أصبحت العاصمة اليمنية صنعاء الهدف الأول لقوات التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، الداعمة للقوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي بهدف استرجاعها من قبضة المسلحين الحوثيين. وتمكنت القوات الحكومية اليمنية المدعومة بقوات التحالف العربي وقبائل المنطقة من الوصول إلى مشارف صنعاء من الجهة الشرقية بعد استرجاعها عدة مناطق بمحافظة مأرب المجاورة. وأكدت مصادر عسكرية يمنية، أمس، أنها تتواجد حاليا على بعد 40 كلم من العاصمة وتفرض حصارا على قاعدة عسكرية تابعة للحوثيين لا تفصل بينها وبين العاصمة صنعاء سوى سلسلة جبلية. وليس ذلك فقط فقد واصلت القوات الحكومية زحفها باتجاه المحافظات الغربية ومحافظتي عمران وصعدة اللتين تعدان المعقل التقليدية لجماعة "أنصار الله" التي يقودها عبد المالك الحوثي. وهو معطى من شأنه النسف بمحادثات السلام الجارية بسويسرا بين طرفي الصراع في اليمن والتي تسعى من خلالها الأممالمتحدة الى إيجاد مخرج لازمة يمنية مستمرة منذ أكثر من عام. وأكد أن ما كان يخشاه المبعوث الأممي إلى اليمن وقع فعلا بعد أن انهارت الهدنة التي طالبت بها الأممالمتحدة بين فرقاء الحرب في هذا البلد على أمل توفير الأجواء المناسبة لإطلاق عملية تفاوضية واحتواء تداعيات حرب أهلية بالطرق السلمية. ولم يخف إسماعيل ولد الشيح أحمد، أمس، قلقه البالغ إزاء خرق وقف إطلاق النار المعلن في اليمن بالتزامن مع استئناف جولة جديدة من المحادثات السياسية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين يوم الثلاثاء الماضي بسويسرا. ولم يدم وقف إطلاق النار الذي بدأ سريان مفعوله ليلة الاثنين الى الثلاثاء سوى يومين قبل أن تتجدد المعارك وعمليات القنبلة الجوية بأكثر ضراوة في مختلف المحافظات اليمنية. وشنت القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المدعومة بقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية عمليات عسكرية واسعة النطاق مكنتها من استعادة سيطرتها على مدينة حزم في شمال البلاد من قبضة المتمردين الحوثيين. كما تمكنت من دخول مدينة حراضه الواقعة على مقربة من ميناء ميدي على البحر الأحمر الواقع تحت سيطرة الحوثيين منذ عام 2010 بعد معارك ضارية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى في صفوف هؤلاء. وأكد شهود عيان، من جهة أخرى، تمكن القوات الحكومية من بسط سيطرتها على منطقة جبل الصلب احدى ضواحي محافظة صنعاء لتكون بذلك أول منطقة تسترجعها القوات النظامية بهذه المحافظة التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين الحوثيين منذ نهاية العام الماضي. وجاءت هذه الانتصارات العسكرية للقوات النظامية يومين بعد إقدام المتمردين على إطلاق صاروخين باليستيتين باتجاه الأراضي السعودية تمكنت أنظمة الدفاع الجوي في هذا البلد من التصدي لواحد وتفجيره جوا بينما سقط الثاني على محافظة نجران في داخل العمق السعودي على الحدود اليمنية. وذكرت قيادة التحالف العربي أنها حتى وان كانت حريصة على إنجاح مفاوضات السلام المتواصلة بسويسرا إلا أنها أكدت بأنها غير معنية بالهدنة كلما استشعرت أن أمن المملكة السعودية في خطر. وأكد متحدث باسم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين أن إطلاق الصاروخين جاء ردا على انتهاك قوات الرئيس هادي لقرار الهدنة. ووسط تقاذف مسؤولية خرق هذا القرار بين أطراف الصراع في اليمن وجد المبعوث الاممي إلى هذا البلد نفسه في حرج بالغ وراح طيلة اليومين الأخيرين يحاول جاهدا إقناع الجانبين المتصارعين بالعودة الى طاولة المفاوضات. وكان وفد الحوثيين المفاوض قد غاب صباح الجمعة عن جلسة المفاوضات احتجاجا على ما وصفه بعجز الأممالمتحدة على فرض وقف إطلاق النار على الطرف الآخر. وتواصلت، أمس، المحادثات بسويسرا في غياب الوفد الحوثي حيث أصدر المبعوث الاممي بيانا قال فيه إن الأطراف اليمنية توصلت إلى اتفاق حول إيصال المساعدات إلى السكان المدنيين في مختلف محافظات البلاد سارع الحوثيون الى الاحتجاج على مضمونه بقناعة أنهم لم يوقعوا عليه. وترعى الأممالمتحدة، منذ الثلاثاء الماضي، محادثات سلام بين الأطراف اليمنية تزامن معها الإعلان عن وقف إطلاق النار غير أن المعارك على الأرض استمرت في كل من تعز والضالع والبيضاء ومأرب والجوف ضمن منحنى تصعيدي قد ينسف بمفاوضات سويسرا.