وقع اختيار وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، على الفنان حسان بن زراري ليكون محافظا لمهرجان الفيلم العربي المتوّج بعد تنظيم نسخة استثنائية منه بمناسبة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" ديسمبر الماضي، ليحمل ابتداء من الدورة المقبلة تسمية "بانوراما الفيلم الدولي المتوّج". التظاهرة التي باتت موعدا خاصا بعاصمة الشرق الجزائري، هي ترجمة لحلم كثيرا ما راود القسنطينيين، فهم بذلك يستعيدون حقهم في الفن السابع، ويواصلون مسيرة أوّل مخرج جزائري الراحل الطاهر حناش، فأولى أهداف بن زراري الرئيسية بلا شك هي جعل بانوراما الفيلم الدولي المتوّج في مقام كبرى المهرجانات الدولية ولم لا منافسة لها بامتياز، إذ ستكون فضاء مفتوحا على تجارب سينمائية من مختلف أنحاء العالم. وفي هذا السياق، دعا بن زراري فناني ومثقفي قسنطينة للالتفاف حول هذا الموعد والعمل معا بجد وتفان لإنجاحه وإعطائه أبعادا دولية تليق به في شتى الأصعدة التنظيمية، التقنية والاتصالية وغيرها، خاصة وأنّ بن زراري ليس بغريب لا على المدينة باعتباره أحد الوجوه الفنية الكبيرة بها، ولا على الدورة الاستثنائية التي كان عضوا في لجنة تحكيمها، إضافة إلى أنّه كان سبّاقا لطرح الفكرة خلال ندوة صحفية نشطها محافظ مهرجان وهران للفيلم العربي إبراهيم صديقي الذي كلّف بتنظيم دورة قسنطينة تحت لواء "عاصمة الثقافة العربية". للتذكير، فإنّ حسان بن زيراري، فنان مقتدر له بصمته في المشهد الفني الجزائري سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون، وعرفه الجمهور الجزائري عن كثب عبر السلسلة الفكاهية التي وقّعت سهرات الجزائريين لسنين طويلة "أعصاب وأوتار" وكان توقيت عرضها، موعدا لا يمكن تفويته، مثلها مثل سلسلة "عيسى أسطوري" أو "ناس ملاح سيتي" بأجزائها المختلفة، كما شارك في "مفترق الطرق" لمخرجه حسن ياسف، "بابور دزاير"، "جحا"، "ريح تور"، "بيتنا"، و«دورية نحو الشرق" للراحل عمار العسكري، وكذا "ناس الحومة" لعمار محسن و«البذرة 2". ابن مدينة الجسور المعلقة تقمّص عدّة أدوار مسرحية في أعمال أنتجها المسرح الجهوي لقسنطينة على غرار "الحوات والقصر" المقتبسة من رواية الطاهر وطار، "عرس الذيب" لعمار محسن و«المحقور" التي أخرجها للتلفزيون عبد المالك بوقرموح إضافة إلى "يوم الجمعة خرجوا الريام" سنة 1977 لسليمان بن عيسى وغيرها كثير مع فرقة المسرح الجهوي لعنابة. للتذكير، جمعت أيام الفيلم العربي المتوَّج خلاصة الأعمال السينمائية العربية التي كان لها نصيب من الجوائز في العديد من المهرجانات العربية والدولية التي مثّلت العرب تمثيلا مشرّفا، وكان الهدف منها تتويج المتوَّجين؛ تشجيعا لهم على تقوية عزائم السينمائيين العرب، وشهدت التظاهرة عرض 11 عملا سينمائيا متوّجا من 8 دول عربية، هي تونس، المغرب، موريتانيا، مصر، لبنان، سوريا، الأردن والعراق، تمّ انتقاؤها من بين أهم الإنتاجات التي صنعت الحدث في أكثر من تظاهرة عربية وعالمية. كما عرفت التظاهرة تكريم العديد من الوجوه الفنية الجزائرية والعربية، ورفعت محافظة المهرجان سهرة فنية خاصة؛ احتفاءً بالموسيقار الجزائري نوبلي فاضل، إلى جانب تكريم الممثلة القديرة شافية بوذراع ونجوم سلسلة "أعصاب وأوتار" نظّم على هامش التظاهرة ملتقى أدبي جمع عددا من السينمائيين والأكاديميين الذين فتحوا النقاش حول سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك العربي في مجال الإنتاج السينمائي تحت شعار "التسامح إنتاج مشترك".