قررت السلطات الجزائرية رفع الحظر عن السياح الأجانب من خلال التخفيف من إجراءات حصولهم على تأشيرة دخولهم إلى المواقع السياحية الصحراوية الموزعة على خمس ولايات هامة هي تمنراست، بشار، أدرار، غردايةوورقلة، والتي كانت ممنوعة على السياح الأجانب لأزيد من خمس سنوات. القرار الذي جاء بعد مفاوضات ماراطونية بين مختلف الفاعلين، بث الأمل لدى مئات الوكالات السياحية الناشطة بالجنوب وكذا العائلات التي تعيش على مداخيل القطاع المعول عليه للتموقع وأخذ مكانته الطبيعية والإستراتيجية في الاقتصاد الوطني الذي مسته أزمة أسعار النفط. ❊ اتفقت كل من وزارات الدفاع الوطني والخارجية والداخلية والسياحة على جملة من المبادئ المتعلقة أساسا بتخفيف إجراءات الحصول على التأشيرة الخاصة بالسياح الأجانب الراغبين في التوجه الى المناطق السياحية الصحراوية المنتشرة في خمس ولايات جنوبية، وسيتم في أقرب الآجال الإفراج عن قرار رسمي يسمح بتجسيده على أرض الواقع هذا العام أي خلال الموسم السياحي الصحراوي القادم على أقصى تقدير. الولايات المعنية هي كل من بشار، أدرار، غرداية، ورقلة وتمنراست التي فقدت في مجملها ما بين 90 و95 بالمائة من نشاطها السياحي خلال السنوات الخمس الأخيرة جراء منع ما يزيد عن المليون سائح أجنبي من دخول المناطق السياحية التابعة لها لعدة اعتبارات خاصة الامنية منها.. وكانت "المساء" قد تطرقت في عدد سابق - صدر بتاريخ 22 ديسمبر الماضي- إلى هذه الإشكالية التي رفعت بشأنها الوكالات السياحية بتمنراست نداء لرئيس الجمهورية لإعادة فتح المواقع للسياح الأجانب. رفع الحظر على السياح الأجانب وإن كان نظريا إلى حد الآن، إلا أنه أثار ارتياح الوكالات السياحية التي عبر رئيس نقابتها الوطنية السيد بشير جريبي في اتصال هاتفي ب«المساء"، أمس، عن سعادته لتوصّل الأطراف الرسمية الى اتخاذ قرارات مصيرية لإعادة بعث النشاط السياحي عامة والصحراوي بشكل خاص، مبرزا أن الأرضية التي انطلقت منها الوزارات المعنية صلبة وجادة ويبقى علينا الذهاب بعيدا لتنفيذ وتجسيد كل الإجراءات والقرارات المتخذة في أقرب الآجال حتى لا نضيع موسما سياحيا آخر. ما لا يقل عن المليون سائح أجنبي يتوقع توافدهم على الولايات الصحراوية الخمس التي مسها قرار رفع الحضر، وذلك خلال الموسم السياحي المقبل الذي يجري التحضير له منذ الآن حسب السيد بشير جريبي الذي أكد أن القرار وإن لم يحرر بعد، إلا أنه سيُدخل الوكالات السياحية في سباق ضد الزمن استعدادا للموسم السياحي الصحراوي القادم الذي يحضر له ابتداء من جوان. جويلية وأوت على أن يتم اطلاقة بداية شهر سبتمبر من كل عام. السيد جريبي وبعد ان أشاد بمستوى النقاش الذي دار بين مختلف الفاعلين الذين قال إنهم استمعوا بجدية عالية لمختلف الانشغالات والمشاكل التي تعترض القطاع، أكد أن السياحة أمامها تحد كبير يتمثل خصوصا في تعويض اقتصاد البترول الذي عرف سقوطا حرا خلال الأسابيع الأخيرة مخلفا وراءه ارتباكا وخوفا، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من مرور خمسة أعوام من الحضر والجمود، إلا ان الطلب موجود والمستقبل يعد بالكثير من المفاجآت السارة للمنطقة والاقتصاد ككل. للتذكير، العديد من وكالات السياحة كانت رفعت نداء الى رئيس الجمهورية تطالبه بتحرير عاصمة السياحة الصحراوية تمنراست من قيود التأشيرة وتمكين آلاف السياح (الأجانب على الخصوص) من دخول المنطقة التي منعوا منها لأزيد من خمس سنوات، وهو الوضع الذي شكل هاجسا حقيقيا لهم ومبعث قلق متزايد لأكثر من 65 وكالة سياحية جنوبية بعاصمة الأهقار ولأكثر من 4000 عائلة تعيش مباشرة على مداخيل السياحة في مثل هذا الفصل والوقت بالذات. واستعجلت في ندائها رئيس الجمهورية والوزير الاول إيجاد حلول عاجلة، حتى لا يضيع موسم الهجرة إلى تمنراست ويفوّت مداخيل ينتظرها الجميع في الاقتصاد البديل، علما ان ما يزيد عن ربع مليون سائح أجنبي تخلفوا عن تمنراست هذا الموسم مما انجر عنه حرمان خزينة العمومية ملايين اليورو والدولار.