كشف بشير جريبي رئيس نقابة وكلاء السفر الجزائريين، في اتصال مع " السلام"عن اتفاق توصل إليه ممثلو وكالات السفر العاملة بالصحراء مؤخرا مع وزير السياحة الجديد محمد أمين حاج سعيد، وبحضور ممثلين عن وزارة الخارجية جمعهم بجانت في ولاية إيليزي، ويقضي هذا الاتفاق بتخفيف الإجراءات الإدارية المعقدة التي كانت متبعة في وقت سابق قبل إعطاء الموافقة بدخول البعثات السياحية الأجنبية إلى الجزائر والتي كانت تصل مدتها من شهرين إلى ثلاثة أشهر، مؤكدا أن المدة تقلصت إلى النصف وهو ما سينعكس بالإيجاب على عدد السياح الأجانب مستقبلا، زيادة على تضاؤل المخاوف الأمنية في ظل سيطرة مصالح الأمن على الحدود وتأكيدات ولاة الجنوب على ذلك. وأوضح جريبي، أن مشكل التأشيرة كان يأخذ أوقات قياسية لأن الملف المقدم من طرف وكالات السفر كان يسلك طريقا طويلا ومعقدا من الوكالة إلى مديرية السياحة فالوالي ليعود إلى المديرية التي ترسله إلى وزارة السياحة لينتهي في أيدي وزارة الخارجية، وهو ما جعل الحصول على الموافقة ومنح التأشيرة، أما الاتفاق الأخير فيجعل الطلب يقدم إلى الوالي وبدوره إلى وزارة الخارجية، وهو " شيء مفرح " حسب رئيس نقابة وكالات السفر، الذي اعتبر الاتفاق بمثابة الحل الأمثل بما أنه سيسمح بتقليص"المشوار"في الحصول على رخصة وتأشيرات للأجانب إلى النصف حسبه، خاصة في ظل موافقة ولاة 5 ولايات صحراوية تشمل "غرداية، تمنراست، إيليزي، أدرار و تندوف" على التعاون مع الوكالات لتطوير السياحة الصحراوية وإنعاشها لترجع إلى سابق عهدها مثل سنوات الثمانينات أين كانت الأماكن محجوزة قبلا. هيّأنا أنفسنا للعودة إلى النشاط بالتعاون مع الخدمات الاجتماعية لقطاعات عديدة وللترويج أكثر لعودة الدفء إلى الصحراء الجزائرية، كشف جريبي، عن تنظيم رحلات داخلية إلى المناطق السياحية الصحراوية بالتعاون مع مصالح الخدمات الاجتماعية لكثير من القطاعات في الجزائر كقطاع التربية والبريد والمواصلات ووزارة الموارد المائية و حتى سونلغاز وسوناطراك، حيث أعلن عن الانطلاق في جولات سياحية سيقوم بها عمال هذه القطاعات، سيبدؤها 500 عامل في قطاع التربية، ناهيك عن قيام شركة سوناطراك بتنظيم جولة في الصحراء لفائدة 300 عامل بها الأسبوع الماضي إلى تمنراست بالتحديد. وأضاف جريبي ل "السلام" أن وكالات السفر هيأت نفسها جيدا للنشاط انطلاقا من الداخل وصولا إلى استقطاب السياح الأجانب في وقت لاحق، وهذا بالتعاون مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية و طاسيلي ايرلاينز، لتذليل بعد المسافة بين شمال البلاد وجنوبها ومشقة الطريق. وعود الوزير متأخرة وستكون رحلات لوسائل الإعلام إلى الصحراء قريبا اعتبر نقيب وكالات السفر، أن وعود الوزير بمسح ديونها أمر أكثر من ضروري رغم أنه جاء متأخرا بالنظر إلى كون الوكالات تعيش في عطلة منذ 3 سنوات مضت بسبب تردي الأوضاع الأمنية بدول الساحل وتأثيرها على الوضع بصحراء الجزائر، غير أن تطمينات ولاة الولايات الصحراوية- باعتبارهم رؤساء لجنة الأمن بالولاية- سيعيد الاطمئنان إلى عمل وكالات السفر وسينعش السياحة الصحراوية التي تعتبر حسب المتحدث "سياحة تجوال" ولا تحتاج إلى هياكل فخمة، كما أن الحالة الأمنية بالصحراء لا تبعث على القلق بتأكيدات من ولاة الولايات الجنوبية المعنية بالسياحة الصحراوية. فيما أكد بشير جريبي، على تشديد وكالات السفر في لقائهم الأخير معه الوزير بجانت على وجوب لعب الديوان الوطني للسياحة لدوره كاملا في الترويج للقدرات السياحية العامة التي توفرها الصحراء الجزائرية، وهو ما جعل وزير السياحة –حسبه- يعدهم بتنظيم رحلة إلى الجنوب يتم دعوة مختلف وسائل الإعلام الوطنية إليها والتي ستكون بداية الشهر القادم.