تنطلق الثلاثاء بسويسرا تحت إشراف الأممالمتحدة, محادثات سلام بين طرفي الأزمة في اليمن, الحكومة الشرعية و المتمردين الحوثيين, الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء و مدن أخرى تزامنا مع بدء سريان وقف إطلاق النار, في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات على الأرض بين ميليشيات الحوثيين و القوات اليمنية مدعومة بقوات التحالف العربي. وقبل طرفي الصراع الذي احتدم في اليمن بعد استيلاء المتمردين الحوثيين على دواليب الحكم و مؤسسات الدولة اليمنية منذ سبتمبر 2014, الأسبوع الماضي, الدخول في مفاوضات تهدف إلى وقف إطلاق النار شامل ودائم يحقن دماء اليمنيين. وجاء قرار المحادثات في سويسرا بعدما أجرى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ خلال الأشهر الماضية جولات مكثفة التقى خلالها الأطراف اليمنية والفاعلين الاقليميين والدوليين بالشأن اليمني في إطار التحضيرات لعقد جولة مشاورات جديدة بين الأطراف اليمنية بعد فشل جولتين سابقتين. محادثات من أجل تحقيق اتفاق دائم و شامل لإطلاق النار وبعد موافقة الأطراف المعنية بالنزاع اليمني على إتاحة الفرصة لحوار سلمي جديد حث المبعوث الأممي ولد الشيخ " جميع الفرقاء إلى الالتزام بوقف إطلاق النار اعتبارا من 15 ديسمبر الجاري من أجل تأمين بيئة مؤهلة لإجراء مباحثات السلام وانقاذ الأرواح وإعطاء اليمنيين فترة من الهدوء" بعد أعمال العنف التي دارت خلال الأشهر الماضية. وتهدف هذه المشاورات إلى التوصل إلى اتفاق دائم وشامل لإطلاق النار وتحسين الوضع الانساني واستئناف عملية الانتقال السياسي المنظمة, حسب المسؤول الاممي الذي أكد أن الحل السياسي و الحوار السلمي الجامع "هو الوحيد الكفيل" بإنهاء الأزمة في اليمن و "إعادة الثقة والاحترام المتبادل". وأعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الثامن من ديسمبر أن وقف إطلاق النار حدد بسبعة أيام قابلة للتجديد. وتسعى هذه الجولة من المحادثات إلى وضع خطة لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بما فيها القرار رقم 2216 لإعادة البلاد إلى مسار الانتقال السياسي بناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني. و ينص القرار 2216 ضمن بنوده على انسحاب المتمردين الحوثيين و المليشيات و الجماعات المسلحة الموالية لهم من المناطق التي احتلوها منذ نهاية عام 2014 و تسليم الأسلحة الثقيلة إلى الحكومة الشرعية. ومن المقرر أن يبدأ اليوم الاثنين عند منتصف الليل سريان وقف إطلاق النار لتهيئة الظروف الملائمة لبدء محادثات السلام. وكان المتحدث باسم جماعة الحوثي في اليمن محمد عبد السلام أعلن مؤخرا انه تم عقد لقاءين متتالين في العاصمة العمانية مسقط مع المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ وفريقه تمت مناقشة بحث سبل وقف إطلاق النار وما يليها من خطوات بناء الثقة مؤكدا " أننا نعبر من جهتنا عن انفتاحنا لإجراء حوار جاد ومسؤول". استمرار المعارك على الأرض و ارتفاع قائمة الضحايا وعلى الصعيد الأمني و عشية بدء محادثات السلام لازالت المعارك متواصلة و معها ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف الأطراف المتحاربة حيث أعلنت قوات التحالف العربي التي تدخلت لمساعدة القوات اليمنية "لاستعادة الشرعية" بطلب من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي عن مقتل ضابطين من جنسية سعودية و آخر من الإمارات العربية المتحدة فجر اليوم الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير مدينة تعز ضمن عملية "إعادة الأمل" باليمن. و قالت قوات التحالف العربي في بيان أصدرته اليوم بالرياض " استشهد العقيد الركن السعودي عبدا لله بن محمد السهيان, وسلطان بن محمد علي الكتبي, أحد ضباط القوات الإماراتية فجر اليوم أثناء متابعة سير عمليات تحرير (تعز) ضمن عملية (إعادة الأمل) باليمن". ومن جهتها ذكرت مصادر عسكرية أن جبهات القتال في مدن تعز و الضالع و مأرب و الجوف تشهد تصعيدا عسكريا صد خلاله الجيش اليمني و المقاومة الشعبية مدعومين من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية هجمات يحاول المتمردون الحوثيثن من خلالها تحقيق مكاسب على الأرض في محاولة منهم لتحسين شروطهم التفاوضية, حسب ذات المصادر. وكانت محاولات سابقة لوقف إطلاق النار قد فشلت في اليمن ما أسفر عن مقتل قرابة 6000 شخص و إصابة حوالي 28 ألف بجروح في النزاع طيلة العام الجاري 2015 وفق تقديرات أممية. وعشية بدء محادثات السلام يبقى الحذر سيد الموقف لدى أطراف النزاع حيث صرح المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام أول أمس السبت " سنوقف المعارك عندما يتم وقف -ما اسماه- ب العدوان علينا" بينما قال رئيس هيئة الأركان التابع للقوات الحكومية الجنرال محمد علي المقدسي أمس الأحد أن" قواته ستلتزم بأوامر الرئيس (هادي) بالرغم من أن التجارب علمتنا أننا لا يمكن أن نثق في الميليشيات الانقلابية (الحوثيين) التي لا تحترم التزاماتها و لا الهدنة.