انطلقت اليوم 19 اكتوبر 2011 اشغال المؤتمر العربي الاول للتدريب والاعلام السياحي والمنظم من قبل المركز العربي للاعلام السياحي فرع لبنان بالعاصمة اللبنانية بيروت، وقد اشرف على افتتاح المؤتمر وزير السياحة البناني السيد فادي عبود ورئيس المركز العربي للاعلام السياحي السيد أحمد خميس ونائبه السيد خالد خليل وذلك بحضور 14 دولة عربية، وتشارك الجزائر في المؤتمر بوفد يرئسه الدكتور هدير عبدالقادر الجزائر ، وسيناقش المؤتمرون اهمية الاعلام السياحي في صناعة السياحة وسبل دعم السياحة العربية البينية وقد قدم الدكتور هدير ورقة عمل بعنوان دور الاعلام في صناعة السياحة وتشجيع السياحة البينية * ورقة العمل المقدمة * * يعد الإعلام "بمثابة المرآة التي تعكس مايستجد على ساحات الحياة ومجالاتها المختلفة من تطورات وتفاعلات تحدث تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على حياة الشعوب، فقد اتجه الإعلام كما اتجهت الحياة إلى التخصص حيث يعترف تقرير دولي لمنظمة اليونسكو بأن الصحافة المتخصصة أصبحت أكثر ازدهاراً في السنوات الأخيرة ، "وذلك لأهميتها حيث أنها تهيئ منبراً للمناقشة ولنشر الأفكار والمبتكرات وتبادل الخبرات والتجارب بالإضافة إلى أنها وسيلة فاعلة لنقل المعلومات". * * ان من بين المجالات المستحدثة لعمل وسائل الإعلام الاهتمام بالسياحة، وذلك لكون السياحة تمثل اليوم صناعة قائمة بذاتها ومصدر دخل مهم للعديد من الاسر في العالم ناهيك عن مساهمتها في الاقتصاد العالمي التي فاقت 500 مليار دولار ، نتيجة للتوسع الحضري ,والتطور الصناعي , وازدياد وسائل السفر , وارتفاع مستويات المعيشة. بل إن السياحة تعد مورداً اقتصادياً لبعض الدول المتقدمة في هذا المجال و مما زاد من أهمية الإعلام السياحي هو حدة المنافسة بين بلدان العالم لمحاولة جذب أكبر عدد من السائحين إليها بعد أن ظهرت الآثار الاقتصادية الكبيرة لصناعة السياحة. * "فلم يعد من الممكن القيام بتنمية سياحية حقيقية إلا بتبني الأسلوب العلمي الأمثل في التنظيم والتخطيط والرقابة والتنشيط والتسويق والتنسيق بين شتى المجهودات " * * ان تسمية الإعلام ليست حديثة النشأة، بل هو مسمى ومصطلح بدأ مع بدأ التكوين والبشرية، فمبقدورنا القول أن أول تبادل للمعرفة والعلوم بين سكان الأرض يسمى (إعلاما)، ويعد أول حوار بين كائنين بشرين -وهما سيدنا آدم وحواء- أول عملية اتصالية وإعلامية تم خلالها نقل الأفكار وتبادل الأخبار. ومع تطور الإعلام عبر الأجيال أصبح الإعلام أداة لمعترك مهم ومؤثر في حياة الشعوب والأمم، فتعددت طرائقه، وتنوعت مجالاته، بعد أن كانت تعتمد على تبادل المعلومات ونقل الأخبار فقط. ومع مطلع القرن العشرين أصبح الإعلام محركاً أساسيا للرأي العام، ومرآة عاكسة للأحداث الجارية في العالم، لذا فالإعلام يحدث تغييرات واسعة، وانتقالات سريعة في هذا العصر، وخاصة في المجالات السياسية، والتجارية، والصناعية، والتربوية، والفكرية، والسياحية.. * للإعلام دور أساسي في الترويج السياحي، والإعلان عن المواقع السياحية في الدولة، وذلك من خلال إبراز الصورة الصحيحة والمشرفة عنها، وتقديمها للعالم، والتعريف بها بشتى وسائل وأدوات الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وكذا من خلال المهرجانات والمعارض، وتبادل الوفود والفرق الفنية والمطبوعات والأفلام وغير ذلك. من هنا تتضح لنا أهمية الإعلام السياحي في تطوير وتنمية الدولة. * تتمتع الجزائر بمزايا ومقومات جغرافية وتاريخية وطبيعية تجعل منه بلدا سياحيا في جميع فصول السنه وتلبي معظم الأهداف التي ينشدها السائح، حيث تتوافر الأماكن الدينية والمواقع الأثرية والمشاتي والمصايف والينابيع الطبيعية والاماكن الاثرية والصحارى والشواطئ ، وغيرها من مقومات الجذب السياحي النادرة * هذه الميزات السياحية التي تتمتع بها الجزائر تحتاج إلى تسويق وترويج مثلما هي بحاجة إلى استثمار وتوظيف أموال.. والإعلام عامل أساسي في الترويج السياحي وكذلك الإعلان من خلال إعطاء الصورة الصحيحة والمشرقة عن بلدنا وتقديمه للعالم والتعريف به بأشكال متعددة من وسائل وأدوات الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ومن خلال المهرجانات والمعارض وتبادل الوفود والفرق الفنية والمطبوعات والأفلام وغير ذلك. * ويتجلى دور الإعلام خاصة في الترويج والجذب السياحي, حيث تلعب وسائل الإعلام دوراً مهما في إقناع السائح وإغرائه بالقدوم إلى بلد من البلدان, مثلما هي قادرة على تشويه صورة هذا البلد وبث الدعايات الكاذبة والإشاعات عنه وتخويف السائح من القدوم إليه وغير ذلك من الأساليب التي تنصحه بمغادرته خوفاً على حياته0 * وقد يكون التقويم الإعلامي لبلد ما نوعاً من العمل السلبي بقصد الإساءة إلى ذلك البلد وبث الأكاذيب وتضخيم المعلومات عن حوادث أمنية وتحذير الحكومات لرعاياها بمغادرة هذا البلد خوفاً على حياتهم. * وبالتالي فالإعلام السياحي صفة لازمة ومحورية للصناعة السياحية كذلك بقدر ما للإعلام السياحي من أثر إيجابي في الترويج السياحي، وبقدر ما هناك حاجة ملحة لدوره الفعال في عملية التنمية السياحية بقدر ما هناك حاجة ماسة للاستثمار ووسائله كافةً وخاصةً الإعلان المرئي، إذ من خلال وسائل الإعلام المختلفة يستقي الفرد معلوماته والتي تصله عادة في شكل إخباري عن حقائق ومعلومات سياحية يهتم بها السائح ، وتدفع شركات السياحة مقابل مادي عن الأخبار السياحية ذات الطابع الإعلاني عن برامجها السياحية أوقد ما يهم جمهور الوسيلة الإعلانية السياحية وبشكل مباشر.. * يتوجب على وزارة السياحة ان تواصل دعمها للاعلاميين في هذا الجانب من خلال عقد الدورات والندوات التي تؤهل الاعلام السياحي وتجعلة قادراً على التعاطي مع تطورات العصر وهذا لن يتم الا من خلال اعلام سياحي يهدف إلى تزويد الجمهور بكافة المعلومات والحقائق المتعلقة بالسياحة ويتحرى الموضوعية في هذه المعلومات والصدق والدقة ويستخدم الوسائل الاعلامية المختلفة وبكافة الأساليب للإقناع وذلك من أجل تحقيق الوعي السياحي وجذب اكثر عدد من السياح. * ان الفترة الراهنة تتطلب دورا رئيسيا للاعلام يهدف الى خدمة قطاع السياحة وعلى الدولة ان تنظر بعين الاعتبار الى التخصيصات المالية التي مازالت متواضعة جدا ولا تستطيع تفعيل هذا القطاع وفق الطموحات المرجوةلان المردودات المالية التي ستدرها صناعة السياحةفي الجزائر بانواعها المختلفة ستكون كبيرة جدا في حالة نشر الوعي السياحي وتوفير الخدمات العامة كما لابد من الاهتمام بتطوير شركات السفر والسياحة وتسهيل عملها بما يشجعها على ان تكون شركات عملاقة ليست محلية بل دولية اولها علاقات تعاون مع شركات السياحة العالمية الاخرى. * يعتبر الاعلام السياحي أحد انماط الاتصال بمفهومه الواسع، وهو يعبر عن النشاط الاتصالي الذي يتم عبر وسائل الاعلام المختلفة، حول جوانب مختلفة لصناعة السياحة وعليه يمكن اعتبار الاعلام السياحي أحد المكونات الخمسة الرئيسية للنظام السياحي والمتكونة من السائح، المعلومات السياحية، النقل، عناصر الجذب السياحي، الخدمات والتسهيلات السياحية . * * أهمية الاعلام السياحي: * يلعب الاعلام السياحي ادوارا عديدة في صناعة السياحة، فهو يعمل على تشكيل ملامح المنتجات السياحية المقدمة في البلد و اقناع الجيل الجديد من السياح للاقبال على السياحة الداخلية، وللاعلام السياحي ايضا دور اقتصادي مهم وهو تحويل الطلب السياحي الكامن الى طلب نشط باتباع اساليب الاتصال التسويقي الحديثة بالاضافة الى توفيره فرص استثمارية لا يستهان بها من خلال انتاج المواد الاعلامية المتخصصة في السياحة، وتقديم الاستشارات وانجاز الدراسات فيما يخص الاعلام السياحي، ضف الى ذلك تكوين و تدريب الكوادر العاملة في السياحة،و اعداد وتنفيذ الحملات الاتصالية والاعلامية و الاسهام في الوقوف على معوقات صناعة السياحة وابراز الفرص الاستثمارية الغير مستغلة في البلد ، هذا من الناحية الاقتصادية ، أما اجتماعيا فللاعلام السياحي اهمية في ايصال المعلومات الصحيحة والدقيقة عن حالة السياحة، كما يساهم الاعلام السياحي في دعم التوجه الاجتماعي نحو قبول السياحة كصناعة مهمة داخل البلد وانها مدرة للثورة وممتصة للبطالة، أي ضرورة تقبل فكر خدة الغير، وخلق مجتمع حاضن للسياحة والسائح، واستيعاب الثقافات العالمية وتعلم المهارات للتعامل معها دون الذوبان فيها، فهو يعمل في الاخير على التقليل من الاثار السلبية لصناعة السياحة. * * مستويات الاعلام السياحي. * بطبيعة الحال يختلف تأثير الاعلام السياحي من مجتمع الى آخر نتيجة اختلاف الثقافات والافكار، لكن عموما هناك ثلاثة مستويات يعمل عليها الاعلام السياحي ، يمكن ان تكون مجتمعة معا أو يتم تحقيق كل مستوى في فترة محددة، وهذا باختلاف الجمهور المستهدف و وتوجهات الخطاب الاعلامي و أساليبه و أيضا أدوار المؤسسات السياحية، ويمكن ذكر المستويات الثلاث فيمايلي: * المستوى الاول: الدور التوعوي: من خلال توعية الجماهير على قبول فكرة السياحة كصناعة وتشجيع السلوكات الايجابية لنجاحها. * المستوى الثاني: الدور التعريفي: بعد تهيئة البيئة الداخلية والخارجية لتقبل السياحة كصناعة، يأتي دور التعريف بالمقومات والمنتجات السياحية التي يتوفر عليها البلد. * المستوى الثالث: الدور الاقناعي: يتمثل في العمل الاعلامي الهادف الذي يسعى لاقناع الافراد للاقبال على المنتجات السياحة محليا من خلال الحث على السياحة الداخلية او جلب السياح الاجانب.