ما تفعله فرنسا حاليا يتعارض مع المبادئ الدبلوماسية    الحركة الطلابية في المغرب تعود بتمدد الاختراق الصهيوني للجامعة    يناير أيها الإله تجلى ..؟ !    إصدار طابع بريدي في إطار الاحتفال بالمناسبة    سفيان شايب يلتقي بأفراد الجالية الوطنية المقيمين بتونس    ادريس عباسة" يدق باب " السينا" من مستغانم    فايد يترأس اجتماع محافظي الدول مجموعة البنك الإسلامي للتنمية    وزير الثقافة والفنون في زيارة عمل وتفقد إلى قصبة الجزائر    1 جويلية 2025 آخر اجل لتليسم وحدة دواء العين في مزعران    ورقة طريق لتسويق منتجات "جيتكس" محليا وإفريقيا    ممتنون للرئيس تبون ونشيد بالتاريخ الثوري للجزائر    5000 شهيد ومفقود و9500 جريح    قمّة موسّعة في الرياض لبحث دعم استقرار سوريا    تنديد طلابي بالاختراق الصهيوني للمنظومة الجامعية    "الفاف" تضبط خارطة الطريق وموعد الجمعية الانتخابية    مازة: سعيد باللعب مع الجزائر وهدفنا التأهل إلى كأس العالم    نادي ليل يفكر في إعادة حاج موسى إلى فرنسا    الحكومة ملتزمة بحماية الجزائريين بالخارج    قفزة تنموية واعدة بقورصو خلال 2025    بلدية تسالة المرجة تحت المراقبة    ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق لوس أنجلوس إلى 16 قتيلا    وزير الاتصال يعزي في وفاة الإعلامي حمزاوي بن شهرة    لا تمويل أجنبي ولا نشاط ربحي للأحزاب    نشاطات فنية وثقافية مكثفة بقسنطينة    الجزائر بقيادة الرئيس تبون رسمت مسارا اقتصاديا جريئا    استيراد ألف عجل للذبح في رمضان    أفكار داود وصنصال خطر على الجزائر    للكتابة معنى لا يدركه سوى المتمرسين    إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة: السيد بوغالي يثمن دور التنوع الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية    الصالون الوطني للنشاط المصغر: مقاولون يشاركون تجاربهم الناجحة    وصول أربع طائرات شحن عسكرية محملة بمساعدات إنسانية للهلال الأحمر الجزائري إلى مطار واغادوغو    رابطة أبطال إفريقيا: إقصاء شباب بلوزداد بعد انهزامه أمام أورلاندو بيراتس (1-2)    اختتام الطبعة الرابعة لصالون إبداعات الفتاة بالعاصمة    كرة القدم/كأس الكنفيدرالية الإفريقية/ المجموعة 3- الجولة 5 : اتحاد الجزائر يتأهل للربع النهائي بعد فوزه على أورابا البوتسواني (2-1)    إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة : أنشطة ثقافية وتراثية متنوعة بولايات جنوب الوطن    صناعة النسيج و الجلود: مجمع "جيتكس" يستعين بمؤسسة ناشئة للترويج لمنتجاته عبر الفضاءات الإلكترونية    النعامة.. هلاك إمرأة وتسمم 2 آخرين بغاز أحادي أكسيد الكربون    الاتحاد الجزائري لكرة القدم : انعقاد الجمعية العامة الانتخابية بتاريخ 25 فبراير المقبل    غزة: 5000 شهيد و مفقود خلال 100 يوم    السيد بوغالي يستقبل بكاراكاس من قبل الرئيس الفنزويلي    ثلوج وأمطار عبر عديد ولايات الوطن    رأس السنة الأمازيغية مناسبة تثمنها العائلات التلمسانية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46565 شهيدا و109660 جريحا    افريقيا: تسجيل 14700 حالة إصابة مؤكدة بجدري القردة في عام 2024    التذبذب المسجل على تطبيق "بريدي موب": بريد الجزائر يطمئن زبائنه    بلمهدي في السعودية لحضور مؤتمر ومعرض الحج    1431 مُنشأة فنية مرتقبة ضمن المشروع العملاق    أطفال غزّة.. حصاد الموت    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    صندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة:مرافقة أكثر من 380 مشروعا بقيمة 58 مليار دج خلال 2024    منصوري يُتوّج بالمرحلة الأولى    اختتام بطولة الشرطة للكرة الحديدية    بلمهدي يزور السعودية    عدم تسجيل أيّ حالة في الجزائر    وعي الشعب السوري قادر على حماية هويته الحضارية    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"يناير" مناسبة اجتماعية تحمل الكثير من المعاني
الباحث في التاريخ خدام محند أوبلقاسم ل "المساء":
نشر في المساء يوم 10 - 01 - 2016

يتحدث الأستاذ خدام محند أوبلقاسم، الباحث في التاريخ، عن مكانة "يناير" في المعتقد الشعبي، وعن الجذور التاريخية للمناسبة التي يشاع بأنها تعود إلى انتصار الملك الأمازيغي شاشناق في استوطانه دلتا النيل، خلال الألف الرابعة قبل الميلاد، وقال بأن الكثير من المظاهر الاحتفالية بقيت متوارثة عبر الأجيال، وكلها احتفالات ترتبط بالأرض وشكر الله على الرزق.
❊ في البداية أستاذ، لماذا نحتفل ب"يناير"؟
❊❊ نستطيع أن نضع هذه المناسبة في مجموعة من الأطر.. تاريخية واجتماعية، ثقافية وإقتصادية، ثقافية وسياسية، كل هذه الأطر مجموعة من الأفكار تلتقي جمعها في فكرة أساسية، وهي تعزيز الوحدة الوطنية والمكونات الأساسية للمجتمع، لأن الهوية الوطنية والذوبان في الوحدة الوطنية من أغلى الأشياء التي يمكن الافتخار بها بعد الاستقلال.
❊ وهل تعتقدون أننا وفقنا في الذوبان في هذه الوحدة الوطنية؟
❊❊ أقول بأننا لم نوفق بعد وأشرح بقولي؛ إننا من الناحية السياسية شعب فتي لم نسترجع كياننا السياسي إلا منذ مدة قصيرة، لذلك فإن الوقت لم يكف لكي نشرح كل عناصر الهوية الوطنية ونذوب فيها.
❊ حدثونا عن الجذور التاريخية ل"يناير"؟
❊❊ جذور "يناير" غامضة جدا، غير أنها واقعية، أي الاحتفال به واقعي وقديم جدا ولا نستطيع تحديد جذوره التاريخية بالتدقيق، لأن أجدادنا نقلوه أبا عن جد وكان الاحتفال به شعبيا واستمر عبر الزمن. والفكرة التاريخية الأساسية لم تكن متبلورة في أذهان الشعب الذي كان محاربا بكل قساوة في كل عواطفه ومقوماته الدينية أو الشعبية. أما الثالث عشر من كل يناير، إنما يرمز إلى الرزنامة الفلاحية للأمازيغ، وهي ترمز إلى بداية كل شهر فلاحي يبدأ في الرقم 12 وليس في الفاتح منه، ثم يتجدد الشهر في كل 12 لمدة 12 شهرا.
❊ وفيما تتمثل مجمل مظاهر الاحتفال ب"يناير"؟
❊❊ أولا، لا بد من الإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن مظاهر إحياء هذه المناسبة في كل ولاية على حدا، لكنها مظاهر تتفق في العموميات، ونجملها في القول بأنه كان يخص باب العام باحتفال خاص، لأنه احتفال يخص الثقافة المحلية دون الاستعمار. الاحتفالات كانت تصاحبها الكثير من التقاليد، ومنه تبييض البيوت من أجل استقبال الأهالي والأحباب، كونها مناسبة للتزاور، ويوقدون الشموع لإضاءة الأرجاء ويتبادلون العشاء أو "أمنسي"، بمعنى أنها ليلة يكرم فيها السكان أنفسهم بالذبائح وغيرها للتفرقة بين الأيام العادية ومناسبة "يناير".
❊ لكن الثابت أن "أمنسي نيناير" يكون كسكسا بالحبوب السبع أليس صحيحا؟
❊❊ تقريبا، لكن الأصح أن "أمنسي نيناير" يكون طبقا من الحبوب إما كسكسا أو "بركوكس" أو فريكا أو أرزا أو فولا أو حمصا بشرط ذبح "سردوك"، وليس شرطا طبقا واحدا يضم هذه الحبوب كلية. أما دلالتها فأعتقد ولست جازما، أن الحبوب رمز عطاء الأرض، بالتالي يتضرعون لله ليزيدهم ذرية طيبة، وربما يرمز أكثر إلى الذكور أكثر منه إلى الإناث. وفيه أيضا عادة حلق الشعر للمولود الذي لم يبلغ بعد السنة دليل على فطامه، وهنا تتبعها عادة سلق حبات البيض بعدد أفراد العائلة وتدعى هنا القابلة لكي تأكل من نفس حبة البيض التي أكل منها المولود، وإن كانت قابلة الدشرة فإنها تمر على كل البيوت التي ولد لها مولود وتقضم من حبات بيض المواليد، والعبرة هنا للتزكية والتبرك بحضور شيخ المسجد لمقامه الكبير والانتماء الإسلامي.
❊ هل من عادات أخرى غير "أمنسي نيناير"؟
❊❊ نعم، هناك العديد من المظاهر التي تطبع احتفالية "يناير" بقيت سائدة في بعض المناطق إلى اليوم، ومنها أن تقوم ‘ثمغارت انڤوخام' أي سيدة البيت بتنقية زريبة المواشي قبيل أيام من حلول ليلة الاحتفال، على أن تحرق "الجاوي" في الليلة ذاتها، وليس لهذا المظهر مطلقا علاقة بالشعوذة، وإنما طرحا للبركة وإبعاد عين الحسود، مع ترديد بعض الابتهالات تضرعا إلى الله حتى تكثر الولادات بين المواشي، خاصة التوأم، للزيادة في القطيع، وكذا ابتهالات لإرجاع الغائب من الأهل. وهناك أيضا عادة ‘افرّاحن' أو كما تعرف عند العامة باسم "الطبابلة"، ففي "يناير" أو أية مناسبة شعبية أخرى، يدورون على القرى من أجل الفرح بالمواليد الجدد في كل دشرة وتسمى العادة ‘ثزوالت' تبركا بالمولود الجديد حتى يرزق أكثر فأكثر.
❊ نفهم من كلامك، أستاذ، أن كل العادات المصاحبة لإحياء "يناير" تتعلق بالرزق؟
❊❊ تماما، كلها سواء المتعلقة بالأرض كونها رمز الرزق والمتعلقة بالأم لأنها رمز الخصوبة. ومازالت سارية إلى اليوم حتى وإن كان هناك تيار إسلاموي يُسيّس الدين إلى أبعد الحدود. لذلك نقول؛ إن إحياء عادات "يناير" ليس فيه أي مظهر من مظاهره الشرك وإنما ابتهالات إلى الله طلبا لمزيد من الرزق وتوطيد الروابط الاجتماعية أكثر فأكثر.
❊ يقال؛ إن تاريخ الاحتفالات ب"يناير" يعود إلى الملك الأمازيغي شاشناق الذي استولى على العرش الفرعوني قبل 2966 سنة، فهل هذا صحيح؟
❊❊ من الناحية التاريخية، نحن كباحثين في التاريخ نعرف بعض الحقائق عن هذه المناسبة التي تعود إلى الألف الرابعة قبل التاريخ، حيث كان يسود العلاقات بين الفراعنة والأمازيغ الحروب التي كانت سجالا، تارة يفوز الفراعنة وتارة الأمازيغ الذين كانوا في الحقيقة يسمون في تلك الحقبة الليبيين، أي السكان من حدود مصر إلى حدود إسبانيا. والملك شاشناق في السنة 950 قبل الميلاد، كان واحدا من الأسر الليبيّة الحاكمة الذي تمكن من أن يستوطن دلتا النيل وبقيت لسنوات طويلة بعد أن رضي الفراعنة آنذاك باستيطانهم، فيما يشبه الحكم الفيدرالي مثلما هو معروف اليوم، حيث أن شاشناق الأمازيغي كاد يطيح بالحضارة الفرعونية. أما ربط "يناير" بالعام 2966 لذكرى انتصار شاشناق على الملك الفرعوني، فهو إلى حد ما صحيح، كون الأقوام أخذوا هذا الانتصار كمرجعية تاريخية، أي للتأريخ، تماما مثلما أخذ قوم قريش وغيرهم حادثة الفيل للتاريخ في تلك الحقبة، أو كما هو معروف حاليا بميلاد سيدنا عيسى للتاريخ الميلادي، وهجرة الرسول عليه الصلاة والسلام للتاريخ الهجري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.