ينظم مخبر علم الاجتماع، المنظمات والمناجمنت، بمساهمة مخبر التنمية التنظيمية وإدارة الموارد البشرية بجامعة الجزائر (2) "أبو القاسم سعد الله"، فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول السياحة في الجزائر بين متطلبات الواقع والتسيير العقلاني، خلال أيام 9 و10 مارس المقبل. تنطلق إشكالية الملتقى من الوعي بأن الموارد الطبيعية من النفط والغاز وغيرها من المعادن، مآلها الزوال لا محالة، ما يستوجب حتمية توفير البدائل من موارد ومصادر بديلة تؤمن التنمية المستدامة، ومن أهم هذه البدائل السياحة التي تعد من أهم الصناعات في العصر الحديث، بالتالي إدراج التنمية السياحية في البرامج التنموية الوطنية وتطويرها وتحويلها إلى محرك أساسي لعجلة الاقتصاد والتنمية وجعلها أكثر استدامة، لاسيما أن الجزائر تتوفر على عوامل الجذب السياحي الأساسية التي قد لا نجدها في الكثير من دول العالم، لتميزها بموقعها الجغرافي الإستراتيجي، كبوابة إفريقيا الشمالية وبوابة أوروبا الجنوبية، ناهيك عن كونها تتمتع بأفضل وأجمل عناصر الجذب والتشويق السياحي الطبيعي، كالمحميات البيئية ومناطق العلاج الطبيعي، مثل الينابيع وعيون المياه المعدنية والكثبان الرملية والشواطئ الهادئة والمرتفعات الجبلية الشاهقة. لا يتوقف الجذب السياحي في الجزائر على مكتسباتها الطبيعية، وإنما تتوفر أيضا على معالم تاريخية ومواقع أثرية ومنشآت معمارية تاريخية تمثل العصور والحقب الزمنية المختلفة في المناطق الداخلية والصحراوية، إذ تشكل هي الأخرى عناصر هامة لجذب السائحين بما تقدمه لهم من لوحات فنون العمارة والتخطيط وأساليب البناء والزخرفة. ينتظر أن يحاول المتدخلون في فعاليات الملتقى تقليص ما أمكن، الفجوة بين الفرص التي تمتلكها الجزائر في القطاع السياحي وبين ما حققته على أرض الواقع، استنادا إلى مؤشر تنافسية السفر والسياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2013، الذي احتلت فيه الجزائر المرتبة 132، من أجل صياغة إستراتيجية ناجحة لقطاع السياحة. حدد المشرفون على الملتقى ثلاثة محاور هامة للنقاش ممثلة في: محور صناعة السياحة في الجزائر، ومحور الموارد البشرية في عقلنة التسيير والاستثمار السياح، ومحور الثقافة السياحية ودورها في إحداث النهضة السياحية المنشودة. ومن جملة الأهداف المزمع بلوغها من وراء تنظيم الملتقى نذكر؛ رصد واقع السياحة في الجزائر وإبراز ومعالجة النقائص التي تعاني منها، تفعيل أهمية الموارد البشرية في السياحة والمساهمة في تقليص البطالة، توفير فرص العمل وكذا السعي إلى تدعيم الاقتصاد الوطني، ناهيك عن الترويج للسياحة الوطنية من خلال المنتوجات السياحية عامة، لاسيما المنتوج السياحي الصحراوي المميز وكذا تسليط الضوء على مساهمة الجماعات المحلية في ترقية السياحة المحلية، مع العمل على ترقية وتسويق صورة الجزائر السياحية في الداخل والخارج.