرة الاستشرافية للحكومة الجزائرية التي اهتمت بإنشاء مؤسسات ثقافية في زمن كانت الجزائر تئن تحت وطأة الإرهاب. وكشف مدير الأركسترا عن إحياء هذه الأخيرة حفلات في 47 ولاية منذ 2004، مضيفا أنه يعتزم إحياء حفل في الولاية المتبقية "تندوف" قبل نهاية السنة الجارية، ليؤكد أن الأركسترا تُعد واحدة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الجزائر بعد الاستقلال. بالمقابل، تحدّث بوعزارة عن الفقيد الفنان خير الدين صاحبي الذي قُتل في الأحداث الأخيرة التي عرفتها باريس، وهو الذي تتلمذ على يديه، وتخرّج من المعهد الوطني العالي للموسيقى، ليلتحق بجامعة السربون، مضيفا أن الراحل كان يهدف إلى إنشاء مدرسة لتعليم أبجديات الموسيقى بعد عودته إلى الجزائر. للإشارة، تشارك في هذين الحفلين أسماء موسيقية، من بينها: أوليفي توزيس، مريستوف تسيول، مارك سوشي، بيار أيمانويل روبي، غابريالا بالقوفا، في أفوغلان ورودي فارنانديز كاردناس.