من المنتظر أن يتم في غضون السنة الجارية، فتح المركز الوطني المرجعي للتوحد الذي ستكون من مهامه الأولى، تطوير البحث والتوثيق ورسم ميكانيزنات الكشف والتوجيه والتكفل بالمتوحدين. يندرج تأسيس المركز الوطني المرجعي للتوحد، في إطار تحيين وتفعيل مخطط العمل الاستعجالي الذي أقرته وزارة التضامن الوطني لضبط آليات التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد، تأتي هذه الخطوة بعد توفير فضاءات للمتوحدين داخل المؤسسات المتخصصة وعددها 125 فضاء في كل ولايات الوطن، ما يعني التكفل ب1403 أطفال إلى حد الآن. وفي السياق، أشارت السيدة نصيرة بن دين، مديرة فرعية لمتابعة وتقييم أنشطة التكفل المؤسساتي بالأشخاص المعوقين في حديث خاص مع "المساء"، إلى أن هذا المركز سيعمل بالتنسيق والتعاون بين القطاعات المعنية والخبراء والجمعيات الفاعلة في الميدان، وكذا أولياء الأطفال المعاقين، لاسيما المصابين بالتوحد من أجل الوصول إلى تكفل أحسن بهم. وإلى حين افتتاح هذا المركز خلال السنة الجارية، فقد تم خلال السنة المنقضية فتح المراكز الجهوية النموذجية التي تعمل على تطبيق المناهج المسطرة. وفي الإطار، أوضحت المسؤولة أنه سيتم توسيع هذه المبادرة في سياق عملية تحويل المؤسسات التي شرعت فيها الوزارة، ومنها تشجيع إدماج الأطفال المتوحدين في الوسط المدرسي العادي. ويعتمد التكفل بالمتوحدين على فرقة متعددة الاختصاصات، تضم مختصين في الأمراض العقلية ومختصين نفسانيين ومختصين في تقويم النطق ومربين وغيرهم، وعلى هذا الصعيد، فإن التجهيزات تمت كلية في الفضاءات المذكورة، بما قد سمح بتحقيق بعض النتائج الإيجابية التي تظهر في القضاء على نصف قائمة الانتظار في تمدرس الأطفال المعاقين ومنهم التوحديين. وقالت المتحدثة؛ "إننا في بداية المسار، والبرنامج تم تطبيقه في الدخول المدرسي الجاري 2015-2016، وفيه تفاؤل كبير لتحقيق نتائج مرضية جدا". وتشير المسؤولة إلى أن التوحد لم يعد من الأمراض النادرة، مثلما كان معروفا سابقا، وإنما هو اضطراب عقلي منتشر بكثرة عند الأطفال، وعليه لا بد من التحسيس المتواصل من أجل التشخيص المبكر للتكفل الفوري وتحقيق النتائج المرجوة في تحقيق الاستقلالية عند الطفل المتوحد، مبرزة أن ازدياد الوعي وسط الأسر جعل من الممكن تشخيص حالات التوحد عند الأطفال، بالتالي تحقيق نتائج جيدة. يذكر أن جمعيات الأمراض النادرة ومختصين طالبوا في أكثر من مناسبة بضرورة إنشاء وضع شبكة وطنية لمرض التوحد متعددة الاختصاصات من أجل توجيه عائلات المرضى والتكفل الحسن بالمتوحدين، وهو المطلب الذي يبدو أنه لقي صداه.